#ثقافة وفنون
علي رياض 15 أغسطس 2013
مثلما يوجد مؤرخون لأي مجال في الفنون والعلوم في تاريخ العالم، فإن لتصميم الأزياء وللفساتين مؤرخوها أيضا. يروون لنا من أول من ابتكرها ولبسها ولماذا. فهناك قصص جميلة وساحرة تحيط بالثياب وتاريخها. اليوم سنسافر معك في تاريخ قطعة واحدة من فن الأزياء، واحد من أجمل الفساتين التي تمتلك كل امرأة منها واحدا على الأقل: إنه الفستان الأسود الصغير أو مابتنا نشير له ب LBD اختصارا لـ ‘little black dress‘. كوكو شانيل هي من ابتكرت الفستان الأسود الصغير، ومما لا شك فيه أنك تعرفين ماركة شانيل الفرنسية العريقة، ولكنك قد لا تعرفين أن هذه المرأة الفاتنة ومصممة الأزياء المبدعة ابتكرت من اسمها علامة تعيش على مدى العصور، بعد ان أبدعت خطا في الأزياء يجمع خطوط القصات الرجالية مع تكلف وتفاصيل الأزياء النسائية التي تعكس الرفاهية. وبهذا أطلقت المرأة خلطة سحرية أقبلت عليها النساء من الطبقة المخملية من كل أنحاء الدنيا، وأصبحت كوكو شانيل التي عاشت من 1883 حتى 1971 أيقونة في عالم الجمال والأناقة والفن الرفيع. أما أول فستان أسود صغير فقد صممته شانيل في العام 1926، وميزة الفستان أنه بسيط لكن شديد الأناقة. ويمكنك ارتداؤه في النهار وفي حفلات الكوكتيل والشاي، ولكن إن اضفت إليه بضعة إكسسوارات يصبح فستان سهرة فاتن. وقد اعتبر هذا الفستان ثورة في طريقة التفكير بالأزياء في بدايات القرن العشرين. ومنذ أن أحبت النساء هذه القطعة العملية والأنيقة في عشرينيات القرن الماضي أصبحت قطعة لا غنى عنها حتى يومنا هذا. ولا تخلُ أي مجموعة لأي مصمم عالمي من هذا الفستان في كل موسم. وأثناء الحرب العالمية الثانية اكتسب الفستان الأسود الصغير دلالة أخرى، فهو الفستان الذي ترتديه المرأة الثلاثينية المتحضرة والعصرية التي دخلت سوق العمل في تلك الأيام للمرة الأولى بسبب ظروف الحرب. وبينما كان الفستان دائما لا يرتفع فوق الركبة ويناسب المرأة العاملة في الخمسينيات، اختلفت الحالة بعد ذلك بقليل وبعد الابتعاد عن مرحلة مابعد الحرب وصعود الحركات النسوية إلى أن يصبح الفستان تعبيرا عن مجتمع أكثر انفتاحا، ونساء أكثر تحررا في خياراتهن وأصغر عمرا، فبدأ الفستان يتجاوز الركبة ويصبح أقصر فأقصر هكذا حتى نهاية الستينيات. في السبعينيات اختفى هذا الفستان قليلا بسبب سيطرة موضة الفساتين الموردة والملونة، ولكنه ظل مطلب السيدات في السهرات الأنيقة والعصرونيات وكذلك في العمل. ومع صعود الملابس الكاجوال في الثمانينات رجع الفستان مع تبسيط أكثر في قصاته . ومنذ التسعينيات وحتى اليوم أصبح هناك فستان أسود صغير ينسجم مع كل خط موضة جديد بقصة جديدة، فمرة يكون ستايل الفستان أكثر جنونا في هذه السنة أو أكثر هدوءا في السنة التي تليها بحسب المزاج السائد في مواسم الأزياء. الفستان الأسود الصغير قطعة من الكلاسيكيات الساحرة التي لا يمر عليها الزمن، وتظل كل امرأة بحاجة لها في خزانتها. عدا عن أنه لا يوجد امراة ترتديه إلا ويكسبها أناقة وبهاء ويزيد جمالها جمالا. وأنت مارأيك أن تصفي لنا فستانك الأسود الصغير؟ إذا كنت ترغبين بمشاهدة المزيد عن حياة كوكو شانيل تابعي الرابط التالي: