#ثقافة وفنون
أسامة ألفا 27 أغسطس 2019
للمرة الثالثة على التوالي يقدم السيناريست الإماراتي جمال سالم، تجربة سينمائية جديدة لا تقتصر على التأليف، بل تتخطاها إلى الإخراج والإنتاج أيضاً، في الفيلم الكوميدي «فلفل أبيض» الذي بدأ عرضه في صالات السينما بداية الشهر الحالي، بعد تجربتيه في فيلمي «حب ملكي» و«عوار قلب».
• لماذا تصر على لعب دور الفنان الشامل، من تأليف وإنتاج وإخراج؟
أنا متمرس بالكتابة منذ سنوات طويلة ولي خبرتي في الإنتاج التلفزيوني، وكل الأعمال التي حملت اسمي ككاتب، كنت منتجاً منفذاً لها، فأرى هذا الأمر مصدر قوة لي، أما موضوع الإخراج فهذا أتى بعد أن أنهيت دراسة الإخراج السينمائي، وبما أنني أملك موهبة الإخراج والتأليف، والخبرة في الإنتاج فلماذا لا أجمعها معاً وتكون قوة ضاربة بأعمالي.
مهمة ثلاثية
• أيهما أصعب السينما أم التلفزيون في المهمة الثلاثية التي تقوم بها؟
السينما أصعب، لأن الفيلم لا تتجاوز مدته ساعة ونصف، وبحاجة إلى تركيز في الحوار والتصوير والإخراج وأداء الممثلين، أما شاشة التلفزيون فمساحة الساعات لدينا فيها كبيرة، ويمكن أن تمر بعض المشاهد الضعيفة، بينما في السينما نحن محاسبون على المشهد، لهذا السبب هي صناعة ثقيلة وصعبة.
• السينما دائماً مرتبطة بمفهوم «نجم الشباك»، ومع الاحترام لكل الأسماء التي تعمل معك لا يوجد لديك اسم لامع خليجياً أو عربياً، لماذا؟
لدينا هدف بأن يكون لنا بصمة في الأفلام الإماراتية، والقضية لا تنحصر فقط بإحضار نجم خليجي أو عربي، وهو ما أستطيع عمله ولكنه ليس هدفي الداخلي، بل هدفي الارتقاء بالفيلم الإماراتي من إخراج وكتابة وإنتاج وتمثيل، في بعض التجارب الأخرى تجد فيلماً إماراتياً ولكنه لا يمت بصلة للإمارات، لا الممثلين ولا أي شيء من الفيلم له علاقة حقيقية بالبلد.
سينما إماراتية
• هل تستطيع وحدك الارتقاء بالسينما الإماراتية، دون وجود هيئة وطنية للسينما أو مؤسسة؟
هذا النظام موجود في أميركا، حيث تجد الاستوديوهات الكبيرة العالمية تملك إنتاجاً ضخماً، وهناك أشخاص يملكون أفكاراً ويحاولون أن يخوضوا تجارب يطلق عليها «الأفلام المستقلة» ويكون الكاتب أو المخرج يملك القدرة المادية لإنتاج فيلم، هو لن ينافس الشركات العملاقة، لكنه يملك تجربة يستطيع تقديمها للناس، وأنا من النمط الثاني. ولدينا في الإمارات «ايمج نيشن» و«twofour 54» وهما تملكان ضخامة الإنتاج والإمكانيات، وأتمنى مستقبلاً أن يحصل بيننا تعاون.
• تعاملت مع نجوم كبار في مشوارك، كيف تقيم بطل آخر أفلامك عبد الله زيد؟
أراه نجماً في الإمارات مثل أحمد الجسمي وجمعة علي.
• لاحظنا مشاركة الفنانة اللبنانية دانا حلبي، فهل دورها مقحم أم له مبرر؟
أردت من خلال وجود دانا إضفاء نوع من التشويق والتجديد للجمهور وأنا مقتنع بمشاركتها، وهي تجربة القصد منها التسويق لتمرير الفيلم لأكثر من مكان، وهو ما سيعود علينا بالدعم المعنوي والمادي من خلال دعم الفنانين العرب والخليجيين.
• هل تتوقع لفيلم «فلفل أبيض» دخول مهرجانات سينمائية محلياً أو عالمياً؟
لا، لأنني أقول دائماً إن الكوميديا ليس لها مكان في المهرجانات، وهذا أمر متعارف عليه، الكوميديا للضحك والترفيه وليس للتفكير، لا نستطيع إعطاء الفيلم الكوميدي أكثر من حقه، هدفه الترفيه والاسترخاء والضحك والعودة إلى المنزل وليس القصد لتوجيهه مباشرة لرؤيته في المهرجانات.
نقد سلبي
• هل يضايقك تعرض الفيلم للنقد بشكل سلبي؟
يضايقني إذا أتى النقد في الأيام الأولى، نحن بحاجة للدعم لذلك أفضِّل تأجيل النقد لشهر على الأقل من بدء العرض، لأن هذا الأمر يؤثر فينا أمام الجمهور، أتمنى من النقاد مراعاة هذا الأمر، لأننا في منافسة صعبة في مقابل أفلام هندية وعربية وعالمية، وجمهور هذه الأفلام أكثر من جمهورنا بعشرات المرات، ونحن في الحقيقة ما زلنا ضعفاء أمام هذه المنافسة ولا نحتاج إلى تكسير معنويات من اليوم الأول، يجب إعطاء فرصة لأن يُشاهد الفيلم ومن ثم بعد فترة ينتقد.
• السينما الإماراتية ما زالت في مراحلها الأولى، والـ«سوشيال ميديا» طغت على كل مناحي الحياة، فهل سيكون تأثيرها سلبياً أم إيجابياً في السينما؟
قد تؤثر سلباً وإيجاباً، من الممكن أن يكون هناك إنسان غير مثقف وغير ناضج ومتطفل على الساحة، يتكلم عن عمل متعوب عليه بطريقة سيئة، فيؤثر في العمل سلباً، وقد يكون إيجابياً بشكل جميل، إن تابع وجمع معلومات وقدم رأيه بحيادية.
• فتحت السعودية مؤخراً دوراً للسينما، مما ساهم بتسريع حركة السينما هناك، فهل تتوقع أن يكون هنالك تعاون سينمائي إماراتي سعودي، أم سيكون هو سيد الموقف؟
نحن سعداء لوجود سينما في السعودية، وسعداء لأن السعوديين يمتلكون ثقافة فنية وحباً للسينما. وبصراحة من الأفكار التي أدرسها الاندماج فنياً مع الفنانين السعوديين، ومع شركات الإنتاج ودور العرض، وقريباً سيعرض فيلم «فلفل أبيض» هناك.
«فلفل أبيض»
يروي الفيلم قصة رجل كبير في السن يقرر التسامح مع كل الناس، بعد إحساسه بدنو الأجل، ويبحث عن الناس الذين آذاهم في فترة شبابه، وفي رحلته يجد أن المفاهيم والموازين تغيرت ولم يبقَ من الزمن الجميل شيء، إذ اكتشف أنه ليس جميع الناس يقبلون التسامح والاعتذار، ويضيف جمال سالم: «مقولة الفيلم (الاعتذار المتأخر هو إهانة للشخص)، فيجب أن نعتذر عن الخطأ في وقته، لا أن يؤجل سنوات طويلة، وأنا أردت تقديم القصة بشكل بسيط وبطريقة كوميدية لجذب الجمهور».