رزان الحسيني 11 نوفمبر 2011
"الزواج مفيد صحياً للرجل وضار جداً للمرأة"... خلاصة ميدانية توصلت إليها دراسة بريطانية أكدت على إصابة المرأة بالاكتئاب وما يخلّفه من أمراض عضوية فيما تتحسن صحة الرجل بعد الزواج.
إكتئاب المرأة
يُعتبر حفل الزفاف لحظة من لحظات السعادة التي ترنو إليها كل العرائس. إلا أنّ العديد منهنّ سرعان ما يشعرن بالإحباط الشديد وبخيبة الأمل في الأيام أو الأسابيع الأولى من الزواج لاكتشافهنّ أن هذا الإرتباط لا يمنحهنّ السعادة الأبدية. قبل الزواج، تملك المرأة عادةً تصورات خيالية عن تلك اللحظة. لذلك، تصدم بالواقع حين تكتشف أنّ الرجل الذي إرتبطت به عن حب وشوق خلال فترة الخطوبة سرعان ما أصبح عملياً أكثر مّما هو مطلوب.
ورغم ما تعانيه واحدة من أصل عشر نساء من "اكتئاب ما بعد الزواج"، إلا أن العديد من المتزوجات حديثاً يتوقّعن أن الإرتباط قد يكون حلاً لجميع مشاكلهنّ.
ومن الأسباب الرئيسية الأخرى للاكتئاب بعد الزواج الإبتعاد عن الأهل. وقد أظهرت الدراسات حاجة الزوجة المُلحة لأهلها وأمها في الأيام الأولى للزواج. لذا نَصح بعض علماء النفس بتأجيل شهر العسل إلى ما لا يقل عن خمسة أيام بعد حفل الزفاف، مّما يحسن نفسية العروس ويُشعرها بالأمان، فتتأقلم بالتالي بهدوء مع وضعها الجديد.
المسؤولية أيضاً سبب آخر يقع فجأةً على عاتق العروس ما يجعلها عاجزة عن تحمّل شؤون المنزل وحدها، فتنهار تحت هذا العبء. وقد ينتج عند البعض إنهيار عصبي أو توتر دائم، وبالتالي مشاكل منزلية. ومن البديهي في المجتمعات الذكورية الشرقية أن يسعى الرجل إلى إخضاع المرأة له، فإذا لم يتم ذلك ولم يقبل أحدهما بتقديم أي تنازل، فإنّ البيت سيتحول إلى جحيم تحكمه لغة الصراخ. وقد يحدث الطلاق في العديد من الحالات.
استقرار الرجل
على النقيض من الزوجة، يأتي الرجل ليستفيد من الزواج صحياً. الدراسة البريطانية ترجّح إيجابية الإرتباط بالنسبة إلى الزوج لما يشكله ذلك من انتظام في تناول وجبات الطعام المُعدّة من قبل زوجته، ناهيك بإشباع جميع رغباته بإنتظام أيضاً. مما يدفعه إلى التركيز على عمله بصورة أفضل مستفيداً من الإستقرار النفسي والجسدي الذي يشعر به بعد الزواج.
بين النقيضين
وبين الإكتئاب والراحة، تخالف دراسة حديثة هذا الرأي وتؤكد أنّ الزواج قادر على جعل الناس أكثر سعادة من الفوز باليانصيب. وتبقى نصيحة علماء النفس والإجتماع بأن يعتبر العريس والعروس الزواج بداية جديدة وليس ذروة، وأن يتناقشا في مشاعر خيبة الأمل التي تنتابهما بشكل صريح رغم صعوبة الاعتراف بالكآبة، فالوضوح خيرٌ ألف مرة من الهم والحزن وربما الإنفصال.