نوال نصر 15 سبتمبر 2019
متوترة؟ فرحة؟ حزينة؟ غاضبة؟ قلقة؟ تأكلين بعشوائية؟ جلدك جاف؟ وزنك يزيد بسرعة ونومك قليل ومزاجك يتبدل بين لحظة وأخرى؟ كيف حال هرموناتك؟ هرموناتك حياتك تحكمي بها قبل أن تتحكم بك.
الهرمونات هي مواد كيميائية تنتجها الغدد في نظام الغدد الصماء، وهي تنتقل عبر مجرى الدم إلى الأنسجة والأعضاء، ناقلة رسائل إلى الأعضاء لتُعلمها ما يجب فعله ومتى تفعله. إنها أساسية في تنظيم الأعمال الجسدية الكبرى وأيّ خلل فيها يؤثر في مجموعة واسعة من الوظائف الجسدية. وفي تحديد أدق، تؤثر هرموناتنا في الأيض والشهية وفي معدل ضربات القلب ودورات النوم والتناسل والوظيفة الجنسية وفي مستويات المزاج والتوتر ودرجة حرارة الجسم ومعدل الأنسولين وهرمونات النمو ونسبة الأدرينالين.
حين «يخشن» الصوت
تسألنّ عن أعراض الخلل الهرموني؟ هي تختلف باختلاف الغدد والهرمونات المصابة، لكن الأعراض الأكثر شيوعاً تظهر على الشكل التالي: زيادة غير مبررة في الوزن أو فقدان الوزن، تعرق غير مبرر، صعوبة النوم، جلد جاف أو طفح جلدي، تغيرات في ضغط الدم وفي معدل ضربات القلب، هشاشة في العظام، تغيرات في تركيز السكر في الدم، قلق وتعب غير مبرر وشبه مستمر، زيادة العطش، الشعور بالانتفاخ، تغيرات في الشهية ووجه سمين وعدم وضوح في الرؤية وجفاف الشعر وخشونة في الصوت.
عدم توازن
كُلّ البشر يمرون في فترات طبيعية من عدم التوازن الهرموني. لكن يُصبح الأمر جدياً وتبدأ الاختلالات الهرمونية المرضية حين لا تعمل الغدد الصماء التي تنتج الهرمونات في الدم، بشكل صحيح. الهرمونات التي تتحكم في أعضاء الجسم عديدة بينها: هرمونات الغدد الكظرية والغدد التناسلية والنخامية والدرقية وغدة المهاد وجزر البنكرياس، وتسمى بالجزر لأنها تتشكل من بقع صغيرة، وتعمل على إطلاق الكلوكوز المخزن في الكبد والعضلات. وتتأثر الغدد الصماء هذه بحالات طبية عديدة تتسبب باختلالات هرمونية. حالات الإجهاد المزمن مثلاً تؤثر في هذه الغدد. ومثلها ارتفاع السكر في الدم أو نقصه وسوء التغذية وزيادة الوزن وتعاطي الأدوية المنشطة ومرض أديسون والحساسية الشديدة والالتهابات وبعض أنواع السرطانات ونقص اليود والتهاب البنكرياس الوراثي، وفقدان الشهية والتعرض للسموم والملوثات والمواد الكيميائية المسببة لاختلال الغدد الصماء.
كتلة هرمونات
ليس سهلاً أن يكون الإنسان امرأة. فهي كتلة مشاعر وأحاسيس وهرمونات أيضاً. وهي تمرّ بفترات من عدم التوازن الهرموني طوال حياتها. في سنّ البلوغ مثلاً يبدأ التغيير في هرمونات الأنثى، ثم الحيض، ومن ثم الحمل والولادة والرضاعة الطبيعية، وصولاً إلى مرحلة ما قبل انقطاع الطمث ثم انقطاعه والمرحلة التي تلي انقطاع الطمث. فهل تتخيلن كيف تتأثر تصرفاتكنّ بكل هذه التغييرات الهرمونية؟
متوترة دائماً؟ راقبي نسبة هرمون الكورتيزول في جسمك الذي تفرزه الغدة الكظرية التي تقع على رأس الكليتين. والتمارين البسيطة، مثل المشي، تساعد على خفض مستويات هذا الهرمون. وأوّل ما تتأثر بالإجهاد الجسدي والنفسي الذي تمرين فيه هي الغدة الكظرية التي تؤثر في مستويات الهرمون. هي حلقة دائرية تتأثر وتؤثر ببعضها.
تقلبات
تعانينّ دورة شهرية غير منتظمة؟ ربع نساء الأرض يعانين مثلكنّ. والخلل الهرموني قد يكون سبباً. تعانين حبوب الشباب؟ يُرجح أن يكون السبب خللاً في الإندروجينات الزائدة، وهي هرمونات ذكرية مثل التستيستيرون تجعل الغدد الزيتية أكثر إنتاجية وتؤثر في خلايا الجلد التي تبطن بصيلات الشعر. تعانين تقلبات مزاجية تؤثر في المحيطين بكن؟ قد يكون السبب متلازمة ما قبل الحيض والتغييرات الهرمونية المرافقة لها لا سيما الأستروجين الذي يؤثر في الناقلات العصبية ومنها الدوبامين والسيروتونين والنور أدرينالين. لذا.. خففن من تناول الكافيين والسكر ومن التدخين. تواجهن مشكلة «الشهية المفتوحة» مما أثر في أوزانكن؟ تذكرن أنه حين ينخفض مستوى هرمون الأستروجين يزداد الجوع وهو ينخفض جداً أثناء الدورة الشهرية مما يؤدي إلى تغيرات في المزاج فتلجأ بعض النساء إلى الأطعمة المريحة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والسعرات الحرارية والسكر والملح ليشعرن بتحسن مزاجي.
تغيرات
الهرمونات حياتكنّ. إنها أنتنّ. فلا تغفلن عنها.
تغير نسب الأستروجين في جسم المرأة قد يتسبب بتغيرات في أنسجة الثدي. ويهم هنا أن تعرفن أن بعض مشاكل الهرمونات تبدأ في الدماغ وتحديداً ما تحت المهاد، وهو جزء من الدماغ يقع بالقرب من الغدة النخامية ويساعد على تنظيم إفراز الهرمونات في أجزاء مختلفة من الجسم والتحكم في وظائف عدة مثل درجة حرارة الجسم والمزاج والجوع والعطش والنوم والتعب.
الحُبّ يتأثر أيضاً بالهرمونات ويؤثر فيها. ثمة هرمونات قادرة أن تشعرنا بالسعادة يفرزها الجسم عندما نحب ونشعر بالسلام الداخلي وبينها الدوبامين والسيروتونين والأدرينالين والأوكسيتوسين. فالهرمونات تنتظر هي أيضاً، وبفارغ الصبر، الحب والسلام والطمأنينة.