#صحة
رحاب الشيخ 6 أكتوبر 2021
كل امرأة تبدأ في سن الأربعين للتعرض لتغير في هرمونات الأنوثة، نظراً لاستعدادها الفطري لمرحلة انقطاع الطمث، والدخول في مرحلة سن اليأس، وتحتار كثيراً بسبب ضعف المعلومات لدى الكثيرات حول التغيرات الفسيولوجية التي تحدث لها، فضلاً عن التغيرات النفسية والمزاجية. هنا تعرّف الدكتورة نيفين أشرف حسن، استشارية أمراض النساء والتوليد، سن اليأس بأنه انقطاع الدورة الشهرية لمدة 12 شهراً دون أي مرض عضوي، موضحة أن انقطاع الدورة الشهرية يكون غالباً بين عمر 45 إلى 55 عاماً، والعمر المتوسط 51 عاماً تقريباً، وهو سن نهاية الطمث، ولا يحتاج لأي اختبارات للدم.
أسباب وأعراض سن اليأس
عن سبب حدوث انقطاع الطمث والدخول في مرحلة سن اليأس، توضح الدكتورة نيفين أشرف أن سن اليأس تحدث نتيجة انخفاض هرمون الأستروجين وهرمون البروجسترون في الجسم مع التقدم بالعمر، وهي مرحلة انتقالية في حياة كل امرأة. وتسبق سن اليأس بحوالي 5 سنوات من انقطاع الدورة الشهرية مرحلة تبدأ فيها المرأة عادة بالشعور بعدة أعراض جسدية ونفسية.
أما عن الأعراض الجسدية لسن اليأس، فتشير الدكتورة حسن إلى أنها تشمل: عدم انتظام الدورة الشهرية، حيث تكون أطول أو أغزر أو أقل من الطبيعي، وقد لا تحدث شهرياً، بالإضافة إلى الهبّات الساخنة في الجزء العلوي من الجسم نتيجة تقلبات هرمونات الجسم، حيث تستمر لمدة ثوانٍ إلى دقائق، ثم تتبعها قشعريرة في الجسم وتعرق، خصوصاً في أوقات الليل، كما تشمل الأعراض تقلبات المزاج مثل: القلق، الغضب، الأرق، الصداع، التعب، وضعف التركيز. وتلفت إلى أعراض إضافية قد تصيب الجهاز التناسلي مثل الالتهابات النسائية والبولية المتكررة نتيجة لجفاف المهبل وقلة الرغبة الجنسية، بالإضافة إلى بعض الأعراض الجانبية مثل انخفاض كمية الكولاجين في الجسم، ما يسبب جفافاً في الجسم وانخفاضاً في كثافة العظام، ما يزيد نسبة هشاشة العظام وازدياد معدل الكوليسترول الذي بدوره يؤدي إلى أمراض الشرايين التاجية.
نصائح طبية
تنصح الدكتورة نيفين أشرف حسن كل امرأة شارفت على الدخول في مرحلة سن اليأس بضرورة عمل الكشف السريري اللازم والفحوص والأشعة الدورية المطلوبة لهذه الفترة من العمر، ويتم تشخيص المريضة أولاً بسؤالها عن تاريخها الطبي والعائلي، ثم يتم إجراء فحص الحوض والثدي، وقياس ضغط الدم، وعمل أشعة الماموغرام السنوية واختبارات الدم وكثافة العظام.
نصائح لتخفيف حدة أعراض سن اليأس
وعن التدابير التي ينبغي على من اقتربت من مرحلة سن اليأس القيام بها، تقول استشارية النساء والتوليد إنه من أجل التخفيف من حدّة أعراض انقطاع الدورة الشهرية، من المهم ارتداء الملابس الخفيفة القطنية وتهوية الجسم، وتجنب البيئة الحارة، والقيام بتمارين لشد عضلات الحوض، واستخدام المرطّبات والمزلّقات للمهبل للتخلص من الجفاف، فضلاً عن استخدام الأعشاب الطبيّة والمكملات البديلة مثل "evening primrose"، وهي عبارة عن أعشاب تخفف من حدّة الهبّات الساخنة وتقلبات المزاج وضعف الذاكرة.
أما بالنسبة للأدوية، فهناك أدوية للتخلص من الهبّات الساخنة، مثل: "Gabapentin"، و"Fluoxetine"، و"Paroxetine"، وهي علاجات تخفف الاكتئاب والقلق والتهيج والهبّات الساخنة.
أما بالنسبة للهرمونات، فهناك هرمونات الأستروجين والبروجسترون التي يتم وصفها للمرضى في هذا العمر. ولابد من الإشارة إلى أن هذه الهرمونات لها إيجابيات وسلبيات، والإيجابيات تتمثل في تخفيف الهبات الساخنة، تخفيف جفاف وترقق نسيج المهبل، تخفيف الحاجة الملحّة للتبول، وتقليل هشاشة العظام. لكن استخدام الأستروجين دون هرمون البروجسترون يزيد خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم، كما يزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي أو تجلّطات الدم وحصوات المرارة.
أشكال العلاج الهرموني
هناك أشكال كثيرة للعلاج الهرموني، منها أقراص الأستروجين والبروجسترون عن طريق الفم، أو أقراص يتم إدخالها في المهبل، أو قد تكون مرهم أو هلام الأستروجين الذي يوضع على الجلد خارجياً، أو قد تكون لصقات جلدية للأستروجين والبروجسترون.
بالإضافة إلى ما سبق، يمكن إعطاء المريضة المكملات المطلوبة مثل فيتامين (د)، للتقليل من هشاشة العظام في هذه السن، ويجب تشجيع النساء على إجراء المتابعة السنوية وعمل الفحوص اللازمة من فحوص الدم والكشف السريري وكشف هشاشة العظام، للتأكد من الأعراض الجانبية التي تنتج عن هذه الأدوية.