#رياضة
زهرة الخليج 26 يناير 2025
تكمن أهمية دورك في تنمية قُدرات طفلك، في فهمك أهمية اللعب في التوازن النفسي والاجتماعي. لذا، عليك إنفاق وقت في اللعب مع طفلك وإشراك والده أيضاً، فإن لهذا دوراً كبيراً في بناء شخصيته وتقديره لذاته وللعائلة في مستقبل. يُعتبر اللعب من الوسائل التي تساعد طفلك على تطوره ونموه السليم وتكوين شخصيته المتميّزة. ولهذا، فإن من واجبك عدم إغفال هذا الجانب المهم، لأنه في حاجة إلى أن يُعبّر عن ذاته من خلال اللعب، وأن يطوّر مهاراته ويكتشف الجديد من حوله بهذه الوسيلة. يؤكد عالم النفس الألماني كارل بيولر، أهمية اللعب في النمو العقلي للطفل، وتشمل فوائد اللعب نواحي عديدة من حيث النواحي الجسدية، والعقلية، والاجتماعية والأخلاقية.
فوائد جسمية
يُنمّي اللعب العضلات ويقوّي الجسم ويصرف الطاقة الزائدة عند طفلك. ويرى بعض العلماء أن هبوط مستوى اللياقة البدنية وهزال الجسم وتشوهاته هي بعض نتائج تقييد الحركة عند الطفل، لأن البيوت الحالية المؤلفة من طوابق عدّة قد حدّت من نشاطه. ويحتاج طفلك إلى الركض والقفز والتسلق، وهذا غير متوافر في الطوابق ضيقة المساحة، فمن خلال اللعب الحركي يحقق الطفل التكامُل بين وظائف الجسم الانفعالية والعقلية التي تتضمن التفكير، ويتدرب على تذوّق الأشياء، ويتعرف إلى لونها وحجمها وكيفية استخدامها.
فوائد عقلية
اللعب يساعد طفلك على أن يُدرك عالمه الخارجي، وكلما تقدم في العمر استطاع أن يُنمّي كثيراً من المهارات أثناء ممارسته ألعاباً وأنشطة معيّنة، ويُلاحَظ أن الألعاب التي يقوم فيها طفلك بالاستكشاف والتجميع، وغيرها من أشكال اللعب الذي يُميّز مرحلة الطفولة المتأخرة، تُثري حياته العقلية بمعارف كثيرة عن العالم الذي يحيط به، يُضاف إلى هذا ما تقدمه القراءة والرحلات والموسيقى والأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية من معارف جديدة.
فوائد اجتماعية وأخلاقية
اللعب يساعد على نمو طفلك من الناحية الاجتماعية، ففي الألعاب الجماعية يتعلم النظام ويؤمن بروح الجماعة واحترامها، ويُدرك قيمة العمل الجماعي والمصلحة العامة، وإذا لم يُمارس طفلك اللعب مع الأطفال الآخرين، فإنه يصبح أنانياً ويميل إلى العدوانية ويكره الآخرين، لكنه بواسطة اللعب يستطيع أن يُقيم علاقات جيدة ومتوازنة معهم، وأن يحل ما يعترضه من مشكلات ضمن الإطار الجماعي، وأن يتحرر من نزعة التمركز حول الذات. كما يُسهم اللعب في تكوين النظام الأخلاقي المعنوي لشخصية طفلك. فمن خلال اللعب يتعلم من الكبار معايير السلوك الخُلقية، كالعدل والصدق والأمانة وضبط النفس والصبر. كما أن القدرة على الإحساس بشعور الآخرين تنمو وتتطور من خلال العلاقات الاجتماعية التي يتعرض لها طفلك في السنوات الأولى من حياته. وإذا كان طفلك يتعلم في اللعب أن يميّز بين الواقع والخيال، فإنه يُظهر الإحساس بذاته كفرد متميّز، فيبدأ في تكوين صورة عن هذه الذات وإدراكها على نحو متميّز عن ذوات الآخرين، على الرغم من اشتراكه معهم بصفات عديدة.
