#صحة
زهرة الخليج - الأردن 16 ابريل 2025
في الوقت، الذي يحتفل فيه العالم بعودة الدفء واستقرار الأجواء، يخوض البعض معركة صامتة ضد عدوٍ غير مرئي، هو «حبوب اللقاح»، ومع استفاقة الطبيعة من سباتها، تستفيق معها أعراض الحساسية، ويبدأ الإنسان يعاني أنفاً محتقناً، وعينين دامعتين، ورئتين تختنقان وسط مشهد، يبدو للآخرين جميلاً، ومريحاً.
في هذا الفصل، لا يكفي أن تحبي الربيع، بل عليكِ أن تعرفي كيف تتعايشين معه، فـ«حساسية الربيع» ليست مجرد انزعاج موسمي، بل حالة طبية تؤثر في جودة الحياة، وتفرض على البعض اتخاذ احتياطات تشبه خطط الطوارئ.
في السطور التالية، نغوص في تفاصيل هذا الزائر الموسمي الثقيل، ونستعرض أسبابه، وأعراضه، وأفضل طرق مواجهته، بدءاً من الطب، ومروراً بـ«الطب البديل»، ومن النصائح التقليدية إلى آخر ما توصل إليه العلم.
-
«حساسية الربيع» تعود بقوة.. فكيف تتعاملين معها؟
لماذا تزيد «الحساسية الربيعية».. عاماً بعد عام؟
يُخبر دفء الطقس، وزيادة ساعات الضوء الأشجار، بأن الوقت قد حان للتكاثر، فتطلق مليارات من حبوب اللقاح الدقيقة في الهواء، التي تتنقل بفعل الرياح لمسافات شاسعة. وحوالي ربع البالغين يعانون «الحساسية الموسمية»، حيث يتعامل جهازهم المناعي مع حبوب اللقاح كجسم غريب، يثير سلسلة من الأعراض المزعجة، مثل: سيلان الأنف، والحكة، والعطاس.
السبب الأكبر هو التغير المناخي، حيث إن ارتفاع درجات الحرارة يمنح الأشجار وقتاً أطول لإنتاج حبوب اللقاح. ومع انتقال أنواع معينة من الأشجار إلى مناطق جديدة لم تكن موجودة فيها سابقاً، تظهر أنواع جديدة من حبوب اللقاح، وبالتالي أنواع جديدة من «الحساسية».
وعلى المدى القريب، تؤدي فترات الجفاف المتزايدة في بعض المناطق إلى تفاقم الوضع، إذ تقلل الأمطار، عادة، كمية حبوب اللقاح العالقة في الهواء. أما الجفاف، فيبقيها عالقة لفترة أطول، وقد يسمح للرياح بحملها لمسافات أبعد، ما يوسع نطاق التعرض، ويزيد احتمالية ظهور حساسية جديدة لدى الأشخاص.
كيف تتجنبين أعراض «الحساسية الربيعية»؟
- قللي تعرضك لحبوب اللقاح، قدر الإمكان.
- ارتدي قناعاً أثناء الخروج أو ممارسة أعمال البستنة، لأن هذه الأنشطة ترفع خطر استنشاق كميات كبيرة من حبوب اللقاح.
- بعد قضاء وقت بالخارج، احرصي على الاستحمام وتغيير ملابسك، واغسلي شعرك يومياً خلال الموسم، لتجنب نقل حبوب اللقاح إلى الوسائد والملاءات.
- لا تنشري الغسيل في الهواء الطلق، فحبوب اللقاح قد تلتصق بالملابس والمفروشات.
- أغلقي النوافذ، وإن كانت نسمات الربيع مغرية.
- استخدمي بخاخات الأنف، أو غسول المحلول الملحي بانتظام.
واحذري من الاعتماد المفرط على بخاخات إزالة الاحتقان، فقد تؤدي إلى «احتقان مرتد»؛ إذا استُخدمت لأكثر من يومين متتاليين. وعادة، يُنصح باستخدام مضاد «هيستامين» يومي، إلى جانب بخاخ «ستيرويدي» مرتين يومياً. وإذا لم تجدي تحسناً، فاستشيري طبيبك؛ للحصول على أدوية بوصفة طبية، أو التفكير في العلاج المناعي، مثل: الحقن، أو القطرات تحت اللسان.