#منوعات
ياسمين العطار الأحد 7 يوليو 11:00
يشكل السفر بوابة لاكتشاف الجديد من ثقافات وعادات الشعوب، وتوسيع الآفاق، وتبادل التجارب الإنسانية. ولكن، مع الفرص العديدة التي يقدمها السفر، تأتي أيضاً مسؤولية التعامل بأسلوب يحترم العادات والتقاليد المحلية. من هنا، يبرز دور إتيكيت السفر جزءاً لا يتجزأ من تجربة الرحلات، حيث يترك لدينا انطباعاً إيجابياً، وتعزيزاً للتفاهم بين الثقافات المختلفة. «زهرة الخليج» التقت الإماراتية العنود الحوسني، الخبيرة بآداب التعامل والإتيكيت والمراسم ومؤسِّسة أكاديمية «أسنسي»؛ لتعليم الأصول الصحيحة للتصرفات الاجتماعية والمهنية، التي تشاركنا خبرتها بفنون السلوك الراقي واللباقة أثناء السفر. وخلال هذا الحوار، نكتشف طرقاً تمكن المسافرين من تعزيز تجربتهم، والتواصل الثقافي الإيجابي، لضمان تجربة سفر ثرية.. وهذا نصه:
بدايةً.. كيف بدأ شغفك بقواعد الإتيكيت؟
بدأ شغفي بآداب التعامل والإتيكيت والمراسم، منذ الصغر، من خلال تعلم السلوكيات الأنيقة، واللباقة في تحسين العلاقات الاجتماعية والمهنية. ومع تعمقي في هذا المجال. من خلال قراءة الكتب المتخصصة في هذا المجال، وحضور الدورات التدريبية، أصبحت لديَّ قاعدة قوية من المعرفة والخبرة؛ استثمرتها بعد ذلك في تأسيس أكاديمية «أسنسي».
هدف.. ورسالة
أكاديمية «أسنسي».. ما هدفها، ورسالتها؟
هذه الأكاديمية تعد مؤسسة تعليمية رائدة، تهدف إلى تعليم أصول وآداب التعامل والإتيكيت والمراسم، عبر تقديم دورات تدريبية إلى جميع الفئات العمرية، رجالاً ونساءً، مع التركيز بشكل خاص على الشباب في المرحلتين: «الثانوية»، و«الجامعية». وأسعى إلى توسيع نطاقها؛ للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأفراد حول العالم، مع الحفاظ على الهوية والثقافة الإماراتيتين.
ما الفائدة التي تعود على الفرد والمجتمع، عند الالتزام بالآداب العامة في التعامل؟
الإتيكيت، وآداب التعامل، ليست مجرد قواعد للسلوك الشخصي، فهي جسر للتواصل بين الثقافات. فآداب التعامل تعد أساسية؛ لأنها تحسن العلاقات الشخصية والمهنية، وتزيد الثقة بالنفس. وفي ما يتعلق بالمجتمع، تساهم في بناء بيئة متماسكة ومتحضرة، حيث يسود الاحترام المتبادل والتفاهم، كما يساهم التصرف بأدب ولباقة في إيجاد بيئة إيجابية، تعزز فرص النجاح والتقدم.
هل هناك إقبال على تعلم أصول وآداب التعامل مع الآخرين؟
الإقبال كبير ومتزايد، حيث يدرك الجميع أهمية هذه المهارات في حياتهم اليومية والمهنية. والعديد منهم يبحثون عن طرق تحسين سلوكياتهم الاجتماعية والمهنية، ونحن في أكاديمية «أسنسي» نعمل على تلبية هذه الحاجة، من خلال تقديم دورات تدريبية متخصصة، تغطي كل شيء، بدءاً من إتيكيت الطعام والمحادثة، إلى الإتيكيت الخاص بالسفر. والهدف هو تمكين الأفراد من تحسين تفاعلاتهم مع مختلف السيناريوهات الاجتماعية والمهنية، ما يعزز فرصهم في بناء علاقات متينة.
خلال السفر.. هل تعد قواعد الإتيكيت ضرورية؟
إن تعلم قواعد الإتيكيت ضرورة ملحة، وليست شكلاً من الرفاهية، لا سيما خلال السفر، فهي تشمل: حسن التصرف، واللياقة، وآداب الحديث، والعادات التي يجب احترامها خلال التنقل، أو أثناء الإقامة في بلد آخر. وهذه القواعد تختلف باختلاف السلوكيات الاجتماعية في كل بلد، فهناك ما يمكن تطبيقه في كل مكان، ومنها ما لا يمكن تطبيقه. وباتباع بعض هذه القواعد؛ يمكنك الاستمتاع بسفر مريح، يعكس صورة إيجابية عنك وعن ثقافتك، ويعزز تجربتك الشخصية، ويترك انطباعاً جيداً لدى الآخرين.
