أشرف العسال 16 ابريل 2014
اعتدنا أن نسمع من سنوات أن الأب يأتي بعد الطلاق يأتي يشتكي على طليقته أنها تمنعه من رؤية ابنته، لكننا اليوم ومع الأسف الشديد صرنا نشاهد قضايا لمطلقات جئن يشتكين الأب لأن أولاده يريدون أن يرونه ويخرجون برفقته، لكن الأب من شهور لم يسأل عنهم. تقول الأم المطلقة حنان : لدى منه بنت وولد عمر البنت 4 سنوات والولد 5 سنوات، ومنذ طلاقنا من سنة ونصف لا يسأل عنهم. وابنتي تبكي تريد رؤية والدها وأحاول اتصل به لا يرد وأرسل رسائل لكي يأتي ليرى ابنته وولده لكن لا حياة لمن تنادي فلجأت للمحاكم كي أحصل على حكم يجبر الأب على رؤية الأبناء . الله أكبر تريد حكم إجباري يلزمه برؤية أبنائه؟ أرأيتم أعزائي القراء أعجب من ذلك، وبافتراض هي حصلت على حكم هل الحكم سيغرس الرحمة في قلبه كأب لرؤية ابنته وابنه ؟ هل الحكم سيغير طباعه و يوقظ عاطفة الأبوة التي ماتت فيه وراحت في ثبات عميق ؟ لا أظن ذلك ...ذكرتني تلك المسألة بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم عندما كان يقبل الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن الحابس التميمي، قال الأقرع: ((إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً، فنظر إليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: من لا يَرحم لا يُرحم)) . إن الطامة الكبرى وراء تلك القسوة هو ان بعض الأباء ينفث عن غيظه وحقده على الطليقة بهذا التصرف. وهذا غباء اجتماعي ونفسي كبير لأن الأولاد من المفترض ان يخرجوا من معادلة الخلافات، خاصة بعد الطلاق. فبدلا من أن نمسح دموعهم لانفصال والديهم نكمل التدمير بقطع رؤيتهم والسؤال عليهم ، وقد أحضرنا الأب ( المطلق) وسألته : لماذا تحرم اولادك منك؟ فرد الأب : لأن أمهم تستحق ذلك خليها تنكوي بنارهم لأنها هي التي طلبت الطلاق. قلت له : أنت تخلط الأمور فكونها تطلب الطلاق أو تطلقها بنفسك هذا موضوع يخصكم انتم ككبار، لكن الصغار من حقهم أن يروا أمهم ويروا أباهم ولهم عليك حق ليوم الدين في التربية والرعاية. قال الأب: كيف أربيهم وهم عندها؟ فردت الأم : أنت لو طلبتهم بأي وقت ولو تريد بياتهم عندك ما عندي مانع . قلت له : أسمعت قولها ؟ هي لا تمنعك وإن كانت لا تريدك زوجا فهى لا تستغنى عنك أبا. ما مصير ابنتك حين تكبر وهي محرومة من حنان أبيها ؟ إنها حتما ستبحث في أي شاب يعطيها الحنان الذي فقدته ربما سلمت له قلبها ومشاعرها وضاعت ككثيرات من الفتيات اللاتي تعرضن للعنف النفسي والحرمان من حنان الأب . سكت الأب وأحسست كأن الدماء تنتفض بعروقه وقال : أنا لا أقبل على ابنتي هذا المصير أنا أحبهم لكن أمهم .... وقبل أن يكمل استوقفته وقلت له دعك من مشاكلك مع أمهم الآن، وركز على نفسية الأولاد فربما مراعاتك لهم وسؤالك عنهم قد يحنن قلب الأم مرة اخرى وتفكر بالرجوع إليك، لكن قسوتك هذه ربما تبعدكما أكثر وأكثر ، قال الأب: ومتى أقدر أن أراهم فردت الأم : بأي وقت تريده . وهنا عقدنا بينهما اتفاق على الرؤية، وكان ذلك بتوفيق الله تعالى، فأردت أن أنقلها رسالة لكل أب وأم لا تدخلوا أولادكما في صراعكما بعد الطلاق لأنهم لا ذنب لهم. اقرأي المزيد من القصص الواقعية: استنكار وإدانة لأم مصرية خدرت طفلتها وسلمتها لعشيقها قصة واقعية: متزوجة منذ شهرين ولا زلت بكرا..أريد الطلاق بالصور زفاف شابة من حبيبها وهي على فراش الموت
