#تنمية ذاتية
زهرة الخليج - الأردن 22 سبتمبر 2022
بلا شك إن الشعور بالوحدة قاسٍ، وقد يجعل الشخص يشطح بخياله نحو أفكار غريبة عنه، وعن تفكيره وبيئته، فالوحدة تؤدي غالباً إلى اضطرابات نفسية إن كان سبب وحدة الشخص مرضيأ أو نفسياً.
وتنشأ الوحدة، بحسب خبراء علم النفس، بسبب الضغط النفسي لمشاكل عائلية أو بسبب العمل، حيث يرغب الشخص بالانفراد بنفسه للتفكير بما يدور حوله، لكن زيادة التفكير قد تؤدي به إلى الدخول إلى مرحلة الاكتئاب.
فالوحدة المطولة قد تستفز الشخص عاطفياً، ما يجعل الحياة تبدو كئيبة وعديمة الجدوى، ويمكن أن تؤدي إلى أعراض جسدية، بما في ذلك الأوجاع والآلام ومشاكل النوم وضعف الاستجابة المناعية.
ويحدد خبراء علم النفس طرقاً عديدة، تساعد الشخص على التخلص من الشعور بالوحدة، قد يكون أبرزها تشجيع النفس على عدم الانفراد لساعات طويلة، والانهماك في التعاطي مع المجتمع، من خلال الجلسات العائلية أو الأصدقاء، والقيام بزيارات إلى أماكن بها أشخاص كثر، مثل الحدائق والمجمعات التجارية والملاعب والحفلات، فالمهم هنا أن يرى الشخص نفسه محاطاً بالناس.
ولأي شخص يرغب بأن ينفرد بذاته، إن وقع بمشكلة عائلية أو عملية أو عاطفية، أن يعيد تعريف المشكلة التي تعرض لها، وأن يفكر بالنظر لها من جوانب مختلفة، لإيجاد حل لما تتعرض له، ولا بأس من مشاركة أصدقاء تثق بآرائهم، بما تتعرض له، فقد يقدمون لك نصيحة بمتناولك لكنك لم تنتبه لها.
من يشعر بالوحدة، قد لا يلاحظ كم الأشياء الإيجابية الموجودة بحياته، مثل: الصحة والعمل والعائلة. وهي فرصة للتعبير عن الامتنان لما أنت عليه الآن، وجرب أن تفكر مثلاً بأنك لو فقدت صحتك، ما المشاكل التي قد تنشأ جراء ذلك.
وبالتأكيد إن مجرد قضاء الوقت مع معارفك، لن يزيل عنك تماماً الشعور بالوحدة، لكنه قد يخفف انفعالاتك، فقضاء الوقت مع من تعرف سيساهم في سماع حكايات مختلفة وقصص قد تشبه وضعك النفسي، مما يساهم في خلق موجات من التفكير لديك لعلاج مشكلتك بطرق لم تفكر بها، فشارك معارفك نظرتك للاهتمامات المشتركة، واسمع منهم تجاربهم.
يمكنك بالتأكيد حتى لو كنت أعزب، أن تجرب الخروج إلى حديقة عامة بها حيوانات مختلفة، وتراقب كيف تمضي هذه الحيوانات وقتها، ستدرك حينها أن لكل كائن حي في هذه الدنيا طريقة للحياة تختلف عن الآخر، لكن الجميع يتفقون في قرار أن يعيش الحياة وفق إمكانياته.
وعلينا ألا نخجل من البوح بمشاعرنا، فالتعبير عما يجول في خاطرنا أمام من نثق بهم، هي محاولة للتنفيس عما يعترينا من مشاعر قد تكون متضاربة لوهلة، لكنها تريحنا وتنفس عنا.
ويمكن أن نقضي الوقت في ممارسة الجانب الإبداعي المخفي من شخصياتنا، كالرسم أو الاستماع إلى الموسيقى، وممارسة الألعاب الرياضية، فالجسم إذا تحرك يتحرك معه العقل، فيجلب السعادة لنا.
إقرأ أيضاً: أصحاب هذه الأبراج في مركز الاهتمام.. دائماً