#صحة
زهرة الخليج - الأردن 30 مايو 2023
كل من يعمل في وظيفة، صغرت أو كبرت، أو بلغت درجة من الأهمية، تعرض في مسيرته للإجهاد النفسي أو الفكري أو الجسدي، ودائماً يكون الحل في الراحة السلبية، ومحاولة استعادة النشاط عبر الترويح عن النفس بالسفر، أو ممارسة التمارين الرياضية، أو تغيير روتين الحياة اليومي لفترة من الوقت، بهدف استعادة النشاط.
لكن مع تطور أدوات العصر، والجري وراء التطور الرقمي، صار الشعور بالإجهاد نتيجة التعامل مع الشبكة العنكبوتية في العمل أمراً معتاداً، ومنتشراً بكثرة بين الناس.
وهو الأمر الذي تم بحثه، مؤخراً، في مؤتمر "الضغط الرقمي.. خطر ناشئ"، الذي أقيم في العاصمة الفرنسية باريس، ضمن فعاليات "معرض بريفنتيكا المخصص للصحة والسلامة في العمل"، بحسب ما أشارت إليه وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
ويبدو أن فترة الإغلاق العالمية جراء تفشي "كوفيد-19"، ساهمت في تعزيز انتشار الإجهاد الرقمي بين الموظفين، الذين كانوا يقضون ساعات طويلة على مكاتبهم في البيوت لإنجاز مهمات العمل، ما نتجت عن إصابة 31% منهم بالإجهاد الرقمي، جراء الإفراط بالتعامل مع الخدمات الإلكترونية، بحسب الوكالة الفرنسية.
ويرى خبراء صحة أن الاتصال المفرط بالخدمات التكنولوجية يؤدي، بالضرورة، إلى حصول حِمْل ذهني زائد، نتيجة الإغراق المعلوماتي الذي يتعرض له الشخص، ما يصل به إلى مرحلة يمكن أن يطلق عليها "مرحلة الإنهاك المهني".
وعدا العزلة الإجبارية، التي يتعرض لها الموظف، نتيجة توجه غالبية الشركات إلى استحسان نظام العمل الرقمي، بعيداً عن جو المكاتب، وقد يسبب الأمر حالة من الإدمان الذي يصعب التعافي منه، خاصة لدى الذين يجدون أنفسهم مضطرين للعمل وفق هذه الشروط، لتلبية متطلبات الحياة الكثيرة.
اقرأ أيضاً: ممارسة اليوغا.. فوائد جسدية وعقلية
وتستند هذه المعلومات إلى دراسة، قام بها المرصد الفرنسي للإغراق المعلوماتي والتعاون الرقمي، أجريت خصوصاً من خلال تحليل رسائل البريد الإلكتروني لحوالي تسعة آلاف شخص بشكل مستمر مدة عامين، حيث تظهر النتائج المستقاة من عينات 10 شركات، أن 31% من الموظفين معرضون للاتصال المفرط، من خلال إرسال رسائل إلكترونية بعد الساعة الثامنة مساء، خلال أكثر من 50 ليلة في السنة (117 ليلة بالنسبة للمديرين). ويجري الرد على أكثر من 50% من رسائل البريد الإلكتروني في أقل من ساعة على تلقيها، وهذه الرسائل تولّد "الكثير من الضوضاء الرقمية"، إذ إن 25% من الرسائل التي يتلقاها الموظفون لا تكون موجهة إليهم شخصياً، بل مرسلة عبر خاصية "الرد على الكل".