#مشاهير العالم
طارق الشناوي 5 يوليو 2011
هل يشهد رمضان هذا العام غياب مسلسل عادل إمام "فرقة ناجي عطا الله" الذي يخرجه ابنه رامي ويشاركه البطولة ابنه محمد؟ علماً بأنّ العمل كان سيعيد إمام إلى الشاشة الصغيرة بعد غياب أكثر من ربع قرن.
قبل أيام كانت الإجابة عن هذا السؤال أنّ إمام يعتبر المسلسل أوّل تحدٍّ يواجه به مَن وضعه بعد الثورة في قائمة العار التي يتم وصفها أحياناً بالقائمة السوداء على سبيل التخفيف. عادل كان حريصاً على إنهاء تصوير المسلسل قبل رمضان، واتفق مع منتج المسلسل صفوت غطاس أن ينفي كل الأخبار التي أشارت إلى أنّه ككل النجوم، تم خفض أجره بنسبة 25% بعدما صارت السوق ضبابية بعد "ثورة يناير" ولا أحد يعرف المزاج النفسي للجمهور والعمل الذي سوف يقبل عليه، والدور الذي قد تلعبه القائمة السوداء في التأثير على تسويق العمل الفني، خصوصاً أنّ بيع المسلسل يتوافق مع الإعلانات التي تتأثر بدورها بكثافة المشاهدة. وإذا افترضنا جدلاً أنّ المقاطعة جادة في رفضها لعادل إمام، فهذا يعني هبوطاً في دقائق
الإعلان رغم أنّ المقاطعة لا تزال مصرية فقط. فسوق الخليج لم تتأثر بالدرجة نفسها، إلا أنّه لا يمكن تجاهل أنّ الجمهور المصري يشكّل 25% من المشاهدين بسبب الكثافة السكانية في مصر!
لا شك في أنّ مسلسل عادل إمام عانى كثيراً على المستوى الاقتصادي مع خروج التلفزيون المصري من حلبة المشاركة الإنتاجية. فبعد القبض على رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون السابق أسامة الشيخ، كانت أهم الاتهامات الموجهة له أنّه تعاقد برقم مبالغ فيه مع منتج "فرقة ناجي عطا الله". مما دفع المنتج إلى الكشف عن حقيقة الأجر الذي تقاضاه عادل كي يبرّر سبب قيام المتهم بدفع 20 مليون جنيه (حوالي 4 مليون دولار) من أجل عرض المسلسل على التلفزيون المصري. يومها، أكّد غطاس أنّ أجر عادل فقط يتجاوز ضعف هذا الرقم. وستؤدي هذه المعلومات إلى فتح أبواب الجحيم على "الزعيم" من خلال الضرائب ونقابة الممثلين التي ينصّ قانونها على أن تنال 2% من أجر الممثل. وتجنباً لمشكلات إدارية مع مصلحة الضرائب، كان الممثل المخضرم يكتفي بدفع مبالغ زهيدة للنقابة لا تعبّر عن حقيقة أجره الذي يتقاضاه حتى لا يضطر إلى دفع ما قيمته 20% من أجره. إنها حالة متشابكة تدفع أغلب النجوم في مصر إلى عقدين: الأول يحوي الرقم الزهيد الذي يتقدمون به للضرائب، والثاني الحقيقي السرّي الذي يحصل بموجبه على حقوقه من المنتج! الضرائب ليست قضيتنا هذه المرة، بل موقف إمام الذي يراهن بقوة على المسلسل وفي الوقت عينه يخشى غضب شباب الثورة المصرية الذين وضعوه على قائمة العار. وكان عادل أمام اختبار أول قبل أسبوعين عندما ذهب إلى دار الأوبرا حيث مسرح الإبداع الذي يقدم الوجوه الجديدة. وأصر على حضور الاحتفالية ليعرف رد فعل الشباب. وعلى المسرح، قال إنّه يعتبر أنّ هذه الاحتفالية من مكتسبات "ثورة يناير". وفوراً قاطعه الجمهور الشاب قائلاً: "حتى أنت يا عادل تتحدث عن ثورة يناير"!
أتصور أنّ إمام يفضل الآن إرجاء عرض المسلسل بحجة أنّه لن يستطع استكمال تصويره. إذ لم يتبق سوى أقل من شهر على بداية رمضان، لكنّ عادل ينتظر أن تتضاءل مشاعر الغضب تدريجاً، بعدما كان الأقرب إلى مبارك والمدافع الشرس عن توريث الحكم لابنه جمال!
لن يقول إنّه ينتظر خفوت حدة الغضب لكنّه سوف يحرص على التأكيد بأنّ المسلسل لم يكتمل تصويره، ولا يستطيع أن يعرض عملاً فنياً ناقصاً على جمهوره. ولهذا، سوف ينتظر مجبراً رمضان 2012 الذي قد يأتي بغضب أقلّ، مراهناً بذلك على الزمن. والزمن كما قالت أم كلثوم "بينسي حزن وفرح ياما"!