#ثقافة وفنون
د.جمال فياض 10 يناير 2019
صارت سيرة المسلسل الشامي «باب الحارة» مثل القميص الممزق، الذي يصر صاحبه على رَتْيه وترقيع ثقوبه الكبيرة، ليرتديه في العيد. كل يوم خبر، بل كل ساعتين خبر وإضافة، وتصحيح وتعديل، وإعلان. صارت سيرة المسلسل «المريض» مثل سيرة «إبريق الزيت». لا تنتهي بنهاية، ولا أحد يعرف كيف سيعود للحياة. اعتذر فلان، ودخل فلان، عاد فلان، وانسحب فلان. لم يعد هناك ممثل سوري أو ممثلة من نجوم ونجمات سوريا، إلا وسمعنا أنه انضم ثم انسحب ثم انضم فانسحب. لائحة الأسماء تطول ولا تنتهي. ارحموا هذا المسلسل الذي لم نعد نرغب في مشاهدته، لأن سيرته صارت أطول من حلقاته، وموضوع الانضمامات والانسحابات صار مثل أحداثه، لا يصدقها عقل، ولا يقبلها عاقل. من هو المنتج الذي سيُنتج جزءاً مُضافاً من مسلسل في حالة موت سريري؟ ما المحطة التي ستعرض مسلسلاً يموت فيه أبطاله، ثم يقومون بسحر كاتب وأوامر مخرج وأمنية منتج. الموضوع صار مثل حكايات «ألف ليلة وليلة»، وهي السيرة التي أمتعت الأطفال في القرن الماضي، وتثير سخرية أطفال القرن الحالي. أوقفوا هذه المهزلة الغريبة المسمّاة «باب الحارة»، وأغلقوا هذا الباب وارحموا أهل الحارة.