#ثقافة وفنون
فهد الأسطاء 2 يوليو 2019
بعد أن كانت طيلة الفترة الماضية ومنذ بداية تصوير العمل في منطقة البتراء في الأردن، تعلن عن العمل وتعد المشاهدين بتجربة إنتاج عربي مختلف على مستوى المسلسلات العربية، عرضت «شبكة نتفليكس» في الـ13 من شهر يونيو، مسلسل «جن» الأردني كبداية إنتاجاتها العربية الموجهة لمشاهدي المنطقة، في انطلاقة لمشروع مستمر وطموح في مواكبة تطلعات المشاهد العربي، كما هي استعداداتها الحالية للمشروع الثاني والذي سيكون من مصر، باقتباس إحدى روايات الدكتور أحمد خالد توفيق المعروفة باسم «ما وراء الطبيعة».
قالب رعب
قصة المسلسل تدور في قالب رعب وإثارة، حول مجموعة من الطلبة في مدرسة خاصة، يذهبون في رحلة إلى منطقة البتراء التراثية الشهيرة، حيث يحدث وبطريقة ما استدعاء للجن الذين يتشكلون على هيئة بشرية، في محاولة لدخول عالم البشر وتدميره، على الرغم من وجود بعض الجن الأخيار، الذي يعملون على منع ذلك. وقد جاءت هذه القصة في خمس حلقات من الموسم الأول، وانتهت بما يبعث على الترقب والمتابعة لموسم آخر.
مستوى فني
ما حدث بعد عرض المسلسل، ربما لم يكن متوقعاً لدى المسؤولين في «شبكة نتفليكس» من جهتين. فعلى المستوى الفني، لم ينل المسلسل رضا أو استحسان جمهور المشاهدين إجمالاً، وحتى الآن لم يتجاوز تقييمه 3.5 من 10 حسب تصويت أكثر من 6000 شخص على الموقع الشهير IMDB، وهو ما يعتبر تقييماً منخفضاً للغاية. وللموضوعية ربما بعض التقييم، لم يكن موضوعياً بسبب الأمر الآخر الذي سنذكره، وهو الأمر الذي لا يتعلق بالنواحي الفنية للمسلسل، وكانت أغلب الانتقادات تدور حول الفكرة نفسها ومعالجتها والسيناريو وطريقة الأداء، على الرغم من أن الإنتاج إجمالاً كان جيداً بمقاييس الإنتاج العربي.
جلبة شديدة
أما الأمر الثاني الذي فاجأ مسؤولي الشبكة، فهو الجلبة الشديدة والجدل الكبير الذي أحدثه المسلسل، مثل الخبر الذي يشير إلى أن مدعي عام عمان قد أوعز إلى وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في مديرية الأمن العام، بالعمل على وقف بث مسلسل «جن» بعد ساعات عدة من بدء عرضه بداعي «البذاءة والإباحية»، إضافة إلى استهجان العديد من المسؤولين والمثقفين والكتاب في الأردن خاصة، بدعوى أن المسلسل لا يمثل المجتمع الأردني المحافظ، وأنه مملوء بالبذاءة والإباحية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الممثلين واجهوا الكثير من حملات التنمر والتشويه والتعدي، مما دفع حساب نتفليكس العربي الرسمي إلى أن يغرد في «تويتر»، أنهم تابعوا موجة التنمر ضد الممثلين وطاقم العمل وإنهم لن يتهاونوا مع التصرفات والألفاظ الجارحة لطاقم العمل.
ردود الفعل
في كل الأحوال جاءت ردود الفعل لتعزز شهرة المسلسل وتلفت انتباه الكثير إلى مشاهدته، كما هو الحال مع الأمور الجدلية دائماً، وهو الشيء المشجع لـ«شبكة نتفليكس»، والأمر الذي سيكون مقبولاً لديهم بالنظر إلى احتمالية تجاهل المسلسل تماماً، لعدم قدرته على موافقة التطلعات التي كان ينتظرها المشاهد العربي.في المقابل فإن على «نتفليكس» الآن مهمة رفع معايير المستوى الفني للمسلسل، والذي يبدو أنه سيستمر أكثر من موسم، لكن الشيء الذي سينقذه لن يكون بجدل صاخب كهذا، وإنما بمستواه الفني لا غير. وإذا كانت الفكرة قد تم تحديدها، وتم تبني موضوعات الجن كمحاولة للتماهي مع الثقافة العربية، فلا بد من العمل على رفع مستوى المعالجة والنص وأداء الممثلين والحوارات والإخراج.