#تكنولوجيا
زهرة الخليج - الأردن 25 ابريل 2023
ميز الله تعالى البشر عن بقية المخلوقات بأدمغتهم، وقدرتهم على التعلم والاستفادة من التجارب التي يمرون بها ويعيشونها، فالإنسان قد يكون المخلوق الوحيد الذي يستطيع التفكير، واتخاذ الخطوات المناسبة لتحسين حياته، واتخاذ القرارات الملائمة له.
لكن مع انتشار أنظمة وبرامج وتطبيقات تعتمد اعتماداً كلياً على الذكاء الاصطناعي، يبدو أن البعض صار يستسهل إمكانية استخدامها عوضاً عن المبادرة بالقيام بالتفكير وحل المشكلات التي تواجه الناس، وترك الأمر برمته لتطبيقات الذكاء الاصطناعي لحل المشاكل.
وطرحت صحيفة "واشنطن بوست"، الأميركية، سؤالاً مباشراً، يتعلق بإمكانية تخلي الناس عن أدمغتهم، بسبب تطورات الذكاء الاصطناعي، وإمكانية الاعتماد عليها في كل شيء تقريباً، خاصة بعد انتشار روبوتات بقدرات خارقة، لها قدرة غير محدودة على كتابة أوراق بحث معقدة، كما لها ذاكرة قوية، وتستطيع تحليل آلاف المعلومات في دقائق قليلة، وهو الأمر الذي يغري بالخمول والخضوع للكسل، طالما يوجد من يؤدي مهامهم.
وتشير الصحيفة إلى أن معظم الناس يتجاهلون حقيقة أن الذكاء الاصطناعي مِنْ صنع البشر، مهما بلغت درجة تطوره، حيث إن ما يدخله البشر بشكل يومي من معلومات، سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو المواقع الإلكترونية، هو ما يكسب روبوت الدردشة "تشات جي بي تي"، مثلاً، مهارات فريدة.
وبحسب تحليل الصحيفة الأميركية، هيمنت الصحافة ومواقع الترفيه والطب على معظم مصادر معلومات أدوات الذكاء الاصطناعي، لكن لا يمكن أن تحدث اختراقات الذكاء الاصطناعي اليوم دون توافر المخزونات الرقمية والأفكار والمعلومات التي دفعت الإنترنت الناس إلى إنتاجها.
هذه النتيجة تذكرنا بأن كل ما نقوم به الآن مع الذكاء الاصطناعي، ومن أجله، سيشكل بدوره المستقبل بطرق لا يمكننا توقعها، وهو الأمر الذي يخشاه المتشائمون من التطور الفريد والمذهل والكبير لهذه الأنظمة والتطبيقات، التي يسعى مبتكروها لكي تحل مكان البشر. ومعروف على نطاق واسع أن الذكاء الاصطناعي يعني الأنظمة التي تحاكي الذكاء البشري لأداء المهام، والتي يمكنها أن تحسن نفسها، استناداً إلى المعلومات التي قامت بجمعها.