#أخبار الموضة
لاما عزت الجمعة 1 نوفمبر 12:00
«الأزياء هي السرّ الذي ركضت وراءo، فهي تنبع من الجمال والفن، واللون بكل ما يحمله من علاقة مع الطبيعة».. بهذه الكلمات، بدأت مصممة الأزياء الإماراتية، وعد الحمادي، كلامها، وهي ترصد تجربتها وطفولتها، وشبابها الذي أخذها إلى عالم الابتكار، فهل نقول: إنها فتحت عينيها على عالم التكنولوجيا، والفن، والذكاء الاصطناعي، وغنى التراث الذي يشكل مرجعية حقيقية لها؟
وعد الحمادي - صبية في العشرينيات من عمرها، وهي صاحبة علامة الملابس التجارية «Gabi Dubai»، التي تمزج فيها التقاليد الإماراتية بالجماليات العصرية البسيطة - ترد نجاحها إلى البيت، إلى أمها أيقونتها، ودليلها إلى الجمال، وإلى أختها «شيما»، التي تتقاسم معها الأفكار والأحلام في عالم الموضة. والجميل في مشروعها رسالته التي يحملها إلى نساء العالم، بجانب البعد الاجتماعي الخيري، المتمثل في مساعدة الآخرين، وهكذا تمزج قيم الجمال بالعطاء.. حول مشروعها، وعلاقته بالتراث والقيم الإماراتية، وخصوصية التجربة، كان لـ«زهرة الخليج» هذا الحوار مع الشابة الإماراتية:
وعد الحمادي.. كيف يمكنك أن تعرفينا بنفسك؟
ربما يكون صعباً أن نعرّف أنفسنا، لكنني أقول: أنا من وَجَدَتْ نفسها في بيت ينتمي للفن وقيم المجتمع، فأخذني هذا إلى عالم الأزياء؛ ولأن كلّ شيء يبدأ من الحب والدروس التي تعلمتها من والدتي، التي كانت تمسك بيدي وتأخذني إلى الأسواق، حيث عرفت سحر اللون، وتعلمت معنى الألوان الزاهية التي تشبه الربيع؛ فقد عرفت الفرح، ومعنى البيت، والأسرة، والأم، والأخت، والتعليم أيضاً، فاستطعت - برفقة أختي «شيما» - أن أحوّل هذا الشغف الطفولي إلى حلم كبير، فأسسنا «Gabi Dubai» علامة الملابس التجارية، التي تمزج - بشكل متناغم - التقاليد الإماراتية بالجماليات العصرية البسيطة.
البداية
متى كانت اللحظة، التي أدركتِ فيها أن حلمكِ يمكن أن يتحول إلى حقيقة بتأسيس «Gabi Dubai»؟
أظن أن هذه اللحظة كانت عندما بدأت أفكر - بجدية - في تأسيس «Gabi Dubai». تلك اللحظة كانت مزيجاً من الإصرار والشغف، فقد أدركت، حينها، أنني أستطيع الجمع بين حبي للأزياء، ورغبتي في إحداث تغيير من خلال هذا المشروع؛ فـ«Gabi» تحمل رسالة للنساء حول العالم، مفادها: «الجمال الحقيقي يكمن في أناقة الاحتشام».
كيف رسمتِ الأناقة والجمال.. بثياب واسعة، ومحتشمة؟
الأزياء هي السرّ الذي ركضت وراءه، فهي تنبع من الجمال والفن، واللون بكل ما يحمله من علاقة مع الطبيعة. وبالتأكيد، واجهت خلال رحلتي بعض التحديات.
كيف ربطت هذا بالخدمة المجتمعية؟
أحب أن أدعم الناس، وأساعدهم. ومع «Gabi»، كنت محظوظة بتحويل هذا الشغف إلى فعل حقيقي؛ فالأرباح التي نجنيها تمكننا من مساعدة المحتاجين، ما يعني أن أي شخص يشتري منا سيساهم في هذا العطاء؛ لهذا أسعى إلى إيجاد مجتمع يتكامل فيه العطاء مع الأناقة، وكل هذا ارتبط بتراث بلادي. وأطمح أن تكون «Gabi Dubai» مصدر إلهام للعلامات التجارية الأخرى؛ لإدراك أن بإمكاننا الجمع بين الأناقة والمسؤولية المجتمعية.
تربطـين بـيــن التقـاليــد الإمـاراتيــــة والجماليات العصرية في تصاميمكِ.. كيف حققت هذا التوازن بين الماضي والحاضر؟
أدرك أن التقاليد الإماراتية غنية بالجمال، والأصالة. ومن خلال تصاميمي، خاصةً العبايات الواسعة، أسعى إلى تقديمها بروح عصرية، تُناسب المرأة الحديثة. وتحقيق هذا التوازن، بين الماضي والحاضر، يأتي من احترام التقاليد، وفهم احتياجات المرأة العصرية. ومن خلال دمج القصات التقليدية بلمسات عصرية، تصبح العبايات الواسعة قطعة أنيقة، ومريحة، في الوقت نفسه.