أنواع الألعاب حسب مراحل عمر طفلك المختلفة:
1 - اللعب التعاوني: اللعب الجماعي، يكون في المرحلة الأولى، أي الابتدائية، وهو الذي يشكل نوعاً من اللعب المفيد، لأن طفلك يشارك أطفال آخرين في لعبة واحدة، وهذا يُفيده في إبراز قُدراته الذهنية والعقلية، فترى البعض منهم مُتميّزاً عن الآخر، ويكون هناك عادة في هذا النوع من اللعب قائد للمجموعة.
2 - اللعب التناظري: يلعب طفلك وحده، فيتحدث للعبة وكأنها شخص حقيقي، ويُعد لعباً تعويضياً للأطفال الذين لا يلعبون مع المجموعات.
3 - اللعب بالمشاركة: يتشارك طفلك مع مجموعة من الأطفال في لعبة مُعيّنة لكن من دون قائد.. كالسير في طابور، أو ترتيب الألعاب، ويمكنك أنت ووالده الاشتراك في مثل هذه الألعاب، مثل: السباحة، ركوب الخيل، التخييم، السفر، ألعاب ورقية... إلخ.
4 - اللعب الإيهامي: يظهر في الشهر الثامن عشر من عمر طفلك، ويصل إلى الذروة في العام السادس، فتجدينه يلعب ألعاباً، مثل: «بيت بيوت» أو «عروس وعريس»، «شرطة وحرامي». وللعب الإيهامي فوائد كثيرة، فهو ينمّي طفلك معرفياً واجتماعياً وانفعالياً، ويساعد على تطوير المجال العقلي، وإدراك علاقات جديدة عن طريق إدراك العلاقات البيئية التي يكتشفها طفلك في الفعل ورد الفعل، كما يساعده على تشكيل العالم الذي يريده والدور الذي يختاره والرغبة التي يتمناها. ويُعدّ اللعب الإيهامي لعب التوهُّم شكلاً شائعاً في الطفولة المبكرة.
ويستفيد علماء النفس من هذا النوع من اللعب في الاطّلاع على الحياة النفسية للطفل. إذ يكشف عن جوانب إبداعية لدى طفلك. فمثلاً عندما يلبس على رأسه وعاء الطعام ويعتبرها خوذة، فهذا دليل على الإبداع.
5 - اللعب الاستطلاعي: يُنمّي طفلك معرفياً.. إذ يميل بعض الأطفال إلى تفكيك بعض الألعاب والبحث في تفاصيلها، وربما كسرها للتعرّف إلى ما تحتوي عليه، وكلما كانت اللعبة مُعقّدة أثارت اهتمام الطفل أكثر من غيرها.
6 - التركيب: تشكل الألعاب التركيبية منهاجاً تعليمياً تُكسب طفلك نماءً متعدداً، يتمثل في التخيُّل والتصور والتفكير والإبداع والتذكر والإرادة وزيادة إدراكهم لمفاهيم الأشياء وطبيعة المواد، ما يساعدهم على حل المسائل الحياتية والتفكير المبدع.
7 - الألعاب الإلكترونية: هناك بعض الإيجابيات للعب الإلكترونية، التي تصبح سلبية إذا ما أدمنها طفلك، ويصبح من الضروري تقليل وقت لعب طفلك بواسطة الحاسوب الآلي، والحد من ساعات مشاهدته للتلفاز حتى ساعتين يومياً فقط، فالأبحاث أثبتت أن الإفراط في هذا النشاط يُعيق النجاح الأكاديمي عند الأطفال، مع تشجيعه على اختيار برامج تثقيفية مختلفة. ويجب توفير ألعاب تثقيفية مناسبة لعمره، تساعد على إكمال حواسه الخمس في مرحلة الطفولة المبكرة، إضافةً إلى نمو خياله في سن الثالثة وحتى الخامسة.
ولا بأس من انضمامه إلى نادٍ للطفولة أو الصغار، من أجل تنمية هواية مثل الرقص، فهو ينشّط الذاكرة لضرورة حفظ خطوات الرقص. ولا مانع من ارتياد مسرح أو دار سينما تقدم عروضاً لصغار السن.