#منوعات
ياسمين العطار السبت 15 فبراير 10:00
تزخر دولة الإمارات بالعديد من الكفاءات النسائية الرائدة، وتحقق تلك الكفاءات الإنجازات، واحداً تلو آخر. تستضيف «زهرة الخليج»، عبر صفحاتها، أحد النماذج المضيئة، التي استطاعت الوصول إلى أعلى درجات النجاح والريادة.. إنها سعادة علياء عبد الرحيم الهرمودي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع المجتمعات المستدامة في وزارة التغير المناخي والبيئة، وتقوم سعادتها بدور فعال في تعزيز تحول الإمارات نحو المزيد من المجتمعات المستدامة، من خلال الارتقاء بالعمل البيئي والبلدي على مستوى الدولة، بالتعاون مع الجهات المعنية كافة، إضافة إلى قيادة فرق العمل؛ لإيجاد حلول لتعزيز الاقتصاد الدائري، وإدارة النفايات المستدامة، والحد من أثر الملوثات في البيئة والمجتمع.. وتالياً نص الحوار:
تمتلكين خبرة حكومية تمتد إلى أكثر من 22 عاماً، خاصةً في مجال البيئة والصحة والسلامة وسلامة الغذاء، والأمن الغذائي.. ما حصاد هذه السنوات الثرية بالخبرات، والتجارب؟
كانت تجربة ثرية ومليئة بالتحديات والنجاحات، التي حققتها برفقة فرق العمل المختلفة. فخلال قيادتي قطاع المجتمعات المستدامة بوزارة التغير المناخي والبيئة حالياً، كان هناك العديد من الملفات الحيوية، التي كنت أكتسب منها خبرات كبيرة كل يوم من أجل تعزيز مجتمعات مستدامة في دولة الإمارات. وأبرز ما اكتسبته هو ضرورة التعاون وإيجاد آلية لتنمية الشراكات؛ لتحقيق أهداف العمل كافة. كان عملي في بلدية دبي، أيضاً، محطة مهمة، صقلتني بالخبرات والتجارب، وأهلتني لتولي مسؤولية قطاع المجتمعات المستدامة في الوزارة، فقمت - حينها - بإعداد وتنفيذ العديد من الاستراتيجيات والسياسات، والخطط والبرامج الاستراتيجية على مستوى إمارة دبي، وذات العلاقة بمجالات العمل البلدي.
-
علياء الهرمودي: النجاح جزء لا يتجزأ من هويتنا الإماراتية
ثقافة التميز
تقدمين نموذجاً مشرفاً لتميز ونجاح المرأة الإماراتية.. كيف تمكنت من بلوغ هذه المكانة؟
بدايةً.. أود أن أعبر عن امتناني؛ كوني امرأة إماراتية، أتيحت لها الفرصة لتحقيق طموحاتها، وحظيت بدعم غير مسبوق من القيادة الرشيدة للدولة، على مدار حياتها كبقية «بنات زايد». وأمتن كثيراً لإتاحة الفرصة لي للتعلم والتدرب والعمل والنجاح، وسط مناخ محفز يدفعنا نحو الأمام. وبسبب هذا الدعم، وصلت إلى الكثير من أحلامي وطموحاتي، عملياً وشخصياً وأسرياً أيضاً. كما أمتن لدور أسرتي، بشكل كبير، فثقافة التميز التي غرسها فينا أبي وأمي، كان لها مفعول كبير في حياتي، وحياة إخوتي منذ نعومة أظافرنا. لذلك، فإن عائلتي الصغيرة لها أكبر الأثر في أي إنجاز أقوم به؛ لما توفره دائماً من استقرار نفسي، يمكنني من استكمال مسيرتي المهنية. ولا أنسى المسؤولين، الذين كانوا دائماً محفزين لي، وكذلك فرق العمل المتميزة، التي كنت دائماً أحظى بوجودها معي.
