#صحة
نوال نصر 16 ديسمبر 2018
آلامٌ مبرحة اجتاحتها في أسفل الظهر، تركزت عند الخاصرة اليمنى، وتمددت إلى البطن. وترافق كل هذا مع تقيؤ شديد. ماذا أصابها؟ بكت كثيراً من شدة الألم في نوبة دامت أكثر من ست ساعات. وفي اليوم التالي أدركت أنها تعاني حصى في الكلى. وآلام حصى الكلى تعادل آلام الولادة.
الكليتان مصفاتا الجسم، فلا تستهينوا أبداً بوظيفتهما، ولا بحجم وذيول أي ضرر قد يصيبهما.
وفي التفاصيل التي يرويها رئيس الطب العيادي في قسم أمراض الكلى وضغط الدم في قسم الطب في المركز الطبي للجامعة الأميركية في بيروت الدكتور سمير ملاط: «الكلى تعمل على إزالة المخلفات والسوائل الضارة من الجسم، وتلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على قوة العظام، وإبقاء ضغط الدم في معدلاته السليمة والحفاظ على التوازن بين الفوسفور والكالسيوم والسيطرة على مستوى الحموضة في الدم». وتتأثر الكليتان بأمور مسلكية أو وراثية كثيرة.
فلنكن أطباء أنفسنا ولنسأل كثيراً عن الأضرار التي قد يسببها وجود حصى في الكليتين.
إشارات دالة
الكلى مسؤولة عن إنتاج البول وإزالة الفضلات والسوائل الزائدة في الدم، والتحكم في التوازن الكيميائي للجسم والحفاظ على صحة العظام وإفراز كريات الدم الحمراء.
ولعلّ أولى المشاكل التي تشير إلى وجود حصى في الكليتين، تكون بإصدار الكليتين إشارات على شكل ألم خفيف، يتحول إلى شديد، يتبعه انحباس في البول. فكيف تعمل هذه الحصى على إحداث كل هذا الألم والخلل؟
تتشكل الحصى نتيجة ترسبات الأملاح في الكلية، بسبب نقص شرب المياه، مما يؤدي إلى عدم قدرة الجسم على إذابتها في الوقت المناسب، قبل أن تُصبح صلبة قاسية عصية.
ويسبب وجودها أيضاً وجود التهابات أو جينات وراثية أو حين يكون الحالب ضيقاً، مما يؤدي إلى تجمع أملاح البول في الكلية وترسبها.
في كل حال تهم معرفة نوع الحصى الموجودة من أجل تدارك تكرار تكونها، وهي غالباً من نوعين: حصى اليوريك أسيد ويسهم في تكونها الإكثار من تناول اللحوم الحمراء المشبعة بالدهون والبروتينات.
لذا ابتعدوا عنها. وهناك حصى تتكون بفعل الكالسيوم أوكسالين، ويسببها الإكثار من تناول مشتقات الحليب والألبان والبيض والأملاح. فانتبهوا من التأثير السلبي لهذه الأنواع الغذائية في تشكل الحصى.
ألم أنثى
كلما زاد الحرّ والجفاف ارتفعت نسبة الإصابة. اشربوا المياه. المياه دواء ولتكن النسبة أكثر من ليترين.
تناول مكملات الكالسيوم الغذائية من دون استشارة طبيب، يضرّ أكثر مما ينفع كونها تسهم في تكوين الحصى. ومن لا تتعدى نسبة التبول لديه الليتر الواحد معرض بدوره إلى مخاطر تكون الحصى. من يكثرون من تناول الشاي يكونون عرضة أيضاً لتشكل الحصى.
إحداهنّ عانت طوال أسبوع آلاماً في أسفل الظهر لكنها لم تبالِ هي ظنت أن المسألة لا تتعدى لفحة هواء وراحت تتناول المسكنات، ولم تنتبه، إلا حين بدأت تشعر بحاجة ماسة شديدة إلى التبول، لكنها لا تستطيع. ظنّت أنها التهابات في المسالك البولية، فأخذت دواءً تأخذ منه جارة قريبة.
وسرعان ما بدأ الألم يشتد. اتصلت بطبيبها في حالة يُرثى لها فوصف لها دواء «فولتارين»، لأنه الوحيد الذي يُخفف الألم، لكن له انعكاسات سلبية جمة. أخذت الدواء بعدما عانت ساعات طوالاً من المغص الكلوي الذي يُضاهي آلام الولادة.
فوق سنّ الأربعين
حصوات الكلى تزيد بين الأشخاص الذين تجاوزوا سن الأربعين، لكن هذا لا يعني أنها لن تصيب أي عمر في أي شخص. في كل حال، يهم أن يراقب الإنسان، بغض النظر عن عمره، لون البول، فإذا كان أصفر فاتحاً معناه أنه يشرب ما يكفي من المياه والكليتان تعملان بشكل صحيح ولا حصى تؤثر، لكن كلما بات اللون غامقاً أكثر، يميل إلى الأحمر، اشتدت الدلالة على خلل ما. فانتبهوا.
تكون الحصى غالباً صغيرة ومستديرة قادرة على أن تمر في الجسم من دون التسبب بإزعاج، وهناك حصى كبيرة يفشل الطبيب في إزالتها بالأدوية وهي تحتاج إما إلى تفتيت في حال كانت في الكلية أو سحبها عبر المثانة. والحصى تسبب الألم الكبير حين تخرج من الكلية إلى الحالب ومجرى البول في الجسم ثم المثانة. آلام حصى الكلى لا تطاق. فانتبهوا قبل أن تقعوا فريسة حصوة.
4 ملليمترات
• يعاني شخص واحد على الأقل من كل 10 أشخاص في دولة الإمارات وجود حصى في الكلى.
• 40% من اللبنانيين يُصابون بمغص الحصى مرة على الأقل في حياتهم.
• ثلاثة ملايين أميركي يقصدون عيادات الأطباء سنوياً بسبب وجود حصى في الكلى.
• يعاني شخص واحد من كل 20 شخصاً في العالم تكون حصوات في الكلى.
• تتكون بين 80 و85% من حصوات الكلى من الكالسيوم.
• يُرجح أن يكون حجم الحصى التي تسبب مغصاً شديداً أربعة ملليمترات أو أكثر.
• يمكن التخلص من الحصى التي يقل حجمها عن خمسة ملليمترات عن طريق البول.
لكليتين سليمتين
• حافظوا على اللياقة والنشاط.
• سيطروا على معدلات السكر في الدم.
• سيطروا على ضغط الدم.
• تناولوا الأطعمة الصحية.
• تفقدوا الوزن دائماً.
• تناولوا المياه والسوائل بكثرة.
• امتنعوا عن التدخين.
• امتنعوا عن تناول الأدوية بشكل عشوائي.
• افحصوا الكليتين مرة على الأقل سنوياً بعد عمر الأربعين.