ما الذي تأملين أن يتعلمه العالم من تراثكِ الإماراتي، وتقاليدكِ الثقافية، التي تعكسها تصاميمك؟
أنطلق، دائماً، في تصاميمي من التراث الإماراتي، الذي يشكل هويتنا، وأسعى إلى تقديمه بطريقة تعكس جمال وأصالة ثقافتنا. فالتراث مصدر إلهام حقيقي، أحاول توظيفه برؤيتي التي تنسجم مع القيم الجمالية في هذا الزمن، وهذا يصب في جانب الاستدامة، كما أريد أن يدرك الناس أن الجمال الحقيقي يكمن في الحفاظ على هويتنا وجذورنا، مع القدرة على مواكبة الحداثة.
رمز.. ودروس
تحدثتِ عن والدتكِ كرمز للإلهام في حياتكِ.. ما أهم الدروس التي تعلمتها منها؟
والدتي كانت، وما زالت، مصدر إلهام كبيراً في حياتي، فقد علمتني دروساً لا تُقدَّر بثمن. ومن أهم الدروس، التي تعلمتها منها، أن البساطة سر الأناقة الحقيقية، وأن الثقة بالنفس والقيم الراسخة تجعل المرأة قوية وجميلة في الوقت نفسه؛ فقد غرست بداخلي حب العطاء، والاهتمام بالآخرين، ما انعكس على رحلتي كرائدة أعمال، فأسعى، دائماً، إلى دمج الجمال بما يحمله من قيم إنسانية. هذه الرؤية للحياة علمتني أن النجاح ليس فقط في تحقيق الإنجازات، بل في القدرة على التأثير الإيجابي في الآخرين.
ما الدور الذي تلعبه الأزياء في تعزيز ثقة المرأة بنفسها، وكيف يمكن أن تكون وسيلة للتعبير عن الذات، والقوة الداخلية؟
حينما نشعر بالملل، أو بأي شعور آخر قد يأخذنا إلى الكآبة، ننتبه - في لحظة - إلى ضرورة تغيير المظهر، بشراء قطعة ما تُشعرنا بالتجدد، أو تسريحة نغير بها مزاجنا. من هنا، تلعب الأزياء دوراً حيوياً في تعزيز ثقة المرأة بنفسها؛ فما نختاره من ملابس يمكن أن يؤثر - بشكل كبير - في شعورنا تجاه أنفسنا، وكيف نُظهر ذلك للعالم. فالأزياء ليست مجرد قطع قماش، بل هي وسيلة للتعبير عن هويتنا وثقتنا، ما يمنح المرأة القدرة على تقديم نفسها بأسلوب يعكس شخصيتها الفريدة، ويُظهر قوتها الداخلية. أيضاً، يمكن للأزياء أن تعبر عن مشاعرنا وأفكارنا وتطلعاتنا، وذائقتنا؛ لهذا أسعى - بتصاميمي - إلى تمكين النساء من تبني أسلوبهن الخاص، والاحتفاء بجمالهن الداخلي، لاسيما أن الاحتشام والأناقة يمكن أن يسيرا معاً بجمال لا مثيل له.
كيف ترين مستقبل «Gabi Dubai»، وما الأهداف التي تسعين إلى تحقيقها خلال السنوات القادمة؟
أرى مستقبل «Gabi Dubai» مليئاً بالإمكانيات والفرص، وأطمح أن نكون علامة تجارية رائدة في عالم الأزياء المحتشمة، بتصاميم تعكس التراث الإماراتي، وتلبي احتياجات المرأة العصرية؛ لنصل إلى أسواق جديدة.
ما اللحظة الأكثر تأثيراً في مسيرتكِ، وكيف شكلت فلسفتكِ الخاصة.. في الحياة، والعمل؟
حينما أزور المتاحف؛ تلفت نظري الأزياء والمجوهرات، وحينما أشاهد الفن التشكيلي تلفت نظري تفاصيل كثيرة في اللون والأزياء والإكسسوارات، وعندما أنظر قليلاً إلى الوراء، أدرك أن قبول الآخرين ما قمت بتصميمه، وكلماتهم، وتعليقاتهم الإيجابية حول هذه التصاميم، تشكّل لي لحظة ضوء بأنني نجحت في ما أقوم به، ما يشكّل لي دافعًا كبيرًا وفلسفة جمالية تنطلق من ربط الحشمة بالجمال، فهذه القيم تلهمني، وتدفعني لمواصلة طريق الابتكار، وريادة الأعمال.
إذا كانت لديكِ فرصة لتصميم مجموعة مستوحاة من إحدى التجارب الإنسانية التي عشتها.. ما هذه التجربة، وكيف تنعكس في تصاميمكِ؟
بالتأكيد، سأختار تجربة العمل التطوعي مع المجتمعات المحتاجة؛ فقد علمتني هذه التجربة قيمة العطاء، وأهمية الإنسانية، وكيف يمكن أن تكون الأزياء وسيلة للتغيير. وينسجم التطوع مع الألوان الدافئة، والأنماط التي تمثل الأمل والقوة، مع التركيز على الأقمشة المريحة، والقصات المحتشمة، التي تعبر عن التنوع الثقافي. كما أود أن تُظهر كل قطعة قصة أمل وإصرار؛ فالحياة جميلة، وتستحق أن تعاش، وسأحمّل هذه المجموعة رسالة، تقول: «الأزياء ليست مجرد ملابس، بل هي تعبير عن قيم إنسانية، وأحاسيس عميقة، لا تنفصل أبداً عن العطاء».
