د. نعيمة حسن 6 نوفمبر 2019
الاكتئاب.. اضطراب مزاجي يسبب شعوراً دائماً بالحزن وفقدان الاهتمام. وهو يؤثر في الشعور والتفكير والسلوك، ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية. قد تواجهكم صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية العادية، وأحياناً قد تشعرون كما لو أن الحياة لا تستحق العيش.
لخص علماء النفس أن الاكتئاب مرض نفسي سيكولوجي، وأنه ليس مرضاً عضوياً يحتاج إلى مضادات الاكتئاب، إلا في حالة واحدة فقط، وهي الاضطرابات الجينية، أما السبب الرئيسي للاكتئاب المزمن فهو الاتصالات المفقودة، وأن هناك 8 أمور إذا انقطع عنها الإنسان، ستجعله في حالة كآبة مزمنة، وهي كالآتي:
1 - الانقطاع عن العمل المثمر: قد تشعرون بالاكتئاب إذا فقدتم الإحساس بأن عملكم مثمر وله قيمة، حين تشعرون بأنكم تعملون لأنه يجب أن تعملوا فقط، فبناء على دراسة أجريت على 18 ألف بريطاني، وجدت الدراسة أن 77% منهم لديهم شعور بأن عملهم لا قيمة له. فإذا بقيتم مستمرين في عمل لا تشعرون بقيمتكم به، فمع مرور الزمن سوف تشعرون بتوتر وقلق، وعلى المدى البعيد ستشعرون بأمراض جسدية تتحول إلى اكتئاب مزمن.
2 - الانقطاع عن العلاقات المهمة: عند الابتعاد عن الناس المهمين في حياتكم، مثل: الأم، الأب، الإخوة، الأخوات، الزوج، الزوجة، الأصدقاء.. إلخ، ستشعرون بالاكتئاب، فمهما كان حولكم كثير من الناس، إلا أنكم ستشعرون بالوحدة التي تعتبر من أهم أسباب الاكتئاب.
3 - الانقطاع عن الأهداف: أن تعيشوا الحياة وتسألوا أنفسكم.. لماذا نحن هنا في الحياة؟ لماذا نعمل؟ لماذا نتزوج؟ لماذا نقابل فلاناً؟ أسئلة كثيرة لا إجابة لها، وهذا النوع من الاكتئاب يصيب الفنانين والعظماء، فبعد الشهرة العظيمة، يشعرون بأنه ليس هناك شيء يضيفونه لحياتهم، لذلك ينتابهم شعور باكتئاب شديد يمكن أن يوصلهم إلى الانتحار، وذلك لعدم وجود هدف، وشعورهم بأنهم يمشون في طريق مظلم لا نهاية له، وأنهم يمشون فيه من دون أن يعرفوا أين هم.
4 - الانقطاع عن ذكريات الطفولة: حين تمر طفولتكم بمشاكل ربما لا تكون عظيمة، ولكنها شكلت ذكرى مؤلمة، وتحاول عقولكم أن تظهر لكم أنكم نسيتموها، وأنه لا يجوز التكلم عنها، وتحاولون طمسها، في أبعد مكان في الذاكرة، بعيداً عن أي إنسان حتى لو كان قريباً منكم، ولكن هذه الذكرى تمثل كرة ثلج في عقولكم، فهي تكبر وتكبر كل يوم، وتجدون أنفسكم لديكم غضب وقلق وكره لا تعرفون سببه، ولكن السبب هو أنكم لم تفرغوا شحنة الغضب من تلك الذكرى وأنتم صغار.
5 - الانقطاع عن الاحترام الذاتي: إذا كان لديكم شعور بتدني الذات، ولم تروا أنفسكم أشخاصاً محترمين، أو أنكم لا تستطيعون القيام بتكوين أسرة، أو ألا يكون لديكم عمل تحبونه، ولم تشعروا بأن لكم كياناً مثل باقي الناس حولكم، ستصابون بالاكتئاب، ففكرة مقارنة أنفسكم بالآخرين وما أنجزوه على أرض الواقع، تنقلب بعد فترة إلى كآبة، فإذا ما قارنكم والداكم بفلان الذي كوّن أسرة، وأصبح شخصاً ناجحاً في عمله، سيجعلكم تشعرون بأن هذا الشخص له كيان، وأن كيانكم غير موجود، فلن يكون لكم كيان، إلا إذا حققتم ما حققه ذلك الشخص.
6 - الانقطاع عن الطبيعة: الشخص الذي يركز حياته بين العمل والبيت ولا يفعل شيئاً آخر، ولا يقوم برحلة وسط كم العمل الكبير في حياته، ولا يذهب للبحر، أو يزور حدائق، أكثر عرضة للاكتئاب. فحين خُلق الإنسان على الأرض، خلق في محيط كبير ومتسع، طبيعة غنية بالأشجار والماء والجبال، وبعد فترة من التمدن بنى الإنسان لنفسه حصوناً من البيوت، فانقطع عن الطبيعة، وكلما ابتعد الإنسان عن الطبيعة التي صُمم أن يعيش وسطها، زاد اكتئابه أكثر، هناك دراسة أسترالية تقول إن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من البحر أو الغابات، هم أكثر بعداً عن الاكتئاب.
7 - الخوف من المجهول: حين تشعرون بأنه ليس هناك أمل في حياتكم، وتهديد طول الوقت من أن تسرّحوا من أعمالكم، أو أن لديكم خوفاً من أن يحدث لكم حادث قد تفقدون فيه أحباءكم، فهذا يعني أن لديكم خوفاً أو قلقاً من المجهول. هنا يظهر الاكتئاب في حياتكم، وعلاجه تدريب أنفسكم على الإيمان، وتخطي التفكير في القلق.
8 - أسباب جينية: وهي نادراً ما تحدث، ويمكن علاجها باستخدام الأدوية، وسببها نقص عناصر معينة في الدماغ، أو مشكلة ما في (الدي إن أي) (الشفرة الوراثية) وهذه من الحالات تُكتشف منذ الصغر، ويمكن علاجها بالأدوية.
جلسة تأمل
ينصح علماء النفس بجلسات التأمل الذاتية، للتخلص من الاكتئاب، أي أن تجلس كل يوم لمدة 5 دقائق تتخيل أشياء جميلة حدثت أو ستحدث لك، هذا التدريب اليومي سيكون كفيلاً بمحاربة الاكتئاب.