#تنمية ذاتية
سارة سمير 19 يناير 2024
غالباً، يُنظر إلى النجاح على أنه الهدف النهائي في الحياة، ونحن نسعى جاهدين لتحقيقه في حياتنا المهنية، وعلاقاتنا، ومساعينا الشخصية، لكن من المهم التمييز بين النجاح الحقيقي، وفخ «النجاح المزيف».
عوامل الوقوع في فخ «وهم النجاح»:
هناك بعض العوامل، التي يقع فيها البعض، وتجعلهم يشعرون بـ«وهم النجاح المزيف»؛ لذلك عليك الانتباه جيداً إلى الصفات والسمات، التي تكتسبها أثناء عملك، لتجنب الشعور بـ«الوهم المزيف للنجاح»، ومن أبرز هذه العوامل:
ضغط التوقعات المجتمعية:
أحد العوامل الرئيسية، التي تساهم في «وهم النجاح»، هو ضغط التوقعات المجتمعية. عادة، يحدد المجتمع النجاح من حيث الثروة والسلطة والمكانة، وهذا التعريف الضيق يوفر إحساساً زائفاً بالإنجاز، ما يدفع الأفراد إلى السعي وراء الممتلكات المادية، والتحقق من الصحة الخارجية. وفي هذا المسعى، قد يضحي الناس بمشاعرهم وقِيَمهم الحقيقية، ما يؤدي في النهاية إلى الشعور بالفراغ، وعدم الرضا.
فخ المقارنة:
جانب آخر من «وهم النجاح» هو فخ المقارنة. في عالم اليوم شديد الترابط، من السهل أن نقارن أنفسنا بالآخرين، ونشعر بعدم الكفاءة. وتعرض منصات التواصل الاجتماعي أبرز الأحداث في حياة الناس، وتبث صورة للنجاح قد لا تكون حقيقية، لذلك مقارنة أنفسنا باستمرار بإنجازات الآخرين تشوه تصورنا للنجاح، وتؤدي إلى شعور دائم بالنقص، على الرغم من إنجازاتنا.
مطاردة الأهداف الخاطئة:
السعي لتحقيق النجاح قد يكون مضللاً، عندما يطارد الأفراد أهدافاً لا تتماشى مع عواطفهم وقيمهم الحقيقية. وغالباً يمجد المجتمع مسارات وظيفية أو أنماط حياة معينة، ويضغط على الأفراد للتوافق مع هذه المُثُل. ومع ذلك، فإن النجاح الحقيقي يكمن في السعي وراء ما يجلب السعادة والرضا، بدلاً من اتباع مسارات محددة مسبقاً بشكل أعمى.
طرق لتجنب الوقوع في فخ «وهم النجاح»:
النجاح المزيف يكون خادعاً، ويقودنا إلى طريق يتركنا في النهاية غير راضين وغير سعداء، لذا عليك معرفة طرق تجنب الوقوع في فخ «النجاح المزيف»، ومنها:
1. تحديد الأهداف الحقيقية:
إحدى الطرق لتجنب فخ «النجاح المزيف» هي تحديد أهداف حقيقية، فمن المهم جداً تحديد ما يهمنا، ومواءمة أهدافنا وفقاً لذلك، وبدلاً من مطاردة المصادقة الخارجية، أو التوقعات المجتمعية، يجب أن نركز على عواطفنا وقيمنا، ومن خلال تحديد أهداف حقيقية، فإننا نضمن أن تعريفنا للنجاح حقيقي وذو معنى.
2. تنمية الوعي الذاتي:
يلعب الوعي الذاتي دوراً حيوياً في تجنب فخ «النجاح الوهمي»، إذ غنه ينطوي على فهم نقاط القوة والضعف والرغبات الحقيقية لدينا. ومن خلال أن نكون صادقين مع أنفسنا، يمكننا تجنب السعي وراء أهداف لا تتوافق مع ذواتنا الحقيقية، لذلك فإن تنمية الوعي الذاتي تتيح لنا اتخاذ خيارات تتماشى مع قيمنا وتطلعاتنا.
3. قبول الفشل:
هناك طريقة أخرى لتجنب فخ «النجاح المزيف»، هي احتضان الفشل كفرصة للنمو، فالنجاح الحقيقي لا يعني تحقيق الكمال أو تجنب الفشل بأي ثمن، بل يتعلق الأمر بالتعلم من أخطائنا، واستخدامها للانطلاق نحو التحسين.
4. بناء علاقات هادفة:
النجاح لا يقتصر فقط على الإنجازات الفردية؛ إذ إنها تنطوي على نوعية علاقاتنا. ويعد بناء علاقات ذات معنى مع الآخرين أمراً ضرورياً؛ لتجنب فخ «النجاح المزيف»؛ لأن النجاح الحقيقي لا يتحقق على حساب الآخرين، بل بالتعاون والدعم، فعن طريق رعاية العلاقات المبنية على الثقة والتعاطف، يمكننا بناء أساس للنجاح الحقيقي.
5. إعطاء الأولوية للرفاهية:
يشمل النجاح الحقيقي أكثر من مجرد الإنجازات المهنية، إذ يشمل أيضاً صحتنا العامة، بما في ذلك: الصحة الجسدية والعقلية والعاطفية. ولتجنب فخ «النجاح المزيف»، علينا إعطاء الأولوية للرعاية الذاتية، وتخصيص الوقت للأنشطة التي تجلب لنا السعادة والوفاء؛ لذلك من الضروري الحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة والعناية بأنفسنا، لأنه يحقق نجاحاً مستداماً وحقيقياً.
6. ممارسة الامتنان:
أخيراً، ممارسة الامتنان وسيلة قوية لتجنب الوقوع في فخ «النجاح المزيف»، حيث الاعتراف وتقدير النعم والإنجازات في حياتنا، لأن التركيز على ما لدينا بالفعل بدلاً من السعي المستمر للحصول على المزيد، يمكّننا من تنمية الشعور بالرضا والإنجاز. ويذكرنا الامتنان بما يهم، ويساعدنا على تجنب السعي اللامتناهي؛ للحصول على المصادقة الخارجية.