#تكنولوجيا
زهرة الخليج - الأردن 13 فبراير 2024
في عالمٍ كثر الحديث فيه عن تقليل البصمة الكربونية، باتت للابتكارات الخضراء أهميتها الكبيرة، ونعني بالابتكارات الخضراء، أي اختراع أو تطبيق يوفر منتجات أو عمليات أو خدمات تقلل الضرر والدمار اللذين يلحقان بالبيئة مع الاستفادة من الموارد الطبيعية، والطاقة المستدامة، بطريقة دائرية.
لذلك، في حين أنه قد يكون من السهل الانجرار إلى القلق البيئي والخوف على مستقبل الأرض، فإن هناك وفرة من الحلول الخضراء المبتكرة المتاحة اليوم، التي تعيد تشكيل عالمنا بشكل كبير نحو الأفضل.
هنا، نقدم عدداً من الابتكارات المستدامة الرائعة والمثيرة والملهمة، الموجودة في عالم اليوم.
الألواح الشمسية:
تعد الألواح الشمسية من أشهر الابتكارات الخضراء. فإلى جانب الطاقة المائية، وطاقة الرياح، تعد الشمس أقوى مصادر الطاقة المتجددة لدينا. والأفضل من ذلك، أنها لا نهائية، وخالية تماماً من الملوثات، ولا تصدر أي انبعاثات كربونية.
وتستخدم الألواح الشمسية، التي يصنعها الإنسان، وتحول ضوء الشمس إلى كهرباء، ويمكن استخدامها في المنازل السكنية، والأماكن التجارية، وحتى المركبات الكهربائية، ما يجعلها مصدر طاقة متعدد الاستخدامات.
والسبب الرئيسي، الذي يجعل الألواح الشمسية تشكل ابتكاراً مهماً في مجال التكنولوجيا الخضراء، هو قدرتها على استبدال اعتمادنا على الوقود الأحفوري غير المتجدد، الذي يؤدي إلى تفاقم الحروب، والدمار البيئي، وانبعاثات غازات الدفيئة.
الزراعة المائية:
تعتبر الزراعة المائية، والزراعة العمودية، من ابتكارات المزارع الخضراء، التي تُحدث حالياً ثورة في الصناعة الزراعية بجميع أنحاء العالم، بفضل قدرتها على إنتاج أغذية عالية الجودة باستمرار في مساحات محدودة، أو مناخات صعبة النمو.
وبدءاً من مجموعات الزراعة المنزلية الصغيرة الحجم، وحتى مبادرات المزارع الرأسية ذات الحجم الاصطناعي، تعمل الزراعة المائية على تكديس النباتات كأرفف وأعمدة لتحسين المساحة والتحكم في المناخ، كما أنه في ضوء استخدام العناصر الغذائية المضافة، وإضاءة (LED) الموفرة للطاقة، يمكن زراعة النباتات في الماء، أو في ركيزة غير عضوية من دون تربة.
والزراعة المائية، والزراعة العمودية، مفيدتان في تقليل نقل المواد الغذائية، وفي توفير مصادر الغذاء المحلية، مثل الخضروات للمطاعم.
الطباعة ثلاثية الأبعاد:
تعد الطباعة ثلاثية الأبعاد مثالاً قوياً للابتكار الأخضر، ويُشار إليها أيضاً باسم التصنيع الإضافي، وهي على وشك إحداث تغيير جذري في عالم الموضة والبناء والتصنيع، وحتى الطب.
ويمكن أن توفر الطباعة ثلاثية الأبعاد ما يصل إلى 90% من المواد الخام اللازمة للتصنيع بحلول عام 2050، لأنه بدلاً من استخدام «كتلة» من المواد التي يتم تقطيعها، فإن الطباعة ثلاثية الأبعاد تضيف فقط ما هو مطلوب بالضبط.
وهذا الانخفاض في استخدام المواد الخام، هو بالضبط أعظم مثال على استدامة الطباعة ثلاثية الأبعاد، لأنه يعني أيضًا انخفاضاً في استخراج الموارد الطبيعية، إلى جانب انخفاض انبعاثات الكربون الناتجة عن مصادر المواد الخام ومعالجتها.
إنترنت الأشياء:
إنترنت الأشياء (IoT) عبارة عن شبكة من الأجهزة، التي تتصل وتتبادل البيانات مع أجهزة إنترنت الأشياء الأخرى عبر السحابة.
ورغم أن إنترنت الأشياء لا يُستخدم حصريًا في المساعي المستدامة، فإنه يساعد على إحداث ثورة في مجموعة متنوعة من التقنيات الخضراء، بما في ذلك: شبكات الحوسبة السحابية الخضراء، وشبكات الاستشعار الخضراء، وعلامات (RFID) الخضراء، والعدادات الذكية، والمباني الذكية. وبالتالي يعمل على تخفيف الأثر البيئي السلبي للتكنولوجيا، من خلال زيادة الكفاءة، وتوفير الطاقة، وتقليل النفايات.
التغليف القابل للتحلل:
في وقتٍ يتضاعف به الإنتاج العالمي من البلاستيك، ما يعني المزيد من النفايات البلاستيكية، التي تبقى في مدافن النفايات لدهور، وتطلق ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان، وبالتالي تهدد النظم البيئية، وتساهم بشكل كبير في إحداث أضرار بيئية جسيمة، بات التغليف المبتكر الأخضر، مثل التغليف القابل للتسميد، حلاً قابلاً للتطبيق، ولحسن الحظ يكتسب قوة كبيرة، حيث يسعى المزيد من الشركات إلى تعبئة منتجاتها في مواد أقل تأثيراً سلبياً.
والتغليف القابل للتحلل، والمصنوع من مواد قابلة للتحلل البيولوجي بالكامل، هو أحد الحلول العديدة المطلوبة لمنع النفايات، وتجديد الطبيعة.