#صحة
زهرة الخليج - الأردن 11 مايو 2022
يعتبر الخرف من المشاكل الصحية التي تهدد حياة الملايين من المعمرين وتقلبها رأسا على عقب، جراء ترسب مواد بروتينية ضارة تجعل الخلايا العصبية عاجزة عن الاتصال والتواصل واستقبال وإرسال الإشارات، ما يؤدي إلى تعطيل الحياة الشخصية للمريض على كافة الأصعدة، ومن هنا تأتي أهمية تحسين التدابير الوقائية، ومن يدري فقد يكون فيتامين ك هو مفتاح هذه التدابير؟
يقول تقرير طبي نشره موقع medicalnewstoday أنه كلما توغل الشخص في خريف العمر زاد خطر التعرض لمرض الخرف، الذي يخرب، عاجلاً أم آجلاً، وظائف الدماغ التي تتدهور رويداً رويداً الأمر الذي يترتب عنه حدوث عواصف إدراكية وسلوكية إلى جانب صعوبات كثيرة تنعكس سلباً على صعيد الحياة اليومية والقدرة على إنجاز المهام المعيشية والقدرة على التواصل.
والخرف هو مصطلح يشمل مجموعة من الأمراض أشهرها داء الزهايمر الذي يطاول الملايين من الأشخاص حول العالم. وفقا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن جمعية الزهايمر، فإن الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً وما فوق هم الأكثر عرضة للإصابة بخرف الزهايمر.
لا يوجد في الوقت الحالي علاج للخرف، ولكن هناك حفنة من الأدوية التي يمكن أن تخفف من الأعراض. لكن دراسة جديدة قادها باحثون من جامعة المعرفة في المملكة العربية السعودية، أكدت أن فيتامين ك (Vitamin K) يمكن أن يحسن من القدرات المعرفية وأن يحد من خطر الإصابة بالخرف.
وأجريت الدراسة على ثلة من الفئران الكبيرة في السن التي قسمت إلى مجموعتين، واحدة تلقت مكمل فيتامين ك، في حين أن الأخرى لم تحصل عليه. استغرقت الدراسة 17 شهراً خضعت خلالها الفئران لسلسلة من الاختبارات المتعلقة بالأداء الإدراكي مثل اختبار المتاهة، واختبار السباحة، واختبار التواصل الاجتماعي، بهدف تقييم الأداء.
أظهرت نتائج الدراسة التي عرضت نتائجها في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لعلم الأحياء التجريبي، أن الفئران التي تلقت فيتامين ك كانت لديها مستويات منخفضة من الضعف الإدراكي والقلق والاكتئاب، وسجلت تحسناً ملحوظاً في الذاكرة المكانية وفي القدرة على التعلم، وذلك بالمقارنة بالمجموعة الأخرى التي لم تأخذ الفيتامين المذكور.
صدر تعليقان حول نتائج الدراسة المشار إليها أعلاه، الأول جاء على لسان البروفيسور محمد الشربيني كبير مؤلفي الدراسة، أستاذ التشريح بجامعة المعرفة في الرياض، ذكر فيه أن عملية الشيخوخة ترتبط بتدهور في وظائف المخ، وأن فيتامين ك هو فيتامين طبيعي قابل للذوبان في الدهون يحمي الدماغ من مرض الزهايمر، من هنا أهمية مراقبة مستويات هذا الفيتامين عند كبار السن المعرضين للخطر كونه يملك تأثيراً واعداً للغاية قد يسمح بقطع الطريق على حدوث التغيرات السلوكية والوظيفية والكيميائية والنسيجية في دماغ الشيوخ المصابين بمرض الخرف.
أما التعليق الآخر، فقد صدر عن الدكتورة جينيفير برامين، من معهد باسيفيك للعلوم العصبية في مركز بروفيدنس سانت جون الصحي بولاية كاليفورنيا، قالت فيه ما معناه، أنها متفائلة، ولكن بحذر، بخصوص نتائج الدراسة، وأن هناك حاجة إلى المزيد من البحث خاصة على البشر. أيضاً علقت الدكتورة برامين قائلة: "هناك العديد من أشكال فيتامين ك، وكلها تأتي من مصادر غذائية مختلفة، خاصة الخضروات المخمرة المفيدة لميكروبيوم الأمعاء الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتدهور المعرفي".
وفيتامين ك، هو فيتامين قابل للذوبان في الدهون، ويوجد على شكلين، الشكل الأول الرئيسي هو فيلوكينون، ويوجد في الخضروات الورقية الخضراء مثل الكرنب واللفت والسبانخ. أما الشكل الآخر فهو ميناكينون الذي يوجد في بعض الأغذية الحيوانية والأطعمة المخمرة. ويمكن لجسم الإنسان أن يصنعه بواسطة البكتيريا القاطنة في الأمعاء.
ويساهم فيتامين ك في صنع بروتينات مختلفة تساهم في بناء العظام وتخثر الدم وتنظيم مستوى الكالسيوم في الدم. ويحتاج الجسم إلى فيتامين ك لإنتاج عامل التخثر البروثرومبين الذي لا يستطيع الجسم إنتاجه من دون فيتامين ك. على الأشخاص الذين يأخذون مميعات الدم، مثل الوارفارين والكومادين، أن يستشيروا مقدم الرعاية الصحية في حال فكروا في تناول مكملات فيتامين ك.
ومن فوائد فيتامين ك، انه يعزز الصحة المعرفية، كما يعزز من صحة القلب، ويحافظ على صحة العظام، فهناك مؤشرات تدل على وجود علاقة ما بين نقص فيتامين ك والإصابة بهشاشة العظام. تدعي دراسات عديدة أن فيتامين ك يحسن الكثافة العظمية، الأمر الذي يساعد في الحفاظ على عظام قوية ويمنع التعرض لخطر الكسور، ومع ذلك لم تستطع البحوث تأكيد ذلك.