#ثقافة وفنون
لاما عزت 19 أغسطس 2012
مع انتهاء رمضان المبارك، بات ممكناً الحكم على الأعمال السورية التي عرُضت خلال الشهر الكريم هذا العام، سيما المسلسلات الكوميدية. رغم أنّ عددها بلغ أكثر من عشرة، إلا أنّ كثيرين اعتبروا أنّها فقدت بريقها وتراجعت نسبة متابعيها مقارنةً بالسنوات السابقة. هكذا، لم تفلح الكوميديا في إضحاك الجمهور العربي والسوري خصوصاً أنّ الأخير يعيش أصعب أيامه بسبب القتل والقصف خصوصاً في دمشق. ولعل أبرز هذه الأعمال "سيت كاز" الذي وجّه مخرجه زهير قنوع رسالةً إلى الجمهور اعتذر فيها عن المستوى السيء الذي ظهر به عمله الذي يؤدي بطولته أيمن رضا. علماً أنّ الأخير استقى فكرة العمل من شخصية "أبو ليلى" التي أداها رضا في الجزء الأول من "أبو جانتي"، إذ يظهر الشقيق التوأم لـ "أبو ليلى" الذي يملك محطة وقود على طريق سفر. كذلك، فإنّ الجزء الرابع من مسلسل "صبايا" (تأليف نور الشيشكلي وإخراج سيف الشيخ نجيب) لم يشكّل الحالة الجماهيرية التي عهدها في أجزائه الثلاثة السابقة. ورغم أنّ فريق العمل استقطب عدداً من الفنانات العربيات لتأدية أدوار البطولة إلى جانب جيني أسبر، وكندة حنا، وديمة بياعة، إلا أنّ المسلسل الذي تم تصويره في دبي ظهر "باهتاً"، وبدت مشاهده خالية من الكوميديا الاجتماعية التي تحدثت عنها أسرة العمل خلال تصويره. ومن بين المسلسلات الكوميدية التي لم تحقّق حضوراً جيداً هذا العام، الجزء الثاني من "أيام الدراسة" الذي تشارك في بطولته مجموعة من الفنانين الشباب يجسّدون مرحلة ما بعد الدراسة. هكذا، وقع العمل في فخ التصنع في إظهار الحالة الكوميدية. أضف إلى ذلك تكلّف بعض الممثلين في الكثير من مشاهد المسلسل الذي يخرجه مصطفى برقاوي. أيضاً، فإن مسلسل "رومانتيكا" الذي يتناول موضوع الحب من طرفٍ واحد في قالب كوميدي، لم يستطع جذب الجمهور ورسم ابتسامة على وجهه رغم أداء الممثلين الجيد. علماً أنّه يشارك في بطولة العمل الذي ألفه شادي دويعر وأخرجه مهند قطيش، كلّ من جيني أسبر، وزهير رمضان، وصفاء سلطان. وإضافةً إلى هذه المسلسلات، فإنّ هناك أعمالاً أخرى فشلت حتى في تسويقها كـ"أوراق بنفجسية"، و"بناتي حياتي". في مقابل كل هذه المسلسلات، فإنّ الجزء التاسع من السلسلة الشهيرة "بقعة ضوء" استطاع التربّع على عرش الأعمال الكوميدية. ويبدو أنّ السبب في ذلك يعود إلى أنّ معظم لوحات العمل الذي ألفته مجموعة من الكتّاب، تتعرّض بالنقد الساخر إلى الأوضاع الاجتماعية، والاقتصادية المتردية التي وصل إليها السوريون خلال أزمتهم.