جمال حقيقي
كيف تحافظين على هوية تصاميمكِ وأناقتها، في ظل اتجاهات الموضة سريعة التغير؟
أقوم بذلك من خلال التركيز على القيم الأساسية، التي تمثل «Gabi Dubai»، مثل: الأصالة، والاحتشام، والبساطة. ورغم تغير اتجاهات الموضة، فإنني أدرك أن الجمال الحقيقي يكمن في التصاميم التي تدوم، وتظل مرتبطة بالهوية الثقافية. ويأتي هذا من الحفاظ على عناصر، لا أتنازل عنها في أي قطعة أصممها، مثل: جودة الأقمشة، وتفاصيل الحرفية، والقصات التي تعكس الأناقة والراحة.
ما الدور الذي تلعبه التكنولوجيا، ووسائل التواصل، في تعزيز رؤيتكِ، ونشر رسالة العلامة إلى جمهور أوسع؟
أنا صبية من هذا الزمن، وكل ما حولي ذكاء اصطناعي، وتكنولوجيا، ومواقع تواصل اجتماعي، وموضة، وثقافات عالمية، ولا شك في أن كل هذا يخدم الأزياء، فمواقع التواصل الاجتماعي نافذتي للتعريف بالمحتوى الذي ينسجم مع ما أقدمه، وتعزيز رؤيتي، ونشر رسالة «Gabi Dubai» إلى جمهور أوسع. ومن خلال هذه المنصات، أتواصل مباشرة مع المتابعات والعميلات؛ ما يتيح لي فهم احتياجاتهن وتوقعاتهن، بشكل أفضل. كما توفر هذه الوسائل فرصة لعرض تصاميمي بطريقة تفاعلية وجذابة. كذلك، مهم جداً أن نقدم مقاطع فيديو، وأن نعرّف بعروضنا مع محتوى مرئي، لأننا نعيش في زمن الصورة؛ لتسليط الضوء على تفاصيل كل تصميم، وكيف يمكن تنسيقه بطرق مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، أتعاون مع المؤثرين الذين يتشاركون قيم العلامة، ما يعزز وصول رسالتنا إلى فئات متنوعة، فتسهم في بناء مجتمع من النساء، ينشر أناقة الحشمة.
كيف تصفين علاقتكِ بأختكِ «شيما».. خلال رحلة تأسيس «Gabi Dubai»؟
هذه العلاقة كانت مليئة بالتعاون، والدعم المتبادل؛ فنحن نعمل كفريق، وتساهم أفكارها ورؤيتها في تشكيل هوية العلامة. كما ننطلق، معاً، من مبدأ الاحتفاء بالأصالة والتقاليد، وتعزيز الثقة بالنفس والراحة في كل تصميم. وأيضاً، نتشارك شغف تقديم قطع فريدة، تُشعر النساء بالقوة والجمال. كل هذا يجعل رحلتنا مثمرة وملهمة؛ فأنا محظوظة لأن لديَّ أختًا مثالية مثل «شيما»، تدعمني في كل خطوة، ونحن نستمد قوتنا من قِيَم العائلة، والأخوة.
ما أبرز التصاميم والقصات، التي تركزين عليها، وكيف تختارين الألوان التي تتماشى مع رؤيتكِ؟
أركز، بشكل كبير، على القصات الواسعة في القطع التي نقدمها كافة؛ فتصاميمنا تعتمد على الراحة والأناقة معاً. وعندما نختار الألوان، نحرص على أن تكون ألواناً خالدة، وتناسب الأوقات والمناسبات كافة، ويمكن للمرأة ارتداؤها في أي وقت، وأي مكان. والأهم أن قطعنا مصممة لتناسب المراحل المختلفة من حياة المرأة؛ ما يجعلها قطعاً عملية وجميلة، تدوم مدى الحياة.
ما الرسالة، التي تودين تركها للشابات اللاتي يسعين إلى تحقيق أحلامهن في عالم الأزياء، أو أي مجال آخر؟
عليهن أن يؤمنَّ بأنفسهن وقدراتهن، وأن يتبعن شغفهن، وألا يجعلن الخوف يمنعهن من مواجهة التحديات؛ فكل عقبة يمكن أن تكون فرصة للتعلم والنمو، وكل خطوة صغيرة تسهم في بناء مستقبلهن. لهذا، يجب الابتعاد عن التردد، والتعبير عن النفس، ومشاركة قصص النجاح، فالعالم يحتاج إلى أصواتهن، وأفكارهن الفريدة.. فكم هو جميل أن يأخذنا الشغف إلى تحقيق الأحلام!