#منوعات
نجاة الظاهري الأحد 6 أكتوبر 10:00
«جاكليت»، التسمية التي أتت من اللفظة، التي تُطلق على الحلويات في اللهجة المحلية، ليست الميزة الوحيدة، للمقهى الذي وُضع أساسه في أبوظبي هذا العام، فقد ارتأت مؤسِّسته، رائدة الأعمال حنان فيصل، أن تجعله كذلك مصنعاً للشوكولاتة؛ ليصبح مصنع «جاكليت» محليّ في الإمارات. هذه الفكرة، التي أتتها بعد زياراتها العديدة إلى مصانع الشوكولاتة في العالم منذ صغرها، جعلتها تحلم بأن تصبح لدينا - في الإمارات - وجهة سياحية لمحبي هذه الثمرة اللذيذة. في هذا العدد، نعرف أكثر عن «جاكليت»، والدور الذي يقدمه كمصنع للشوكولاتة إلى زواره.. التقينا حنان فيصل؛ للحديث عن مشروع «جاكليت»، المصنع الإماراتي الذي يقدم فرصة فريدة إلى عشاق الشوكولاتة؛ لصنع ألواحهم الخاصة.
الانطلاقة
بدأت فكرة «جاكليت» باستيراد الشوكولاتة من فرنسا، وبيعها في السوق المحلي، إلى أن امتلأت كأس المهارات بالخبرات العالمية، التي بإمكانها أن تؤهل القائمين على الفكرة؛ لصناعة الشوكولاتة محلياً. هذه هي الانطلاقة، والبداية لحلم كبير، لشباب إماراتي، قادر على تحقيق المستحيل. ويعد المصنع مثالاً بارزاً للاستثمار المحلي في القطاعات الصناعية الإبداعية، ودليلاً على القدرات المتميزة، التي يتمتع بها ابن الإمارات، الساعي إلى الابتكار، والباحث عن كل جديد ليطرقه في مجالات الحياة المختلفة.
لماذا الشوكولاتة؟!
الشوكولاتة مصدر سعادة للجميع، فمن منا لا يعشقها، صغيرنا وكبيرنا؛ فهي المحفز الألذ لهرمون السعادة. وهي المحبوبة، التي جعلت العالم يخصص السابع من يوليو كل عام يوماً لها، ليحتفي بها عاشقوها في كل مكان. هذا القالب البني، الذي تحبه النساء أكثر من الرجال، ويجد إقبالاً من الجميع بشكل كبير، هو الرفيق في الأفراح، وفي أحيان كثيرة رفيق ساعات الضيق. في أحد الاقتباسات، نقرأ لأحدهم قوله: «الشوكولاتة هي طعام الطبيعة الحلو، التي تشعرنا بالسعادة»، فكل لذيذ يتناوله الإنسان، يُدخله في متعة تهديه مزاجاً رائعاً. وبالإضافة إلى هذا، تعد الشوكولاتة في ثقافات كثيرة لدى الشعوب المختلفة رمزاً للحب والرفاهية، وغالباً تقدم هدايا في المناسبات الخاصة، والأعياد.
أكاديمية لصناعة الشوكولاتة
لم يكتفِ «جاكليت» بكونه مكاناً لبيع الشوكولاتة بأنواعها المختلفة، لكنه أراد أن يكون ما يعرفه من علم ملكاً لغيره كذلك؛ فأنشأ أكاديمية للجميع، أصحاب المشاريع وربات المنزل؛ لتقديم دروس متخصصة، يمكن لأي شخص الاستفادة منها؛ لتعلم فنون صناعة الشوكولاتة، وتطبيقها في المنزل. بالإضافة إلى ذلك، فإن «جاكليت» يقدم ورشاً للأطفال في مجال صناعة الشوكولاتة، يهدف من خلالها إلى تعليمهم هذه الصناعة، بجانب دعم الصحة النفسية السليمة للطفل، وتوفير تجربة تعليمية له، وكذلك تحسين مزاجه من خلال الشوكولاتة بطابع مختلف، وممتع. وهذا ما يميز هذه العلامة المختلفة، فقلما نجد مقهى يقدم ورشاً تعليمية في مجاله، ما يُحدث تفاعلاً رائعاً بينه وبين المجتمع. وبعد حوار مع أحد المسؤولين في المصنع، أخبرنا بأن القاعة حجزت لثلاثة أشهر قادمة، منذ الافتتاح، ما يدل على شدة استجابة الجمهور لمثل هذه الفعاليات، التي تحفزهم على المشاركة في صنع ما يحبون.
