#تغذية وريجيم
سارة سمير 18 أغسطس 2023
فيتامين (ب12) عنصر غذائي أساسي، يلعب دوراً حيوياً في الأداء السليم للجهاز العصبي، وإنتاج خلايا الدم الحمراء، في حين أنه يوجد بشكل شائع في الأطعمة الحيوانية، مثل: اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان، إلا أن هناك أسباباً عدة لعدم حصول بعض الأشخاص على ما يكفي من فيتامين (ب12) في نظامهم الغذائي، لذا سوف نناقش أسباب وأعراض وعلاج نقص فيتامين (ب12).
ما فيتامين (ب12)؟
فيتامين (ب12)، هو عنصر غذائي مهم، يساعد جسمك على الحفاظ على صحة الخلايا العصبية وخلايا الدم، كما أنه يساعد الجسم على صنع الحمض النووي، المادة الوراثية في جميع خلاياك، ولا يصنع الجسم فيتامين (ب12) من تلقاء نفسه، لذلك عليك أن تستهلك الأطعمة والمشروبات، التي تحتوي على فيتامين (ب12) من أجل الحصول عليه.
ويوجد فيتامين (ب12) في المنتجات الحيوانية، التي تأكلها وتشربها، مثل: اللحوم ومنتجات الألبان والبيض، ويمكن العثور عليه، أيضاً، في الأطعمة المحصنة (الأطعمة التي تحتوي على بعض الفيتامينات، والمواد المغذية المضافة إليها)، مثل: بعض الحبوب والخبز والخميرة الغذائية، ويحتاج البالغون إلى حوالي 2.4 ميكروغرام من فيتامين (ب12) يومياً، فيما تحتاج الحوامل أو المرضعات إلى المزيد منه، وتختلف كمية فيتامين (ب12)، التي يحتاجها الرضع والأطفال، حسب العمر.
ويحدث نقص فيتامين (ب12) عندما لا يحصل الجسم على ما يكفي من هذا الفيتامين من النظام الغذائي، أو لا يمكنه امتصاصه بشكل صحيح، وهناك العديد من أسباب نقص فيتامين (ب12)، ومن الأسباب الأكثر شيوعاً: سوء النظام الغذائي، ومشاكل الجهاز الهضمي.
أسباب نقص فيتامين (ب12):
هناك أسباب عدة لنقص فيتامين (ب12)، ويمكن تصنيفها على نطاق واسع إلى فئتين: غذائية، وطبية.
1. المدخول الغذائي غير الكافي:
أحد الأسباب الرئيسية لنقص فيتامين (ب12)، هو عدم كفاية المدخول الغذائي، ويوجد فيتامين (ب12) في المنتجات الحيوانية، مثل: اللحوم والأسماك والدواجن ومنتجات الألبان، لذلك إن الأفراد الذين يتبعون نظاماً غذائياً نباتياً هم أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين (ب12).
علاوة على ذلك، إن الأفراد الذين يستهلكون كمية قليلة من المنتجات الحيوانية، أو الذين يتبعون نظاماً غذائياً سيئاً قد يعانون أيضاً نقص فيتامين (ب12)، وقد لا يستهلك الأشخاص الذين يتبعون نظاماً غذائياً غير متوازن ما يكفي من فيتامين (ب12)؛ لتلبية احتياجات أجسامهم، ما يتسبب في نقصه.
2. مشاكل سوء الامتصاص:
سبب آخر لنقص فيتامين (ب12) هو مشاكل سوء الامتصاص، حيث يحتاج الجسم إلى كمية كافية من حمض المعدة والعامل الداخلي، وهو بروتين تنتجه المعدة، لامتصاص فيتامين (ب12)، والأفراد الذين يعانون التهاب المعدة المزمن، أو مرض الاضطرابات الهضمية، أو مرض كرون، أو الذين خضعوا لجراحة الجهاز الهضمي، التي تؤثر في إنتاج المعدة للحمض والعامل الداخلي، يكونون أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين (ب12)، ويمكن أن تقلل مشاكل سوء الامتصاص قدرة الجسم على امتصاص فيتامين (ب12)، ما يؤدي إلى نقصه.
