#أخبار الموضة
سارة سمير 1 أكتوبر 2023
لطالما كانت الموضة وسيلة للأفراد للتعبير عن أنفسهم، وعرض أسلوبهم الشخصي. وفي السنوات الأخيرة، كان هناك قلق متزايد بشأن التأثير البيئي والاجتماعي لصناعة الأزياء، حيث إنها من أكثر المجالات التي تؤثر في الطبيعة، وتزيد الانبعاثات الكربونية، ما أدى إلى ظهور مصطلح «الموضة المسؤولة».
ما معنى الموضة المسؤولة؟
تعد الموضة المسؤولة حركة تركز على صناعة الملابس بطريقة أكثر استدامة وأخلاقية، وأحد الجوانب الرئيسية للأزياء المسؤولة هو التركيز على الاستدامة البيئية. وغالباً تتضمن ممارسات الموضة التقليدية استخدام مواد كيميائية ضارة، والإفراط في استهلاك المياه، ومستويات عالية من النفايات. وفي المقابل، تهدف الأزياء المسؤولة إلى تقليل التأثير السلبي على البيئة، من خلال استخدام مواد صديقة للبيئة، وتنفيذ برامج إعادة التدوير، واعتماد عمليات إنتاج أكثر كفاءة. ومن خلال خيارات الموضة المستدامة، يمكننا المساهمة في الحفاظ على كوكبنا للأجيال القادمة.
جانب آخر مهم من الموضة المسؤولة هو الإنتاج الأخلاقي، فقد تعرضت ماركات ملابس عدة لانتقادات بسبب تورطها في المصانع المستغلة للعمال، وممارسات العمل غير العادلة، وتسعى الموضة المسؤولة إلى معالجة هذه القضايا، من خلال تعزيز الأجور العادلة، وظروف العمل الآمنة، وحقوق العمال.
كما تركز الأزياء المسؤولة بقوة على وعي المستهلك، وتشجع الأفراد على اتخاذ خيارات مستنيرة بشأن مشترياتهم، والنظر في الأثر الاجتماعي والبيئي للعناصر التي يشترونها.
أبرز العلامات التجارية التي اتجهت إلى الموضة المسؤولة:
لحسن الحظ، هناك العديد من دور الأزياء العالمية والعلامات التجارية الشهيرة، التي أخذت الموضة المسؤولة على عاتقها، وبدأت في تنفيذ استراتيجيات لحماية البيئة، والحفاظ على حقوق العاملين، لترفع شعار «الاستدامة والأمان»، ومنها:
«ستيلا مكارتني» (Stella McCartney):
أحد المبادئ الأساسية، التي تبنتها دار الأزياء العالمية «ستيلا مكارتني» هو الاستدامة، حيث تؤمن إيماناً راسخاً بضرورة صناعة أزياء لا تضر الكوكب، واتخذت «مكارتني» خطوات مهمة لتقليل البصمة الكربونية لعلامتها التجارية من خلال استخدام مواد مستدامة، وتبني ممارسات صديقة للبيئة منذ عام 2011، لتكون من العلامات التجارية البارزة، التي تساعد على حماية البيئة. ومن أبرز المجموعات المستدامة، التي قدمتها «Stella McCartney»، مجموعة أزياء الربيع والصيف لعام 2022، تحت عنوان «نحن الطقس».
«ديور» (Dior):
خطت «Dior»، العلامة التجارية الشهيرة للأزياء الفاخرة، خطوات كبيرة في عالم الموضة المسؤولة، وبفضل التزامها القوي بالاستدامة والممارسات الأخلاقية، أصبحت مثالاً رائداً في هذه الصناعة، حيث أصدرت خطوط إنتاج ملابس الشاطئ بتقنية (Parley X10)، التي تضمن أن 10 أضعاف البصمة الكربونية والبلاستيكية لكل منتج تأتي من الطبيعة.
المجال الآخر، الذي تتفوق فيه «ديور» في الأزياء المسؤولة هو رعاية الحيوانات، إذ اتخذت العلامة التجارية موقفاً قوياً ضد استخدام الفراء في مجموعاتها، واختارت بدلاً من ذلك بدائل الفراء الاصطناعي، ومن خلال تبني مواد وتقنيات مبتكرة، تثبت «ديور» أن الموضة يمكن أن تكون فاخرة ورحيمة في الوقت نفسه.
«غوتشي» (Gucci):
خطت «غوتشي»، العلامة التجارية الإيطالية الفاخرة الشهيرة، خطوات كبيرة في عالم الموضة المسؤولة. فمنذ عام 2015، بدأت التحول إلى البيئة وحماية الطبيعة، حيث تسعى إلى خفض البصمة البيئية بنسبة 40%، وتقليل غازات الاحتباس الحراري بنسبة 50%، مع تحقيق إمكانية تتبع المواد الخام بنسبة 100%، واستخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100%. وفي إطار ذلك، أطلقت الشركة خط إنتاج «Gucci Circular Lines» المعتمد على استخدام المواد المُصنعة من النفايات.
«برادا» (Prada):
تدرك «برادا» (Prada) أهمية استخدام المواد المستدامة، وتقليل بصمتها البيئية، وتستكشف العلامة التجارية مواد مبتكرة، مثل: النايلون المعاد تدويره، والجلد المُعاد تصنيعه، لإنشاء منتجاتها المميزة. بالإضافة إلى ذلك، تستثمر «برادا» في البحث والتطوير؛ لإيجاد عمليات إنتاج بديلة، تقلل النفايات والانبعاثات الضارة، من خلال دمج الاستدامة في تصاميمها وإنتاجها، إسهاماً منها في صناعة أزياء أكثر مسؤولية.
وأطلقت «برادا» مجموعتين مستدامتين، الأولى عام 2019، بعنوان «Re-Nylon»، والثانية في 2020 «Extreme-Tex»، المصنوعة من البلاستيك والبوليستر المعاد تدويرهما.