لاما عزت 22 فبراير 2014
تعيش العاصمة الإماراتية أبو ظبي حاليا أيام مهرجان الحصن الثقافية التي تتيح لمرتادي المهرجان زيارة القصر وباحته الداخلية
والتعرف على تراث دولة الإمارات وثقافتها. ويتضمن المهرجان الذي يستمر حتى الأول من مارس ورشات عمل وعروض متنوعة وجولات تعريفية وندوات تفاعلية.
شيّد قصر الحصن في أبوظبي أواسط القرن الثامن عشر، وكان يستخدم كبرج لحماية مصادر المياه العذبة في جزيرة أبوظبي والتي اكتشفتها قبائل بني ياس المقيمة في واحة ليوا. وقد أسهم وجود هذا البرج في توفير الأمان في المنطقة التي شهدت استقرار السكان وطمأنينتهم. وتقول حكاية تشييد هذا القصر أن قبيلة بني ياس في واحة ليوا كانت القبيلة تتجه في رحلات منتظمة إلى البحر بهدف الصيد، وعندما اكتشفت مصادر المياه العذبة في جزيرة أبوظبي، رأى شيخ القبيلة ذياب بن عيسى المتوفى عام 1793 مدى أهمية توفير الحماية لهذه المنطقة. لذلك قرر بناء برج مراقبة لحماية هذه المصادر من الدخلاء، وبدأ السكان بالحضور للإقامة في هذه المنطقة حول الحصن لدوره في توفير الأمان وإضفاء أجواء الاستقرار والطمأنينة.
شهد البرج بعد ذلك أعمال تطوير وتوسعة حيث أضيفت إلى البناء المشيد من الأحجار المرجانية ثلاثة أبراج أخرى وجدار بهدف توفير مزيد من الحماية، لتتكون بذلك القلعة المنيعة.
أضحى قصر الحصن بعد ذلك مقراً لإقامة أجيال متعاقبة من أسرة آل نهيان الحاكمة. وقد أدرك الشيوخ الكرام الذين تولوا الحكم مدى الأهمية الاستراتيجية والرمزية التي تتمتع بها القلعة، حيث قاموا ببناء تحصينات منيعة وجدران خارجية ومبان إدارية ومساكن لإقامة الاسرة الحاكمة، لتتميز القلعة في نهاية الأمر بالمظهر الجميل الذي تبدو عليه الآن. وفي الوقت الحالي يتولى فريق من المتخصصين والخبراء تنفيذ أعمال ترميم القلعة بعناية تامة وفق أفضل المعايير الدولية التي تصدّق عليها إدارة لجنة التراث العالمي، ليستمتع الحاضرون بزيارتها ومظهرها المهيب خلال أيام المهرجان.
ويعيش القصر حاليا أعمال ترميم مستمرة، فقد اجتمع فريق يتضمن عدداً من أبرز المؤرخين والمهندسين المعماريين وخبراء الترميم للعمل في هذا المشروع، وذلك لإزالة الطبقة البيضاء السميكة المكونة من الجبس والإسمنت والتي أضيفت إلى جدران القصر في ثمانينيات القرن الماضي، لإبراز الأحجار المرجانية والبحرية والتي كانت من أهم مواد البناء التي كان يستخدمها الإماراتيون في الماضي.
وتتجلى أهمية أعمال الترميم في منع الرطوبة من الوصول إلى سطح الحجر المرجاني الذي يقع تحت الطبقة البيضاء التي أضيفت قبل سنوات، خاصة وأن احتباس الرطوبة على سطح هذه الأحجار سيؤدي إلى تآكلها ويتسبب بآثار ضارة ومؤذية على بنية المبنى التاريخي.