#منوعات
زهرة الخليج 18 ابريل 2025
افتتح سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، «تيم لاب فينومينا أبوظبي»، الذي يشكل تجربة فنية متعددة الحواس، ومعلماً ثقافياً جديداً في قلب المنطقة الثقافية بـ«السعديات»، في العاصمة أبوظبي.
حضرت حفل الافتتاح، الذي أقيم يوم أمس 17 أبريل، نخبة من كبار الشخصيات، والقادة الثقافيين والفنانين والمبتكرين والمشاهير من حول العالم، وتضمن عرضًا موسيقيًا مميزًا، من تأليف عازف البيانو والملحن الإيطالي الشهير لودوفيكو إينودي، بالتزامن مع عرض ضوئي، ضمّ 6000 طائرة بدون طيار، إضافة إلى عروض للألعاب النارية، مُعدّة خصيصًا للاحتفال بالمعلم الجديد لمنطقة السعديات الثقافية.
-
حفل افتتاح متحف «تيم لاب فينومينا أبوظبي» للفنون الرقمية
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: «يُعدّ (تيم لاب فينومينا أبوظبي) معلمًا ثقافيًا رائدًا، يعيد تعريف التجارب الفنية الغامرة على مستوى العالم، ويُجسّد رؤية تتجاوز حدود الإبداع والتكنولوجيا والإدراك البشري، مقدّمًا تجربة فريدة للزوار. وبالشراكة مع فريق (تيم لاب)، تمكنا من تحقيق هذا المفهوم الريادي، تأكيدًا على التزامنا الراسخ بتقديم تجارب استثنائية تُلهم، وتُحفّز، وتسهم في إثراء المشهد الثقافي بأبوظبي، لاسيما أن المنطقة الثقافية بالسعديات أحد أكبر تجمعات المؤسسات الثقافية في العالم، التي تحتضن نخبة من العقول والمؤسسات الرائدة، التي بدورها تعمل على تعزيز الحوار الثقافي، وإلهام الإبداع، وبناء مستقبل أكثر ترابطًا وتنوعًا».
وجال الزوار بين المناطق الفنية المختلفة في «تيم لاب فينومينا أبوظبي»، وعاشوا تجارب استثنائية، وتفاعلوا مع الأعمال الديناميكية، واختبروا العلاقة المتناغمة بين الفن والتكنولوجيا والظواهر الطبيعية.
-
حفل افتتاح متحف «تيم لاب فينومينا أبوظبي» للفنون الرقمية
بدوره، قال توشيوكي إينوكو، مؤسِّس مجموعة «تيم لاب»: «أعمال (تيم لاب فينومينا أبوظبي) غير مستقلة، فهي مُتشكلة من البيئة التي تنتج الظواهر المتنوعة. فالأجسام، مثل: الحجارة والإبداعات البشرية، تحتفظ بهيكل ثابت بشكل مستقل. فالحجر، على سبيل المثال، سيبقى دون تغيير حتى إذا وُضع في صندوق مغلق، معزول عن العالم الخارجي. في المقابل، فإن الدوامة في المحيط ستختفي في لحظة إذا أزيلت من بيئتها. وعلى عكس الحجر، لا تستطيع الدوامة الاستمرار في الوجود؛ بل تتطور مع التيارات المحيطة، التي تتشكل من المياه المتدفقة باستمرار، من الخارج إلى الداخل، ومن الداخل إلى الخارج، متغيرة مع تدفقها. بالإضافة إلى ذلك، فإن حدود وجودها غير واضحة، ولا يوجد تمييز مادي بين الدوامة ومحيطها. فالبيئة الفريدة تُنتج الظواهر، وتُحافظ البيئة على وجود الهيكل، وهذا ذلك الوجود يمكن أن نسميه (الظواهر البيئية). العمل الفني غير قابل للفصل عن البيئة، ويتغير مع تغيرها. هذه الفكرة تتجاوز المفاهيم التقليدية المختلفة للوجود، من خلال الأشكال الفيزيائية. حتى إذا غمر الناس أنفسهم جسديًا في العمل الفني، فسيبقى العمل سليمًا، وقادرًا على استعادة نفسه بشكل طبيعي. ومع ذلك، يحافظ العمل الفني على وجوده؛ طالما تمَّ الحفاظ على البيئة المحيطة به، ويزول بغياب العناية بهذه البيئة. وبهذا يتوسَّع إدراك الزائر بمرور الوقت ليركِّز على البيئة، على عكس العناصر المادية الجامدة، التي تحافظ على كينونتها بغياب التأثيرات الخارجية».
وقد أنجزت هذه التجربة الفنية الفريدة، التي تمتد على مساحة 17,000 متر مربع، بالتعاون مع مجموعة «تيم لاب» الفنية العالمية، ودائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي. وتُجسد هذه التجربة المتعددة الحواس التزام الإمارة الراسخ بتعزيز الإبداع والابتكار الثقافي على المستوى العالمي، من خلال أعمال فنية ضخمة وتحويلية، تجمع بين الفن والعلم والتكنولوجيا بأساليب مبتكرة وغير مسبوقة. ويهدف «تيم لاب فينومينا أبوظبي» إلى استكشاف حدود الخيال البشري وتجاوزها، حيث يتغير كل عرض فني ضمن المشروع بشكل مستمر، من خلال تفاعله مع الضوء والصوت والحركة.
-
حفل افتتاح متحف «تيم لاب فينومينا أبوظبي» للفنون الرقمية
وعلى عكس الأعمال الفنية التقليدية، فإن الأعمال هنا تتسم بالديناميكية، والتفاعل المستمر مع البيئة المحيطة، وزوّار المعرض، لتُشكّل تجربة فنية نابضة بالحياة لا مثيل لها.
ويتألف المعرض من منطقتين رئيسيتين: «المنطقة الجافة»، و«المنطقة المائية»، حيث يستمتع الزوّار بمشاهد بصرية آسرة، ومناظر حيوية، وتجارب تفاعلية تمحو الحدود بين العمل الفني والمتلقي. وفي «المنطقة الجافة»، يتفاعل الزوار مع مجموعة من الأعمال الفنية، التي تستجيب لحركاتهم وتصرفاتهم، ما يقيم علاقة فريدة بين الزائر والعمل الفني. أما في «المنطقة المائية»، فيسير الزوّار عبر ممر مخصص، يقودهم إلى عالم مليء بالتجارب الحسية التفاعلية، التي تعمّق ارتباطهم بالفن.
ويُعدّ «تيم لاب فينومينا أبوظبي» إضافة نوعية إلى المنطقة الثقافية في السعديات، التي ستُصبح عند اكتمالها أحد أكبر تجمعات المؤسسات الثقافية في العالم. وتضم المنطقة متاحف ومعالم ثقافية مرموقة، مثل: متحف اللوفر أبوظبي، ومتحف زايد الوطني المرتقب – المتحف الوطني لدولة الإمارات، ومتحف جوجنهايم أبوظبي الذي يستعرض مجموعة عالمية من الفن الحديث والمعاصر، تعكس التنوع الثقافي والاتجاهات العالمية، إلى جانب متحف التاريخ الطبيعي أبوظبي، الذي يروي قصة الحياة على الأرض، ونشأة الكون. وتُعزز إضافة «تيم لاب فينومينا» مكانة أبوظبي كمركز ثقافي عالمي، من خلال تقديم تجربة تحويلية فريدة، تُجسد التزام الإمارة بالابتكار، والإبداع، والتعاون الثقافي على مستوى عالمي.