المواد المستخدمة
المواد المستخدمة في «جاكليت» تُستورد من أجود المصادر الأوروبية المعتمدة عالمياً، بعدها تمزج بالنكهات الإماراتية التقليدية، مثل: الهيل والزعفران والورد والتمر؛ لتمنحها خصوصيتها، ولذتها. فكل شيء في «جاكليت» اختير بعناية، ومن ذلك: مواد التصنيع، والآلات المستخدمة، وابتسامات العاملين المرحبة بالزوار، مع «دلة»، وفنجان القهوة العربية، والأجواء الهادئة التي تُشعر من يدخل هذا المكان بالراحة النفسية، وكذلك ديكور القاعة المخصصة للورش، الذي يمنح المشتركين شعوراً بأنهم في مطبخهم الخاص بالمنزل، يرتدون المئزر والقبعة الخاصين بالطبّاخين، والنتيجة التي يخرج بها من دخلوا هذه التجربة الممتعة، والسعادة التي يحصلون عليها بعد أول قضمة من لوح الشوكولاتة، الذي صنعوه بأيديهم. وليس هذا ما يجربه الزائر فقط في هذا المصنع، فبإمكانه كذلك أن ينظر إلى العاملين وهم يصنعون له طلبه من الشوكولاتة، من خلال المطبخ المسوّر بجدران زجاجية، فتكون نظرته إليه كما لو أنه المقبلات التي يحصل عليها قبل طلبه الرئيسي، فتثير لديه التشويق، وتزيد رغبته في الدخول، لصنع حلواه الخاصة.
عن المشروع
«جاكليت» يعد أول علامة تجارية إماراتية، متخصصة في الشوكولاتة، وقد ابتكرت عام 2018. وتقدم العلامة الشوكولاتة المصنوعة يدوياً بنكهات إماراتية فريدة، منها: الهيل والزعفران والقهوة العربية. كما تعد جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الإماراتي، حيث شاركت المجتمع في حفلات الزفاف والمناسبات السعيدة، من خلال خدمة أكثر من خمسة آلاف عائلة، وأكثر من 100 ألف عميل في الدولة. وفي هذا العام، افتتحت العلامة أول مصنع للشوكولاتة بالإمارات، في قلب العاصمة أبوظبي، بحضور ورعاية الشيخة روضة بنت نهيان آل نهيان، ليعمل على استقطاب محبي الشوكولاتة، مقيمين وسيّاحاً، للمشاركة في الورش التي يقدمها لتعلم هذه الصناعة الشهية، وتجربة النكهات المبتكرة التي يوفرها للراغبين في تجربة فريدة، لا يوجد ما يشبهها على أرض الإمارات. والعلامة قائمة بمجهود فريق عمل إماراتي متكامل، إيماناً من صاحبته بجهود الكوادر الإماراتية، وسعياً منها إلى دعم كل المواهب الوطنية من خلال هذا المشروع، حتى الوصول إلى العالمية.
حب لا ينتهي
حب الشوكولاتة لا نهاية له، فلا يكاد يخلو منزل من إحدى علبها، أو أثرها على يد طفلٍ، وكذلك لا تنتهي المشاريع التي تتخذها مادةً لها، ولكل مشروع ما يميزه عن الآخر، ما يجعل تجربة تناول الشوكولاتة مختلفة دائماً. وما زال «جاكليت»، منذ افتتاحه حتى اليوم، العلامة التي تثير الرغبة في تناول المزيد، وتعلّم الكثير حول هذه الصناعة، والمثال الذي يمكن أن يتخذه الراغبون في دخول مجال الصناعات الغذائية، بشكل إبداعي. ومنذ أن تقطف ثمرتها، إلى أن تصبح قطعةً ذائبةً في فم آكلها، تبقى للشوكولاتة ميزتها الفريدة، بجعل المرء يشعر بأنه يتناول غيمةً لذيذة في حلمٍ وردي، تعلو به إلى أقصى درجات السعادة.