3. فقر الدم الخبيث:
هو حالة يكون فيها الجسم غير قادر على إنتاج عامل جوهري، وتؤدي هذه الحالة إلى انخفاض القدرة على امتصاص فيتامين (ب12)، ما يؤدي إلى نقصه، وفقر الدم الخبيث أكثر شيوعاً عند كبار السن، والذين لديهم تاريخ عائلي لهذه الحالة، وقد يؤدي نقص العامل الداخلي في الجسم إلى نقص فيتامين (ب12)، حتى لو كان الفرد يستهلك كمية كافية من فيتامين (ب12) في نظامه الغذائي.
4. أسباب أخرى:
تشمل الأسباب الأخرى لنقص فيتامين (ب12): إدمان الكحول، والاستخدام المطول للأدوية التي تقلل الحموضة، وبعض الحالات الطبية، مثل: فيروس نقص المناعة البشرية، والسكري، واضطرابات الغدة الدرقية، ويمكن أن يسبب إدمان الكحول نقص فيتامين (ب12)، عن طريق الحد من قدرة الجسم على امتصاصه من النظام الغذائي.
كما يمكن أن تتداخل الأدوية، التي تقلل الحموضة مع قدرة المعدة على إنتاج الحمض، ما يؤثر في امتصاص فيتامين (ب12)، ويمكن أن تسبب الحالات الطبية، مثل: فيروس نقص المناعة البشرية، والسكري، واضطرابات الغدة الدرقية، اختلالًا في الجسم، وتؤثر في امتصاص هذا الفيتامين.
أعراض نقص فيتامين (ب12):
قد يعاني العديد من الأشخاص نقص فيتامين (ب12)، وعادة تكون أعراض نقصه متشابهة لدى الكثير من الحالات، ومن أبرز أعراضه ما يلي:
1. التعب والوهن:
من أكثر أعراض نقص فيتامين (ب12) شيوعًا: التعب والوهن. وبما أن فيتامين (ب12) يساعد على تكوين خلايا الدم الحمراء، التي تحمل الأكسجين إلى أنسجة الجسم، فإن نقص هذا الفيتامين يمكن أن يؤدي إلى انخفاض في إمداد الجسم بالأكسجين، وبالتالي يؤدي إلى الوهن والتعب والدوار. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يؤدي إلى ضيق في التنفس، وألم في الصدر، وخفقان القلب.
2. الخدر والوخز:
من الأعراض الشائعة الأخرى لنقص فيتامين (ب12): التنميل، ووخز اليدين والقدمين، ويحدث هذا لأن نقصه يمكن أن يتلف غمد المايلين الذي يحيط بالأعصاب ويحميها، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تلف الأعصاب، ما يسبب التنميل والوخز، وحتى صعوبة المشي.
3. الصعوبات المعرفية:
يمكن أن يسبب نقص فيتامين (ب12)، أيضاً، صعوبات في الإدراك، مثل: صعوبة التذكر، وضعف التركيز، وضباب الدماغ، ويحدث هذا لأن هذا الفيتامين يلعب دوراً مهماً في تكوين المايلين، الذي يحمي الخلايا العصبية في الدماغ، ويمكن أن يتسبب نقص فيتامين (ب12) في تلف الأعصاب، ما يؤدي إلى صعوبات في الإدراك.
4. مشاكل في الجهاز الهضمي:
يؤثر نقص فيتامين (ب12) على الجهاز الهضمي، فيسبب أعراضاً، مثل: الغثيان والانتفاخ والإسهال والإمساك، ويحدث هذا بسبب امتصاص فيتامين (ب12) في الأمعاء الدقيقة، ويمكن أن يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى التهاب وتلف بطانة الأمعاء.
أعراض زيادة (ب12):
ليس نقص فيتامين (ب12)، وحده، يؤدي إلى مشاكل في الجسم، فالإفراط في تناول هذا الفيتامين يمكن أن يؤدي إلى آثار ضارة على الصحة، ومن أبرز أعراض فائض فيتامين (ب12):
1. فقدان الشهية:
أحد الأعراض الشائعة لفيتامين (ب12) الزائد هو فقدان الشهية، لأن المستويات العالية منه بالجسم يمكن أن تتداخل مع إنتاج إنزيمات الجهاز الهضمي، ما يؤدي إلى انخفاض الرغبة في تناول الطعام.
