لاما عزت 26 مارس 2018
الأخطاء الطبية قد تحدث في أي مكان في العالم، في المستشفيات، في العيادات، في غرف الجراحة العامة ودور التمريض والصيدليات، وحتى في تقديم الوجبات الغذائية المناسبة، كأن يُستبدل طبق مريض خالٍ من الملح، يعاني ارتفاعاً في ضغط الدم بطبقٍ مُملح.
فكيف باستطاعتنا تجنب الوقوع تحت هذه الأخطاء الطبية؟
من المهم أن يتأكد المريض أن كل طبيب معالج يشارك في حالته يعرف عن كل دواء يأخذه حتى المكملات الغذائية والأعشاب التي يتناولها، وما إذا كان يعاني حساسية على دواء ما. كما يجب على المريض السؤال عن عدد الجرعات بدقة? وآثار الدواء المحتملة، وكيفية التصرّف في حال إصابتها بها، وعن نوعية الأطعمة والأنشطة التي يُفترض عليه تجنبها أثناء تناول الدواء .
وفي حال تواجد المريض في المستشفى يجب عليه الحرص من الفيروسات، والطلب من العاملين في مجال الرعاية الصحية غسل أيديهم قبل لمسه، خشية انتقال العدوى في المستشفيات.
وفي حال كان مطلوباً إجراء عملية جراحية? على المريض التحدث مع الطبيب والجرّاح على ما سيتم القيام به بدقة، وأن يجري تحديد موقع العملية بالإشارة إليه بقلم حبر مثلاً، كي لا تجري عملية للركبة اليمنى بدل اليسرى، أو للعين اليسرى بدل اليمنى. هي أمور قد ينظر إليها البعض وكأنها سخيفة لكنها، واقعياً، أكثر من ضرورية. كما من الضروري أن يسأل المريض عن نسب المخدر التي سيخضع لها خلال العملية الجراحية وتأثيرها.
وفي هذا السياق تحدثت زهرة الخليج مع الطبيب الأميركي مارتن مكاري رئيس قسم جراحة وزراعة الأعضاء، وخبير القوانين الصحية حول سلامة المرضى والجودة في الرعاية الطبية في مركز "كليمنصو الطبي" في بيروت الذي نشر قبل عامين في بحثٍ معمّق أجراه، أن أكثر من 250 ألف أمريكي يموتون سنوياً من الأخطاء الطبية. وهو يزيد على البحث اليوم أن التشخيص الخاطئ، والخطأ في وصف الدواء وفي اتخاذ التدبير الصائب في اللحظة المناسبة في غرفة العمليات، حالات مدمرة مميتة تجعل تلك الأخطاء الطبية تحلّ في المرتبة الثالثة، بعد السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية، على قائمة أسباب الموت في الولايات المتحدة الأمريكية.
ويعتبر د.مكاري، أن السبب قد يكون في تعطل الاتصال بين الأطباء والمعنيين في الشأن الصحي، عندما يتم تسليم المرضى من قسم إلى آخر? وهذا ما يؤدي إلى وفاة بعض البشر من الرعاية التي يتلقونها بدلاً من الأمراض التي يعانونها أساساً.
أما الحل، من وجهة نظر د.مكاري هو أن على المريض الذي يتهيأ لعملية جراحية، أن يفهم سبب إجرائها تماماً والمضاعفات المحتملة منها، وطرح كل الأسئلة التي قد تخطر في باله على الطبيب، والسؤال ما إذا كان هناك إجراء آخر غير العمل الجراحي قد يفيد .
إذاً باختصار? المطلوب هو الوعي. وعي المريض ووعي كل العاملين في مجال العناية الصحية وعم تجاهل أياً من التفاصيل، لأن الأسرار تكمن في التفاصيل.