#ثقافة وفنون
ريما كيروز 20 يناير 2020
استضافت "دبي أوبرا" المسرحية الموسيقية الغنائية "الأجنحة المتكسرة" المستوحاة من رواية الأديب جبران خليل جبران، يومي 17 و18 يناير الجاري. زهرة الخليج التقت مؤلف وبطل هذه المسرحية نديم نعمان بريطاني من أصول لبنانية، درس الدراما في جامعة "ووريك" قبل أن يتلقى التدريب في مجال المسرح الموسيقي لدى الأكاديمية الملكية للموسيقى. معه كان هذا الحوار..
• النجاح على صعيد المسرح في بريطانيا ليس سهلاً، فكيف تم لك ذلك؟
"نجحت في تأدية عروضي الأولى على مسرح "وست إند"، وهو "صوت الموسيقى"، مما شكل انطلاقتي الأساسية للسنوات الاثنتي عشرة الأولى من مسيرتي المهنية. كما أنني كنت محظوظاً كفاية لأشارك في عروض أخرى على المسرح نفسه، كان من بينها "شبح الأوبرا". إلى ذلك، أؤدي أداء فردياً في حفلات موسيقية ضمن محافل مرموقة مثل قاعة ألبرت الملكية ومركز "ساوث بانك".
• ما الذي لفتك في كتاب "الأجنحة المتكسرة"؟
"أولاً، الجمالية التي تميّز لغة جبران وهي بمثابة رسالة حب موجهة إلى الجمال الملموس في لبنان، فالكتاب يستحضر العديد من صور بلادنا المدهشة. وثانياً، حقيقة أن الكتاب هو سابق لعصره، ذلك أن جبران نشط في الكتابة قبل أكثر من قرن، وانصب تركيزه على موضوعات وقضايا لا يزال الإعلام يناقشها في يومنا هذا، مثل الهجرة، والفساد، والمساواة بين الجنسين، والصراع الأزلي بين الثروة والسعادة".
• ما أصعب تحدٍّ واجهته في تجسيد شخصية جبران؟
"يكمن التحدي الأكبر في إدراكي أنه شخصية أيقونية، وهو لشرف للمرء أن يؤدي أدوار الأيقونات على خشبة المسرح، ولو أن المشاهد يأتي وفي ذهنه أفكار مسبقة عن هذه الشخصيات، مما يصعّب تأدية الدور. يستحيل إرضاء جميع معجبي الشخصية الأيقونية، ويظهر ذلك بالتحديد عند معالجة الشخصية في عمل درامي، حيث لا مفر من الإضاءة على بعض عيوبها وخصالها السيئة، الأمر الذي يفضل بعض الناس تجاهلها لدى تذكرهم لميراث أيقونتهم".
• هل تم تنقيح المسرحية كي يتناسب محتواها مع الشرق الأوسط؟
"التزمنا إلى حد بعيد برواية جبران الأصلية، لذا لم نضطر إلى تنقيح المسرحية على الإطلاق من أجل الشرق الأوسط. لكن تسنى لنا تسريع سير الأحداث في النص، لأن جمهور الشرق الأوسط يعرف جبران والسياق الاجتماعي للقصة أساساً، في حين احتاج الجمهور الغربي إلى شرح أكثر، لكي يتعرف إلى جبران وجوانب الحياة في لبنان قبل مئة عام".
• ما الذي تتوقعه من عرض هذه المسرحية الغنائية في دبي؟
"نطمح لرؤية جمهور متنوع في دار "أوبرا دبي". فالأجنحة المتكسرة هي قصة شرق أوسطية، يتم تقديمها بأسلوب فني غربي. وكان هذا المزيج متعمداً، لأنه يعكس بأناقة شخصية جبران المزدوجة بوصفه أيقونة شرق أوسطية ورجلاً من الغرب في آن معاً، فقد قضى وقتاً في أوروبا وأميركا أكثر بكثير مما قضاه في لبنان. اليوم، تعتبر دبي مدينة عالمية وتمثل العديد من مبادئ جبران الأساسية التي تلفت إلى أنه بوسع الناس من كافة أنحاء العالم، ومن شتى الخلفيات، أن يعيشوا بتناغم لتحقيق أهداف مشتركة تحتفي بالقيم الإنسانية الحميدة وإنجازات البشرية".
• ما الذي تحضّره بعد "الأجنحة المتكسرة"؟
"حالما تنتهي جولة "الأجنحة المتكسرة" في دبي، سأعود لليونان، حيث سألعب دور راؤول من جديد في مسرحية "شبح الأوبرا"، ضمن إنتاج جديد مذهل سيُعرض في "سالونيك" و"أثينا" بين شهري فبراير ومارس. وبعد ذلك، سأركز على كتابة مشروعي التالي وأتحدث عنه في وقتٍ آخر".
• ما الطموح الذي تسعى إلى تحقيقه؟
"على الصعيد المهني، أطمح إلى أن يحالفني الحظ بما يكفي كي أتابع شغفي المسرحي والموسيقي، وأحافظ على التوازن بين العمل فوق خشبة المسرح وخلف الكواليس. كما أود أن أدخل عالم السينما في مرحلة ما. أما على الصعيد الشخصي، فأتمنى دوام الصحة والسعادة لعائلتي الرائعة".