لاما عزت 22 يونيو 2010
لم يكن أحمد السقا يعرف أن كل هذا الوقت والمجهود الذي استغرقه للتحضير لفيلم "الديلر" سيضيع هباءً وسيخسر كل شيء ويضطر لأول مرةٍ في حياته أن يتبرّأ من فيلم له ويهاجمه بكل قسوة رافضاً أن يعترف بكونه عملاً من أعماله الفنية. أحمد السقا الذي كان يعتز بكل شريط من أفلامه، ها هو يتحدث عن "الديلر" على اعتبار أنه غلطة لن تتكرر.
"أنا زهرة" التقت السقا بعد عرض فيلم "الديلر" لمعرفة ملابسات هجومه على الفيلم
لماذا وافقت على بطولة "الديلر" من البداية وما الذي أعجبك في السيناريو؟
سيناريو الفيلم كان يحمل رسالةً نبيلة. فقد كتبه أحد أهم المؤلفين وهو مدحت العدل الذي تعاونت معه في فيلم "صعيدي في الجامعة الأميركية" الذي حقّق نجاحاً كبيراً واعتبر فاتحة خير على جيل الشباب كلّه. لذا، فأنا أتفاءل بالتعامل مع مدحت العدل وأعشق طريقته في صياغة السيناريوهات. وبالفعل، عرض علي السيناريو منذ ثلاث سنوات ووافقتُ عليه وقمت بترشيح المخرج أحمد صالح لإخراجه لأني سبق وأن تعاملت معه في فيلم "حرب أطاليا"، وبالفعل وافقت الجهة المنتجة على طلبي بالتعاون مع أحمد صالح.
لماذا كل هذه التوقفات والتأجيلات التي طالت الفيلم؟
كان مقرراً أن أقوم بتصوير الشريط قبل فيلم "الجزيرة" لكن تم تأجيله لأسباب إنتاجية وبدأت تصوير "الجزيرة" وانتهيت منه وعرض الفيلم وبدأنا نجهز للـ"الديلر" مرة أخرى. وبعد فترة، توقّفنا لأنّي تعاقدت على بطولة فيلم "ابراهيم الأبيض" وكان يجب أن أبدأ التصوير خلال تلك الفترة. وبالفعل انتهيت من تصوير "ابراهيم الأبيض" واستأنفنا "الديلر" مرة أخرى. وخلال تلك الفترة، توقف أكثر من مرة لخلافات إنتاجية حتى انتهينا من تصويره بالكامل وتم عرضه.
هل أنت راضٍ عن الفيلم بعد عرضه؟
كلا. فوجئت بأنّ المخرج أنجز نسخةً أخرى من المونتاج بعد نسخة العمل قبل الأخيرة التي اتفقنا على أنها النسخة النهائية ولا أعرف لماذا فعل ذلك. كل من شاهد نسخة العمل قبل النهائية، قال رأيه فيها. لقد كان الشريط فيلماً في حين لم أعد أعرف ماذا أشاهد بعدما خضع للمونتاج الأخير.
ما هي أبرز الاخطاء التي تراها في الفيلم؟
سأتحدث عن دوري لأن هذا ما يخصني. فقد تم حذف أجزاء من مشاهدي بشكلٍ تسبب في عدم فهم المشاهد لما يحدث أمامه على الشاشة. وكنت أفضّل لو حٌذفت مشاهدي بالكامل بدلاً من ابتسار أجزاء منها.
ما حقيقة خلافك مع خالد النبوي بسبب طلبه برفع اسمه عن أفيشات الفيلم؟
لا يوجد خلاف بيني وبين خالد النبوي. كنا نتناول الغداء سوياً قبل أيام على هذه الحادثة وفوجئت بعدها بالتصريحات التي نسبت إليه وتحدّثت عن أنّ ورود إسمه بعد إسمي لا يشرّفه لكني أشك في أنّه أدلى هذه التصريحات لأنّ خالد النبوي ذكي.
هل ستكرر تعاونك مع المخرج أحمد صالح؟
لن أكرر التعاون مع أحمد صالح وأنا غير سعيد بترشيحي له منذ البداية لأنه لم يكن أميناً عليّ فقد ائتمنته على نفسي وعلى مجهودي لكنه لم يقدِّر هذا المجهود.
هل للمنتج محمد حسن رمزي دخل في كل هذه الخلافات؟
المنتج لا علاقة له بما يحدث وبعيد كل البعد عنه. لذا أتمنى أن ينجح الفيلم حتى يعوِّض المنتج المبالغ التي دفعها.
هل خسرت الكثير من تجربة "الديلر"؟
لم أخسر الكثير، فأنا أعتبرها خطوة ويكفيني أنّني تعلمت منها ألا أكرّر هذه "الغلطة" مرةً ثانية، بالإضافة إلى أنها لم تقضِ عليّ لكني في الوقت نفسه حزين على مجهودي ووقتي الذين ضاعا هباءً.
ماذا تعلمت من التجربة؟
تعلمت أشياء كثيرة على المستوى الإنساني. لكنّني أفضل أن أحتفظ بها لنفسي. لم أتعلم الكثير على المستوى الفني رغم أنّني تعلمت من كل المخرجين الكبار الذين تعاملت معهم من قبل من أمثال شريف عرفة وعمرو عرفة وطارق العريان وغيرهم.
تردد أنّك كنت تقوم بتوجيه المخرج وليس العكس؟
هذا غير صحيح، فالمخرج هو الذي كان يوجّهني أياً كان مستواه وقدراته. في الاستوديو، عادةً ما أكون طالباً مطيعاً يستمع إلى توجيهات المخرج وينسى أي خلاف. هذا إن كان هناك خلاف في الأساس لأني تربّيت في بيتٍ فني يعرف قيمة المخرج ويقدّرها.
ألم تقترب من غرفة المونتاج كما يفعل عدد كبير من النجوم؟
أنا لا أتعامل بهذه الطريقة. لا أتدخّل في مهام مخرج ولا أوجّه ممثلاً زميلاً إلا في إطار النصيحة إن شعرت أنّه قد يتقبل ذلك. كما أتقبّل النصيحة من الجميع ولا أدخل غرفة المونتاج.
هل هناك رسالة معينة توجّهها إلى الجمهور قبل مشاهدة "الديلر"؟
لا رسالة معينة أرغب في توجيهها لأني أعرف أنّ الجمهور واعٍ وسيدرك بأنّني لست مسؤولاً عن التشويه الذي حدث للفيلم وأعرف أنّه سيقدّر الجهود التي بذلتها حتى يخرج الفيلم في مستوى أفضل.
ألا ترى أنّ تصريحاتك هذه قد تتسبب في خسارة مادية للمنتج خصوصاً أنّ الفيلم هو في أسابيع عرضه الأولى؟
أنا لا أهاجم الفيلم ولا أشجّع الجمهور على مقاطعته. بالعكس، أتمنّى أن يحقق المنتج مكاسب مادية من وراء الفيلم ليعوض المبالغ التي أنفقها من البداية. لكن من حقي أن أعلن عن موقفي من الشريط، بصراحة لأني أخاف على اسمي وعلى "شغلي".
هل قمت برفع أجرك أخيراً كما تردد في الفترة الأخيرة؟
بالعكس، لم أقم برفع أجري لأنّي لا أتعامل أساساً مع مسألة الأجر على اعتبار أنّها مراحل في كل فيلم أقدّمه، أرفع أجري. أنا لا أحصل على أجر ثابت. لكنّني ضد الزيادات المتلاحقة في أجور الفنان لأنها تجعله غير قادرٍ على العطاء بشكلٍ أفضل.