نجاة الظاهري 23 يناير 2020
حين أدخلنا إلى المدرسة، لم نتعلم الحروف الهجائية إلا على السبورة، والورقة التي كنا نمارس عليها أول خطواتنا تجاه المعرفة، إتقان اللغة، فلم يكن لدى أحدنا قلم إلكتروني، ولوح إلكتروني ليكتب ويمحو بسهولة ما أثبتته التجارب المختلفة، حتى الوصول إلى الطريق المناسب. ولعل أغلبنا اليوم، يمارس الكتابة على هاتفه، أو حاسوبه، متماشياً مع موجة التطور التي بدأت بالسيطرة على كل مناحي الحياة العلمية والعملية، والترفيهية كذلك، حتى إن البعض لا يمكنه أن يمارس الكتابة إلا على الآلات الكاتبة، أو برنامج الملاحظات على الهاتف، أو مدونته على الشبكة العنكبوتية، أو برنامج الكتابة على المايكروسوفت، وأصبح القلم أمراً ثانوياً، يوضع في الجيب الأعلى من القميص، من أجل التوقيع على الأوراق المطلوبة، أو الكتاب الذي صدر حديثاً، أو من أجل محاولة فتح علبة مستعصية من الألومنيوم. ولكن حنيننا الدائم إلى البدايات، كعادتنا، نحن الذين قال أحدنا يوماً: "كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى .. وحنينه أبداً لأول منزل"، بالإضافة إحساس المعلمين بأن فن الكتابة اليدوية بدأ يُفقد كمهارة، أدى إلى اقتراح يوم عالي للكتابة اليدوية من قبل رابطة مصنعي أدوات الكتابة (WIMA) عام 1977، واختير تاريخ 23 له، وتم اختيار هذا اليوم تيمناً بيوم ميلاد "جون هانكوك"، الرجل الوطني البارز في الثورة الأميركية، وأول من وقع على إعلان الاستقلال. لعل هذا اليوم سيكون مناسباً ومثمراً بكثرة لمحبي تحليل خطوط اليد واكتشاف الشخصيات من خلالها، من خلال الاطلاع على المشاركات التي يضعها أصحابها في الوسم المخصص له على تويتر #NationalHandwritingDay، كما أنه فرصة لمراجعة الشخص لخط يده وتحسينه في حال كان بحاجة لهذا، أو اكتشاف روعته رغم أنه لم يمارس الكتابة بالقلم منذ زمن، وكذلك فرصة لابتكار وبدء جو تعليمي مرح للأطفال، أو محتاجي التعلم في أي مكان في العالم.