لاما عزت 15 مارس 2017
هل يخبرك طفلك بمشكلته قبل أن يفكر في أي حل؟ هل يغضب طفلك أو يصاب بالإحباط إن لم تصلح ما أفسده؟ هل تتوقف عن أداء مهمة أو تعتذر عن اجتماع للرد على رسالة نصية لطفلك لو لم يكن الأمر عاجلاً أو خطيرا؟ هل اكتشفت أنك تقوم بإنجاز الكثير من الواجبات المدرسية نيابة عن أبنائك؟ إذا كانت الإجابة هي نعم على الأسئلة السابقة، إذن فقد وقعت في ما يسمى "فخاخ التربية"، والتي وردت في كتاب "علّم أبناءك التفكير". يندرج هذا الكتاب ضمن قائمة الكتب التي أعدّتها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم ضمن مبادرة كتاب في دقائق، والرامية إلى نشر ملخصات لأهم المؤلفات العالمية التي تلاقي رواجا كبيرا، وتجمع بين أصالة المحتوى والإخراج المشوق باللغة العربية. يتناول المؤلفان دارلين سويتلاند ورون ستولبرج في كتابهما "علم أبناءك التفكير" ما أطلقا عليه السقوط في "فخاخ التربية"، والناتج عن الهوس الزائد بتلبية احتياجات الأبناء وما يترتب على ذلك من إشكاليات سلوكية لديهم. وهذه قائمة بأهم النقاط التربوية التي جاءت في الكتاب:- الحرص الزائد على أداء الأبناء للواجب المدرسي بإتقان والحصول على الدرجات النهائية يؤدي إلى محاولة الآباء إنقاذ أبنائهم من الفشل الدراسي بطرق كثيرة كمساعدتهم في عمل الواجب الدراسي مما يدفع بالأبناء إلى التكاسل والنزوع إلى الاعتماد على أوليائهم عوض الاجتهاد في الدراسة.
- شراء ملابس أو أجهزة إلكترونية ذات علامات تجارية لامعة للأبناء حتى يلقوا استحسان أصدقائهم. يلبي الآباء هذه الطلبات تحاشياً للوم الأبناء وإشعار آبائهم بالتقصير في حقهم المتمثل في عبارة "كل أصدقائي لديهم كذا وكذا".. فيغدق الآباء على أبنائهم بالملابس والأجهزة الجديدة لإنقاذهم من الحرج غير أن الآباء يحرمون أبناءهم عبر تلك الممارسات من تعلم حل مشكلاتهم الاجتماعية.
- ينصح الكاتبان إلى اتباع أسلوب الإشباع البطيء لاحتياجات الأبناء بدلاً من الاندفاع بسرعة نحو تلبية طلباتهم ومن ثم الوقوع في فخ الإشباع الفوري.
- يسعى الكتاب إلى فك الارتباط بين التفوق الدراسي والذكاء.. حيث يشير إلى أن تكرار الحديث عن أهمية التحلي بالذكاء وأن الأطفال الأذكياء هم الذين يحصلون على أعلى الدرجات، وبغض النظر عن الجدل الذي يدور حول تعريف الذكاء سنجد أطفالنا قد اعتادوا على ربط الذكاء بفترات المذاكرة أو عدم الاضطرار إليها من الأساس وكأن الدراسة أمر سهل.
- يحذر الكاتبان من خطورة ربط عدم القدرة على حل الواجب المدرسي بقلة الذكاء فهذه الرسالة الضمنية الضارة ستؤدي تلقائياً إلى اعتمادهم بشكل دائم على الإشباع الفوري بمساعدة الوالدين والاعتماد عليهما في كل شيء.