#منوعات
زهرة الخليج - الأردن 10 مارس 2025
في كل لحظات شهر رمضان الفضيل، يستعيد الإنسان ذكرياته القديمة، حينما كان طفلاً بروحانية وطقوس الشهر المبارك، وحرمته ولحظاته الإيمانية. وتعيد الذكريات القديمة أيام اللهو في مرحلة الصبا والشباب، والتعلق بالمظاهر البسيطة، وعميقة الأثر.
ومن أبرز المظاهر الرمضانية، التي يستعيدها الجيل الحالي، رؤيتهم وسماعهم مدفع الإفطار، عند موعد أذان المغرب، لما تشكل هذه اللحظات من متعة خاصة، تعيدهم إلى ماضيهم البريء البسيط والعفوي.
وعادة، يتم إطلاق مدفع رمضان، خلال شهر رمضان المبارك، عند أذان المغرب، إيذاناً بحلول موعد الإفطار، وهو تقليد تراثي، تحافظ عليه دولة الإمارات. ففي العاصمة أبوظبي، ينتظر الصائمون إطلاق «مدفع المقطع»؛ للإعلان عن حلول أذان المغرب، في لفتة روحانية إيمانية غامرة، تساهم في إحياء الإرث التراثي القديم.
-
«مدفع رمضان».. طقس رمضاني يربط الحاضر بالماضي
ويوجد المدفع الرمضاني بمنطقة المقطع في أبوظبي، وبـ«قصر الحصن» في شارع المطار في أبوظبي، ويشرف عليه وعلى طقوس إطلاقه يومياً قسم الموروث الشعبي في شرطة أبوظبي، كما يوجد مدفع رمضان في باحة مسجد الشيخ زايد، حيث تنقل وقائع إطلاق المدفع على الهواء مباشرة، خلال فترة الغروب، على شبكة قنوات «أبوظبي للإعلام».
بدأت فكرة إطلاق «مدفع رمضان» من مصر، إبان الحكم المملوكي في القرن العاشر، وتحديداً في عهد السلطان المملوكي «خوشقدم»، حيث تبين الروايات التاريخية أن السلطان أراد تجربة مدفع جديد، فتم إطلاقه وقت الغروب في شهر رمضان مصادفة، فاعتقد الناس أن هذا تنبيه رسمي لموعد الإفطار، فشكروا السلطان على هذه الفكرة، وعندما علمت زوجة السلطان - التي كانت معروفة بحبها لأعمال الخير - بهذا الأمر، طلبت استمرار إطلاق المدفع يومياً؛ لتنبيه الناس إلى موعد الإفطار، ومنذ ذلك الحين أصبح تقليداً ثابتاً.
وأدى نجاح الفكرة في مصر إلى انتقالها إلى الدول العربية والإسلامية، حيث تم اعتمادها في إسطنبول؛ إبان الحكم العثماني. ومن هناك، انتقلت إلى بلاد الشام، ومكة المكرمة والمدينة المنورة ومنطقة الخليج العربي، قبل انتقالها إلى شمال أفريقيا، وبعض مناطق آسيا الوسطى.