بالتعمق أكثر في جهود وزارة التغير المناخي والبيئة.. ما الملفات الحيوية، التي تقوم الوزارة برعايتها؛ لدعم المجتمعات المستدامة؟
يقوم قطاع المجتمعات المستدامة بدور رئيسي في تعزيز السياسات والتشريعات والقوانين؛ لتواكب متطلبات الجاهزية للمستقبل، وفق رؤية استباقية تلبي التوجهات الحالية والمستقبلية في مجالات عدة، وتشمل تلك المجالات: الإدارة المتكاملة للنفايات، والحد من المخاطر البيئية، والإدارة السليمة للمواد الكيميائية، وإدارة الشؤون البلدية بالتنسيق مع البلديات كافة على مستوى الدولة؛ للوصول إلى أفضل الممارسات في مجالَي: العمل البلدي، والبيئي. كما تشمل المجالات تعزيز الأمن البيولوجي في الدولة، ويتم ذلك من خلال التنسيق مع الجهات المعنية؛ للرقابة على ضمان تنفيذها، والتزامها باتخاذ الإجراءات التنظيمية كافة.
ما حجم التنسيق، الذي تقومون به مع الشركاء على مستوى دولة الإمارات؛ لتحقيق مستهدفات قطاع المجتمعات المستدامة؟
يتم تحقيق مستهدفات الوزارة والقطاع، بشكل خاص، من خلال العمل التشاركي مع الشركاء كافة من السلطات المحلية، سواء الجهات البلدية، أو هيئات البيئة، ومن خلال المجالس المتخصصة، حيث يتم تنسيق المهام والمبادرات كافة، التي تحقق مستهدفاتنا الوطنية والعالمية. لدينا مجلس الإمارات للعمل البيئي والبلدي، على سبيل المثال، ويشمل في عضويته كافة السلطات البلدية، وهيئات البيئة، في إمارات الدولة، علاوة على الجهات الاتحادية ذات العلاقة بالشأن البيئي والبلدي. ويعمل هذا المجلس على اقتراح الأسس العامة؛ لتعزيز العمل المشترك في مجال البيئة، ومجال الخدمات البلدية، واقتراح الأنظمة والتشريعات والسياسات؛ لضمان مشاركة فاعلة من القطاع الخاص في المشاريع ذات الصلة، واقتراح المبادرات والمشاريع التكاملية المرتبطة بالمجال البيئي والبلدي، وتعزيز وتطوير الدراسات والبحوث العلمية في هذه المجالات، وتحديد موقف الدولة في المفاوضات الدولية والإقليمية، والتنسيق لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات في المجالات ذات الصلة.
«إماراتنا خضراء»
حدثينا عن أبرز خطط الوزارة؛ لتنفيذ مبادرة «إماراتنا خضراء»، ضمن البرنامج الوطني «ازرع الإمارات»!
أطلقت وزارة التغير المناخي والبيئة مبادرة «إماراتنا خضراء»؛ بهدف تنظيم فعاليات وطنية، للأفراد والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص للزراعة والتشجير، بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية بالدولة. وبدأت فعاليات المبادرة بإطلاق «أسبوع التشجير» السنوي في دولة الإمارات، الذي انطلق من إمارة الفجيرة، حيث شارك عدد من طلبة المدارس في تشجير منطقة «سارية العلم» بالعديد من أصناف الأشجار المحلية، بالتعاون مع هيئة الفجيرة للبيئة. كما قمنا بتعليم الطلبة، وإكسابهم مهارات زراعة تلك الأشجار والعناية بها. وكذلك، تم افتتاح حديقة في «وادي أصفني» بالإمارة. أرى أن «إماراتنا خضراء» دعوة إلى كل أفراد المجتمع، وكل الجهات المعنية في الإمارات؛ لتبني مفهوم الزراعة والتشجير، وتحويله إلى نمط حياة، والمساهمة الفاعلة في نشر التشجير، وتعميق علاقتنا بالطبيعة الأم من حولنا.
