#تنمية ذاتية
زهرة الخليج اليوم
لا شك في أن لكَ في جيلك أخوة وأصدقاء وزملاء وأقارب تتقارب معهم بالعمر، فقد يتراوح الفارق بينكم أشهراً أو سنة أو بحد أقصى خمس سنوات لتكونوا من الجيل نفسه. كنا في جلسة نقاش وكالعادة تُطرَح مواضيع مختلفة قد تصل بنا لحدود الممنوع أو الألم أو التأمل أو الخوض في أعماق النفس وغيرها، مما يشغل الفكر. فجأة وجهت إحدى الصديقات سؤالاً لم نتوقعه: «كيف ستتصرفون لو شعرتم بأنكم لا زلتم في المكان نفسه، بينما انتقل الجميع إلى مراحل متقدمة وناجحة في حياتهم؟».
مقارنة مع الآخرين
نظرنا إليها وكل واحدة بدأت تفكر في صمت وتقارن نفسها بالآخرين، وهل ينطبق عليها هذا الحال؟ وإذا بتلك الصامتة تتحمس وتردد: «أنا أشعر بأنكم وكل من حولي تنقلتم لمراحل متقدمة ومختلفة في حياتكم وتركتمونا خلفكم، حتى إخوتي تنقلوا لمراحل مختلفة في حياتهم وتركوني، أصبحوا في وظائف مرموقة، تزوجوا وأنجبوا أطفالاً وتملكوا منازل، لديهم كل ما أريد وأتمنى، قررت متابعة دراستي وأنفقت الكثير من الأموال التي كان في إمكاني شراء عقار بها، كما أني تزوجت برجل متزوج ولديه أبناء، ولأنه اشترط عدم الإنجاب قررت الانفصال كما تعلمون، بصراحة وآسفة لقول ذلك، ولكن ما دمنا في جلسة التجرد من المجاملة والكذب والانفتاح، فإنني ولأول مرة أعترف بأنني أحزن وأشعر بالغيرة في كثير من الأوقات عندما أقارن نفسي بالآخرين، وأرجو ألا تنصحوني لأكون إيجابية لأنه صعب عليّ ذلك».
صمت وألم
خيّمت حالة من الصمت على الجميع، لأنهن شعرن بمدى الألم الذي تعيشه صديقتهن على الرغم من أن لديها الكثير من الأشياء الجميلة في حياتها، ولكن لم تتجرأ أي منهن على قول ذلك، وخاصة بعد رؤية دموعها التي تكاد تسيل وصوتها المرتعش. فتساءلت إحداهن: «يبدو أنك بائسة ولكن هل هذا حزن أم اكتئاب؟». ولماذا يعيش أحدهم حالة عذاب ووجع في القلب؟ لماذا يتعمد دخول غابة شائكة لا يعرف لها مخرجاً؟.
محاور سلبية
هناك ثلاثة محاور للسلبية داخل كل شخص، عليه التأكد منها. الأول شخصية، حيث يتسبب بنفسه في مشكلته بأفكاره ورؤيته الخاصة، من حيث قناعاته ومبادئه وتقدير الذات المنخفض لديه. والثاني: استمرارية، حيث يبقى يتساءل بينه وبين نفسه، كم ستستغرق هذه الحالة من الوقت؟ وهل هي دائمة أم مؤقتة؟ ومتى بدأت؟ وهل هناك استعداد لإنهاء تلك المعاناة؟. والثالث: تعميم الحالة، إذ يبدأ يفكر صاحب الحالة بانعكاسها على حياته، ولماذا راودته هذه الفترة؟، وهل هي مشاعر منذ الطفولة أم بدأت للتو؟ لذا، عندما تبدو «أنا» هي محور تفكير الشخص بكل ما يحيط به، حينها سيركز على كل ما يتعلق بذاته وسيشعر بأن السعادة مرتبطة بما لديه، وبما يملك وأنه يستحق الأفضل بل هو الأفضل، فإذا اختل أي جانب سيتوتر ويتألم، ويبقى بحاجة لقلب مفتوح وعقل متزن، حين ينظر للإيجابيات في حياته وتلقائياً، وستتحدد السلبيات التي يمكنه التعامل معها مع الوقت.
حلول
لتغيير الشعور بالحزن والغيرة من الآخرين، علينا القيام بما يلي:
• كل صباح انظر لشروق الشمس وتنفس الصعداء.
• خط يومياً على الأقل ثلاث إيجابيات حدثت في يومك.
• خطط للتجمع مع الأهل والأصدقاء.
• ضع خططاً تستطيع القيام بها من دون جهد كالذهاب للبحر.
• تصدق بمبلغ بسيط.
• يومياً ولمدة 10 دقائق لا تفعل أو تفكر بأي شيء سوى التزام الصمت.
• قم بوظيفة أو عمل حتى وإن كان تطوعاً، فالعمل ترياق اليأس.