#مشاهير العرب
لاما عزت 5 يوليو 2018
تُعد مصممة الأزياء السعودية ريم فيصل أول «كوتش» مهني متخصص في مجال الأزياء في المملكة العربية السعودية، نالت شهرتها لسببين، الأول: تميُّز تصاميمها بالفخامة والرقيّ، والثاني: كونها صريحة في إبداء رأيها فحققت جماهيرية بين المشاهدين، خلال ظهورها في برنامج Project Runway على قناة mbc. وترتكز ريم التي درست تصميم الأزياء والموضة في جامعة فرجينيا في الولايات المتحدة الأميركية، على ذوقها الخاص وخبرتها ودراستها معاً، في تشكيل وتطويع القماش وتحويله إلى تصاميم مبتكرة. ترى ريم، أن من أهم العناصر التي لا بدّ أن تتوافر في البيئة الدراسية، هو التطبيق العملي لكل النظريات، وهو ما ساعدها على صقل دراستها بخبرة العمل الميداني، مشيرةً إلى أن ولاية «فرجينيا» التي درست فيها غنية بفرص العمل، وخاصة في مجال تسويق الأزياء، وتقول: «كنتُ أعمل لدى هذه المنشآت والشركات الخاصة، لأكتسب خبرة عملية أضيفها إلى منظوري كطالبة متخصصة في الجامعة، كما عملت مساعدة لمنسّقة المظهر لكبار الشخصيات في البيت الأبيض في واشنطن، فدروسي غير مقتصرة على تلك التي تلقّيتها داخل الفصول فقط». كان طموح ريم فيصل يسبق عمرها، ورؤية خصبة لحاضرها، وأهدافاً تسعى إلى تحقيقها في مجال الأزياء، الذي هو حلمها الذي تسعى إلى الوصول إليه. ولأن التصميم حلمها، كانت أول وظيفة تشغلها في مجال الأزياء، في منشأة والدتها في مرحلتها المتوسطة، خلال فترة العطل الصيفية، ممّا أكسبها خبرة إدارية، إضافة إلى خبرة في كيفية التعامل مع الزبائن، كما عملت بمنصب مساعدة إدارية لقسم التصميم وتفصيل أزياء الأعراس، وتتذكر فيصل الشعور الذي كان ينتابها بالحماس والفضول والشغف لكل ما يدور حولها، خاصة عندما تستقبل العميلات لتحضر لهنّ عيّنات خاصة بآخر صيحات الموسم. تحلم ريم وتهدف إلى صناعة نهضة خاصة بالأزياء في السعودية، مؤكدة أن الوصول إلى هذا الهدف ليس بالأمر الصعب، كون المكان أصبح مزدهراً بمصممات أزياء بارعات، خصوصاً تحت رؤية 2030، موضحة: «الأنظار والجهود متوجّهة نحو المهنيّين هذه الأيام، ونحن في مجالات الأزياء المختلفة، نترقب المزيد من التشريعات المؤيّدة لعملنا ونستلهم منها، فالمملكة تشهد تطورات سريعة وهادئة وبنّاءة في شتّى المجالات، وأعتقد أن رؤية 2030 ستسلط الضوء على الأزياء كقوة اقتصادية تستوجب الاستثمار فيها». تصف فيصل تجربتها في برنامج Project Runway بالغنيّة والممتعة، وحول سبب اختيارها، تُبيّن: «كي تكوني مدرّبة (Mentor) للمشتركين المتنافسين في البرنامج يجب أن تتوافر ميزات معينة، من أهمها الخبرة في التصميم والإنتاج أيضاً، وأن يكون المدرب صاحب فهم في الجوانب النفسية والسيكولوجية للأشخاص، وهذا كله ينبع من صميم عملي، كـ(كوتش مهني في الأزياء) ومدربة مهنيّة بخبرة في إلقاء ورش العمل والاستشارات وجلسات التمكين للمهنيات والمهنيين في الأزياء، وأرى أنني استطعت أن أرفع من كفاءة المتسابقين ومستوى الوعي لديهم، مع توضيح رؤيتهم ليصلوا إلى أهدافهم المهنية في الأزياء». وتستطرد فيصل قائلة: «جميع هذه المؤهلات، أهّلتني لأكون المستشار في البرنامج، وأعمل عن قرب مع المتسابقين ليعطوا أفضل ما لديهم، وليس هيّناً أن تفيد المصممين بنقد بنّاء بطريقة سلسة، يستوعبها المصمم من دون أن يشعر بالإحباط، خاصة تحت ظروف الضغط التي عاشوها». تضع فيصل الأصبع على الجرح في مهنة تصميم الأزياء في السعودية، إذ لا تخشى الإفصاح عن وجود مصممات أزياء يعتمدن على التقليد وسرقة الأفكار من مُحيطها، أكثر من اعتمادهن على الابتكار وإيجاد قيَم تنافسية للمنتجات، موضحة أن هذا الأمر يعود لقلّة ثقافتهن، وخشيتهن من التجديد والابتكار. وسألتها «زهرة الخليج» عن حرب الحصول على لقب «مصمم عالمي» بين مصممي الأزياء في السعودية، فعلّقت بالقول: «هناك مواهب سعودية وصلت إلى العالمية بجدارة، سعوا إلى تحقيق طموحاتهم وفقاً لرؤيتهم، ونجحوا بالفعل، ومنهم المصمم السعودي محمد آشي، وهو مصمم سعودي عالمي ومعترف به من قبل الرقابة الفرنسية للتصميم الراقي». وأضافت: «جاءت فترة أصبح فيها تصميم الأزياء مهنة من لا مهنة له، لكننا الآن نعيش صحوة فكرية وريادية، وشخصياً أسعى إلى تقديم خدمات تدريبية وتعليمية إلى من يطلبها، الهدف منها النهوض بمستوى الممارسين والممارسات في مجال الأزياء، لمحاربة العشوائية والنمطية».