-
علياء الهرمودي: النجاح جزء لا يتجزأ من هويتنا الإماراتية
قدمت الوزارة «دليل تنظيم المنتجات البلاستيكية والأكياس ذات الاستخدام الواحد»، فما أهدافه، وأهم محاوره؟
يلعب «الدليل» دوراً حيوياً في توجيه الشركاء بالقطاع الخاص، من المنتجين والمستوردين والموزعين وكبار تجار التجزئة والمستهلكين، بمن فيهم أفراد المجتمع، إلى تبني ممارسات صديقة للبيئة، عن طريق الاستغناء عن المنتجات البلاستيكية، والأكياس ذات الاستخدام الواحد، واستبدالها بخيارات مستدامة، تسهم في تقليل التلوث البلاستيكي بالدولة. ويتضمن «الدليل» شرحاً للمنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، وكذلك الأكياس كافة ذات الاستخدام الواحد؛ مهما كانت المواد المصنوعة منها. كما يستعرض «الدليل» بدائل المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد التي تم حظرها. ويشمل، كذلك، المنتجات والأكياس ذات الاستخدام الواحد، المستثناة من تطبيق الدليل.
ما أهداف وأولويات الأجندة الوطنية للإدارة المتكاملة للنفايات في الإمارات (2023-2026)؟
الأجندة الوطنية للإدارة المتكاملة للنفايات (2023-2026)، تعد إطاراً شاملاً يحدد اتجاهات دولة الإمارات في تحقيق الإدارة المتكاملة للنفايات، وتمثل الإدارة المستدامة للنفايات أحد أهم القطاعات الحيوية، التي تسعى الإمارات - من خلالها - إلى تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. وتهدف الأجندة إلى تحقيق الأهداف التي وُضعت من أجلها، وهي ثلاثة توجهات استراتيجية تمثل الأولويات الرئيسية. ويتمثل التوجه الاستراتيجي الأول في الحد من توليد النفايات، وتعزيز ممارسات الإنتاج والاستهلاك المسؤولَيْن. ويهدف التوجه الاستراتيجي الثاني إلى تطوير حلول تقنية في فرز وإعادة استخدام وتدوير ومعالجة النفايات؛ بتبني نهج الاقتصاد الدائري. ويركز التوجه الاستراتيجي الثالث على ضمان تبني أنظمة التخلص السليم في مكبات النفايات، من خلال توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، كما تم تحديد ممكّن خاص ببناء قدرات البحث والتطوير والابتكار؛ لتمكين تبنّي التكنولوجيا المتقدمة؛ لدعم الاقتصاد الدائري.
كيف تنظرين إلى دعم الإمارات للقيادات النسائية في العمل البيئي؟
أنا فخورة وسعيدة للغاية، بأنني نشأت في وطن يؤمن إيماناً عميقاً وثابتاً بقدرات المرأة الإماراتية. فقيادتنا الرشيدة كانت، دائماً، تثق بقدرات كل امرأة إماراتية، وتوفر لنا جميعاً فرص النجاح. هذا الإيمان بقدرات المرأة الإماراتية تجلى في جميع مجالات الحياة، الاجتماعية والمهنية. فعلى المستوى المهني، نرى تمثيلاً مشرفاً للمرأة الإماراتية في المجالات كافة. وعند الحديث عن دعم الدولة للقيادات النسائية في العمل البيئي، نجد أن المرأة الإماراتية قد لعبت دوراً بارزاً في هذا المجال الحيوي. وخلال الفترة الماضية، لاحظنا أن المرأة حاضرة بقوة في المشاركة بإدارة ملفات بيئية استراتيجية، ومهمة، على الصعد كافة.
أخيراً، ما رسالتك إلى المرأة الإماراتية؟
رسالتي إلى المرأة الإماراتية، هي: إن النجاح - بلا شك - هدف مهم وضروري لكل امرأة تسعى إلى إحداث تأثير إيجابي في مجتمعها. فالنجاح جزء لا يتجزأ من هويتنا، ويجب أن نستثمر فيه بشكل مستمر. وتتيح لنا دولتنا الفرص؛ للمزيد من العمل والدراسة والتطور الأكاديمي والمهني، وينبغي على كل إماراتية اغتنامها. كما أن المرأة الإماراتية لديها رسالة نبيلة داخل المجتمع من خلال ترسيخ قيم الاستدامة، والحفاظ على البيئة، وغرس تلك المفاهيم في نفوس الأجيال القادمة.