وسائل مختلفة
هل هناك آداب معينة عند السفر بالقطار والحافلة والمترو؟
نعم، هناك قواعد وآداب عند السفر بالقطار والحافلة والمترو، مثل: انتظار نزول كل الركاب قبل أن نهم بالصعود، والحرص على ألا نشغل المقعد بكامله بوضع أغراضنا على الجزء الخالي منه، ومنح الأشخاص المسنين مقعدنا، إذا لم يجدوا مكاناً شاغراً، والتصرف بالطريقة نفسها مع النساء الحوامل. وإذا كانت وسيلة النقل بها عدد كبير من الأشخاص، فيجب ألا نصعد بل ننتظر التي تليها، وإذا كنا نعاني نوبة عطاس، أو سعال، فيجب أن نمسح أيدينا بواسطة منديل ورقي، قبل وضعها على المقعد أو المسند الأمامي، وأن نتحدث إلى من يجلس بجانبنا بصوت خافت، والحرص على عدم التكلم عبر الهاتف، وإذا كنا نحمل حقيبة ظهر، فيجب وضعها على ركبتينا، لا على أرض الممر؛ حتى لا نزعج الركاب الآخرين.
حدثينا عن بعض الاعتبارات، التي تجب مراعاتها عند السفر بالطائرة!
بالنسبة للسفر بالطائرة، علينا أن نتجنب المبالغة في وضع العطر، حتى لا نزعج بعض الركاب برائحته، وأن نصغي إلى تعليمات الأمان، ليس بدافع الحفاظ على سلامتنا فحسب، بل احتراماً لطاقم الطائرة أيضاً، وإذا كنا نسافر برفقة أولادنا، فيجب أن نحرص على إبقائهم هادئين؛ حتى لا يزعجوا الآخرين، ولا نرفع صوت الجهاز المرئي، أو جهاز الموسيقى الخاص بنا.
كيف نتعامل بأدب في المطاعم أثناء السفر؟
في ما يخص إتيكيت التعامل بالمطاعم، علينا ألا نبالغ في طلباتنا، فلا نصر مثلاً على اتباع حميتنا النباتية بحذافيرها، كأن نسأل النادل: هل تحتوي الصلصة على الدهن الحيواني؟.. كذلك لا نطلب مأكولات يحظر تناولها في بعض البلدان، ويفضل إنهاء ما في طبقنا قدر الإمكان، ولو أردنا أخذ ما تبقى معنا فهذا الأمر مستساغ في دول العالم، بل رمي بقايا الطعام هو غير المقبول، ويجب ألا نتحدث عبر الهاتف أثناء جلوسنا على المائدة.
ما النقاط التي تجب مراعاتها؛ احتراماً للثقافات المحلية بالبلدان التي نزورها؟
من أهم النقاط، التي تجب مراعاتها، احتراماً للثقافات المحلية: اتباع قواعد الإتيكيت السائدة في هذا البلد، وكذلك الحفاظ على الهدوء في كل الظروف، فهو أمر يقدره الجميع في كل البلدان، وأن نطلب الإذن قبل تصوير مكان خاص، أو شخص ما، وألا نستخدم الفلاش أثناء التقاطنا الصور داخل المتاحف، وخلال حضورنا عملاً مسرحياً، أو مباراة رياضية، وكذلك التفاعل مع السكان المحليين، وتعلم بعض الكلمات الخاصة بلغة البلد المضيف، واحترام التقاليد والعادات المحلية، وتجنب التصرفات التي قد تعتبر مهينة أو غير لائقة.
تستعدون للسفر؟!.. اتبعوا هذه الخطوات
لضمان التفاعل اللطيف مع السكان المحليين، والمسافرين الآخرين، ولرحلة أكثر إمتاعاً وتقديراً للثقافات المختلفة، إليكم بعض الخطوات، الخاصة بإتيكيت الاستعداد للسفر، ومنها:
- اختيار الملابس المناسبة، التي تعكس احترامنا لثقافة الوجهة التي نزورها، خاصة في الأماكن الدينية والرسمية.
- من الجميل أن نتعلم بعض العبارات الأساسية بلغة البلد الذي نقصده، ومنها: «مرحباً، وشكراً، ومن فضلك، ووداعاً».
- الاطلاع على العادات والتقاليد الثقافية لهذا البلد، مثل: اللباس المناسب، والأكلات المحلية، والقواعد الاجتماعية، والقوانين الخاصة.
- وجوب الانفتاح على التجارب الجديدة، وأن يكون المسافر متقبلاً ومستعداً لتقبلها.
- التصرف بلطف، وإظهار الاحترام للآخرين، والتحلي بالهدوء والصبر.
- التحقق من المعايير المحلية للإكراميات، ويجب منحها بطريقة مقبولة، وتعلم كيفية التفاوض على الأسعار بالأسواق المحلية بطريقة لائقة.