#صحة
زهرة الخليج - الأردن 14 أكتوبر 2022
يعتبر الكثيرون أن الطب النفسي عالم مليء بالغموض والخوف، وقد يكون للأفلام السينمائية التي طرحت قصصاً عن مرضى نفسيين أثر كبير في ترسيخ هذا الاعتقاد، كما أن بعضها ولد مفاهيم خاطئة جداً عن هذا النوع المهم من الطب، الذي يرتبط بشكل مباشر بحياة الإنسان غالباً.
وعادةً تلعب ثقافات الشعوب دوراً كبيراً في معرفة أهمية زيارة الطبيب النفسي، كما أن لها أثراً مهماً في كيفية النظر إلى الموضوع، سواء كانت هذه النظرة جادة ومتفهمة، أم أنها نظرة خوف وتردد.
قد يكون للكثير من المعتقدات الخاطئة والخرافات، التي يتناقلها الناس دور بتوليد نظرة سلبية لدى الإنسان تجاه الطبيب النفسي، والعلاج النفسي بشكل عام.
ولكن ما أهم المعتقدات الخاطئة التي تتناقلها الشعوب، وتعتبر من المسلمات لدى البعض، رغم أنها غير صحيحة على الإطلاق، ومن شأن معرفتها بطريقة علمية، إحداث تغيير كامل على طريقة التعامل مع الإنسان المصاب بمرض نفسي.
تلخص أخصائية الطب النفسي والإدمان، الدكتورة نسرين دباس، خلال بعض الفيديوهات التوعوية التي تقوم بنشرها تلك الأمور الخاطئة والشائعات التي يتداولها الناس وتولد لديهم معتقدات غير صحيحة على الإطلاق حول المرض النفسي، ومن أبرزها:
يعتقد كثيرون أن المريض النفسي يحاول لفت الانتباه دائماً، وأنه إنسان ذو شخصية ضعيفة، وأن إيمانه ضعيف، ويستطيع في حال أراد التحكم بتصرفاته وما يمر به من ظروف، مؤكدة أن هذه الاعتقادات خاطئة تماماً، فالمرض النفسي هو اضطراب يمر به الإنسان كأن يصاب بأي مرض آخر ويحتاج زيارة الطبيب والبدء بمرحلة العلاج.
وتضيف الدباس أن الكثيرين من الناس ينظرون إلى الشخص المصاب باضطراب نفسي أنه شخص مؤذٍ وخطر، والعكس تماماً هو الصحيح كون الأشخاص الذين يعانون هذه الأمراض يكونون عرضة للعنف والإيذاء من الآخرين.
وتوضح دباس أن إدمان الأدوية يعتبر من أكثر الأسباب التي تمنع الناس من زيارة الطبيب، إذ يعتقد هؤلاء أن الأدوية التي يتم صرفها لهم ستسبب لهم إدماناً عليها، مع أن الصحيح هو أن أكثر هذه الأدوية تصرف لفترة محددة، ولا تتسبب في أي إدمان في حال التزام المريض بتناولها، حسب الوصف الطبي الذي يمنح له.
وتكمل أخصائية الطب النفسي والإدمان أن الكثير من الناس لا يؤمنون أصلاً بوجود الأمراض النفسية، ويعتبرونها خرافة، أو أنها غير شائعة، لكن الحقيقة والدراسات تشير إلى أنها شائعة جداً في كل العالم، فقد عانى واحد من كل أربعة أشخاص اضطراباً نفسياً في مرحلة ما من حياته.
لذا لا بد لأي إنسان يشعر بتغيرات في سلوكياته وحياته، وحدوث أمور قد تمنعه من القيام بواجباته الطبيعية في الحياة مراجعة الطبيب النفسي، علماً بأن مراجعة الطبيب لا تعني حتماً الإصابة بمرض، لكنه الأقدر على تقييم الوضع، ومنح العلاجات اللازمة في حال استلزم الأمر ذلك.
إقرأ أيضاً: كل ما تريدين معرفته عن السفر إلى إسبانيا