الإجازة الطويلة.. نعمة أم نقمة على الموظف والشركة؟

#تنمية ذاتية

زهرة الخليج - الأردن 4 فبراير 2025

الإجازة الطويلة حق لأي موظف، وطرق التعامل معها تخبرك بأهميتك ضمن فريق العمل. فإن كان غيابك الطويل لا يعني حدوث أي خلل في سير العمل اليومي، أو لا يزيد الضغط على زملائك، المطلوبة منهم تغطية فترة غيابك، فهذا يعني أن حضورك المهني حتى لو كان مفيداً، إلا أنه يسهل تعويضه، ما قد يجعلك كموظف صيداً سهلاً لصاحب العمل، ويسهّل عليه الاستغناء عنك عند أي هزة مالية قد تعيق مسيرة الشركة.

في بريطانيا، بلغ متوسط إجازات الأفراد 33.9 يوماً عام 2023، مقارنة بـ38 يوماً عام 2020، و36.7 عام 2022. لكن الدراسة، التي نشر نتائجها موقع «peoplehr»، أشارت كذلك إلى أن نصف الموظفين لم يستغلوا جميع إجازاتهم السنوية الممنوحة لهم.

ويعقب خبير الموارد البشرية البريطاني، رايان غرانت، على الطريقة المثلى، التي يمكن الاستفادة من خلالها بالإجازات الطويلة، وفقاً لموقع «ScienceDaily»، بالقول: «من المهم أن ينال الموظف قسطاً من الراحة بصورة عادلة، خاصة أولئك الذين يعملون في غير بلدانهم الأصلية، وعليهم السفر إلى عائلاتهم للالتقاء بهم. فالإجازة والراحة الهادئة تجعلانهم يعودون بطاقة أفضل لإتمام مهامهم الوظيفية، وهو أمر متفق عليه بين جميع أصحاب العمل».

ويجيب غرانت على فكرة أن التأثير المعدوم لغياب الموظف عن العمل يؤذيه بالمقام الأول، ويجعله صيداً سهلاً للاستغناء عنه، بالقول: «الأصل أن يتكون كل قسم من أقسام كل شركة، من عدد كافٍ من الموظفين، وأن يكونوا كلهم على دراية وعلم بجميع مهمات العمل، حتى تسهل إدارتها حال غياب أحد الزملاء في إجازة طويلة».

ويشرح غرانت الفكرة بصورة أكثر تبسيطاً: «لو كان كل قسم في الشركة يتكون من سبعة موظفين مثلاً، ويحتاج كل موظف لإجازة سنوية طويلة مدتها شهر كامل، يمكن للستة الآخرين أن يقوموا بالمهمات الوظيفية مكملة، لمدة ستة أشهر في العام الواحد، خاصة في ظل تعاقب الإجازات السنوية، حيث يغيب كل موظف من السبعة لمدة شهر، ويقوم زملاؤه بمهمات العمل. أما الخمسة أشهر الباقية، فيعمل فيها جميع أفراد الفريق بذات الكفاءة، وهذه الطريقة تضمن توزيع مهمات العمل بسلاسة، وتجعل الموظف يؤدي دوره بإتقان وراحة».

ويؤكد غرانت أن الإجازة الهادئة من العمل تمنح الموظف دافعاً أكبر؛ لإنجاز المهمات الموكلة له. فالضغط اليومي للعمل يولد الانفجار، ويعيق سير العمل، ويقلل كفاءته الإنتاجية، لذا فالتوازن بين فترات العمل المكثف وأوقات الراحة والاسترخاء مطلوب جداً، وحدوث أي خلل في نظام الإجازات قد يعيق سير العمل.