لاما عزت 24 يونيو 2013
جاءني السيد مروان يستشير في طلاق زوجته طبقا لطلبها هي، ولكنها تريد حقوقها مع الطلاق، وهو يريد أن يجبرها على التنازل عن كل شيء من مؤخر وبدل المتعة ونفقة العدة مقابل طلاقه لها. يقول مروان : تزوجتها من 7 سنوات ولدي منها طفلين وهي ترعى حقي و تبذل ما في وسعها لإسعادي و تعتني بنظافة بيتها ونفسها و تحب الأولاد وتفني نفسها في رعايتهما. لكن مشكلتنا أنني عصبي ووصلت عصبيتي في كثير من الأحيان إلى الضرب، وزوجتي كانت تصبر في كل مرة وكانت تستطيع إبلاغ الشرطة واستصدار تقرير طبي لكنها لم تفعل. وقالت لمن نصحوها بذلك : أنها لن تدخل والد أبنائها الشرطة. وتحملت كثيرا . فسألته : لماذا لم تعالج نفسك من العصبية ؟ قال : أكذب عليك لو قلت حاولت، أنا ما حاولت وكان طيبة زوجتي تجعلني أتمادي حتى وصلنا لعنق الزجاجة كما يقولون . قلت : ماذا تقصد ؟ قال: الآن هي تطلب الطلاق. وأنا من تمسكي بها أرفض الطلاق وأجبرها الآن أن تتنازل عن كل شيء مقابل طلاقها. حتى طلبت منها التنازل عن حضانة الأبناء وعن النفقة وكافة الحقوق وليس ذلك عقابا مني، وإنما وسيلة للضغط عليها لتتراجع عن طلب الطلاق . فسألته : وهل جلست مع أحد المتخصصين في حل المشاكل الأسرية ؟ قال مروان : نعم لكنها مصممة على الطلاق. وتقول بأنه طفح الكيل لأني ضربتها أمام الطفلين مما سبب لها آخر مرة حالة نفسية و للأطفال وسؤالي : هل ما أفعله من إجباري لها على التنازل عن كل شيء حتى الأولاد حلال ؟ أم حرام ؟ صح ؟ أم خطأ؟ الجواب :أولا أخي الكريم لا شك أنك تدرك مدى خطأك و تماديك في إيذاء زوجتك على أمور تافهة كما ذكرت أثناء حديثك، فالزوجة أمرنا بالإحسان إليها لا ضربها ولا إهانتها يقول النبي : ( لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم ) ثانيا : إن طلبها للطلاق هي نتيجة طبيعية لضغوطك عليها وخاصة أنها امرأة صبورة، ولا تريد حتى أن تشتكي عليك بالمحاكم فلا ينبغي أن يكون عقابها أن تضغطها أكثر بالتنازل عن حقوقها، لأنه طلاق للضرر والطلاق للضرر يوجب على الزوج دفع كافة الحقوق من مؤخر و متعة وعدة ونفقة شهرية للمحضونين وتوفير سكن حضانة. و اعلم أنه لا يجوز طلاق مقابل تنازل عن حضانة الأطفال هذا مطلب غير شرعي ولا قانوني وإن طلبته منها فأنت آثم. هل يعقل أن تطلب من أم أن تتخلي عن أمومتها وحضانتها مقابل طلاقها؟ هذا أكبر ظلم فبدل أن تحل الأمور وتترك فرصة للمراجعة تزيد الطينة بلة. أنصحك يا مروان بالمحاولة معها بالصلح والتعهد منك بكل التعهدات بعدم الضرب أو الإساءة وقدم لها الهدايا. و حاول تذهب بها لعمرة وحاول بتدخل المصلحين بينكما حاول وحاول واستعن بالله والدعاء فإن رجعت فاتق الله فيها. و إن أبت إلا الطلاق فاجعله طلاقا رجعيا ربما تتراجعا فيه خلال ثلاثة أشهر العدة وإياك وهضم حقوقها أعطها كل حقوقها لتعرف أنك تغيرت وتغيرت معاملتك، فربما يكون ذلك بابا للعودة و التسامح بينكما ثم اجعل الحضانة والنفقة والسكن لها وللأولاد و واظب على رؤية أولادكما و استخدامهما بالخير لتقريب المسافات. و صدقني الأيام كفيلة بلم الجراح و بعد فترة وبحسن معاملتك لها وإكرامك واحترامك لها ربما ترجعان قال تعالى : "يا أيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ? وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ? لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ ? وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ? وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ? لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَ?لِكَ أَمْرًا ) سورة الطلاق أية : 1ساعة رولكس
أدخل بياناتك
شكراً
ننتظرك غداً مع سؤال جديد
التالي
اغلق