2. الطفح الجلدي:
ظهور طفح جلدي من أعراض فيتامين (B12) الزائد، وقد يكون الطفح الجلدي مثيراً للحكة، ويمكن أن يحدث في أي مكان بالجسم، ويُعتقد أنه ناتج عن رد فعل تحسسي، تجاه فائض فيتامين (ب12) في الجسم.
3. الغثيان:
يمكن أن يسبب الإفراط في تناول فيتامين (ب12) إلى الغثيان والقيء، لأن المستويات العالية منه يمكن أن تهيج بطانة المعدة، ما يؤدي إلى ظهور هذه الأعراض غير المريحة.
أطعمة غنية بفيتامين (ب12):
لا يستطيع جسم الإنسان إنتاج فيتامين (ب12) بمفرده، لذلك يجب الحصول عليه من الطعام، أو المكملات الغذائية، فإذا كنتِ تبحثين عن مصادر لزيادة تناول فيتامين (ب12)، فإليكِ بعض الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين:
1. المحار:
يعتبر المحار مصدراً ممتازاً لفيتامين (ب12)، فهو لا يحتوي فقط على مستويات عالية من هذه العناصر الغذائية، لكنه منخفض الدهون والسعرات الحرارية، و100 غرام من المحار المطبوخ تحتوي على حوالي 98 ميكروغراماً من فيتامين (ب12)، ما يمثل أكثر من 1600%من الاستهلاك اليومي الموصى به.
2. الكبد:
الكبد، خاصة كبد البقر، مصدر ممتاز آخر لفيتامين (ب12)، كما أنه مصدر جيد للحديد والفيتامينات والمعادن الأساسية الأخرى، وتحتوي 100 غرام من كبد البقر المطبوخ على حوالي 83 ميكروغراماً من فيتامين (ب12)، ما يمثل أكثر من 1300% من الاستهلاك اليومي الموصى به.
3. السمك:
تعد الأسماك، مثل: السلمون والتونة، مصادر جيدة لفيتامين (ب12)، وهذه الأنواع من الأسماك ليست غنية بفيتامين (ب12) فحسب، لكنها أيضاً غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية الضرورية لصحة القلب، وتحتوي حصة 100 غرام من السلمون المطبوخ على حوالي 3.4 ميكروغرامات من فيتامين (ب12)، ما يمثل حوالي 57% من الاستهلاك اليومي الموصى به.
4. منتجات الألبان:
منتجات الألبان، مثل: الحليب والجبن والزبادي، مصادر جيدة لفيتامين (ب12)، ويحتوي كوب واحد من الحليب على حوالي 1.2 ميكروغرام من فيتامين (ب12)، ما يمثل حوالي 20% من الاستهلاك اليومي الموصى به.
5. البيض:
هو مصدر جيد آخر لفيتامين (ب12)، حيث تحتوي بيضة كبيرة واحدة على حوالي 0.6 ميكروغرام من فيتامين (ب12)، ما يمثل حوالي 10% من المدخول اليومي الموصى به، كما يضم البيض، أيضاً، فيتامينات ومعادن أساسية أخرى، مثل فيتامين (د)، والبروتين.
علاج نقص فيتامين (ب12):
يعتمد علاج نقص فيتامين (ب12) على شدة نقصانه. ففي الحالات الخفيفة؛ يكفي تناول مكملات فيتامين (ب12) عن طريق الفم. بينما في الحالات الشديدة، يلزم الحقن العضلي لفيتامين (ب12)، ويتم إعطاء الحقن مرة واحدة في الأسبوع لمدة 4-6 أسابيع، وتليها الحقن المداومة كل 1-3 أشهر، اعتماداً على السبب الكامن وراء النقص.
علاوة على ذلك، من الضروري تحديد السبب الكامن وراء النقص ومعالجته، لمنع تكراره. على سبيل المثال، إذا كان النقص ناتجاً عن فقر الدم الخبيث، فقد يحتاج المريض إلى مكملات فيتامين (ب12) مدى الحياة، وفي حالة متلازمات سوء الامتصاص، تجب معالجة الحالة الأساسية، وقد يكون من الضروري تناول مكملات فيتامين (ب12).