تعد حرقة المعدة من المتاعب الشائعة، التي ربما لم يسلم منها أحد ذات مرة، مثلا بعد تناول وجبة دسمة في إحدى المناسبات أو خلال الأعياد. وفي الغالب لا تستدعي حرقة المعدة القلق، ولكن إذا تكررت الإصابة بها بصورة مستمرة، فإنها تستلزم استشارة الطبيب؛ لأنه قد تترتب عليها عواقب وخيمة تصل إلى حد الإصابة بسرطان المريء.
وقالت الصيدلانية الألمانية أورسولا زيللربيرغ إنه بعد تناول كميات كبيرة من الأطعمة الدسمة قد ينتاب المرء شعور بحرقة المعدة، والتي تظهر على شكل حُرقة بالمريء مع تجشؤ مصحوب بمرارة.
وأوضحت زيللربيرغ أن حرقة المعدة تحدث نتيجة ارتداد محتويات المعدة في المريء، وهنا يهاجم الخليط الحمضي الغشاء المخاطي. ويمكن أن يكون الغثيان والانتفاخ أيضا من أعراض مرض الارتجاع.
وأضافت الصيدلانية أنه أحيانا يحدث هذا مرة واحدة وبعد ذلك ينتهي. أما إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوعين أو ظهرت آلام مفاجئة أو استمرت طوال الليل، فإنه ينبغي زيارة الطبيب.
ومن جانبه، قال البروفيسور كريستيان تراوتفاين، مدير قسم أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى آخن الجامعي، إن حُرقة المعدة تحدث نتيجة عدم عمل السدادة العضلية الميكانيكية بين المعدة والمريء بشكل صحيح. ويرجع هذا الخلل إلى أسباب مختلفة: فأحيانا تتضرر آلية مقاومة الارتجاع بشكل مؤقت على سبيل المثال عن طريق الوجبات الثقيلة والدسمة أو النيكوتين أو الإجهاد.
وقد يكون السبب عضويا أيضا، على سبيل المثال عن طريق أمراض الجهاز الهضمي (المعدة والأمعاء) أو ضعف العضلات. كما أن زيادة الوزن قد تتسبب أيضا في حرقة المعدة.
وفي حال تكرار الشعور بحرقة المعدة، فينبغي حينئذ أخذ الأمر بعين الاعتبار؛ حيث أن حموضة المعدة قد تتسبب في تلف الجدران الخلوية للمريء مسببة التهابات أو حتى الإصابة بالسرطان. وأضاف تراوتفاين أنه في الغالب يتم علاج حرقة المعدة بالأدوية، التي تمنع حدة الارتجاع.
وأشارت زيللربيرغ إلى أن شرب كوب ماء كبير يعد من الطرق البسيطة لمواجهة حرقة المعدة؛ حيث أنه يعمل على إخراج عصارة المعدة من المريء وإرجاعها إلى موضعها الأصلي.
وبدورها، تنصح خبيرة التغذية الألمانية مارغريت مورلو الأشخاص، الذين يعانون من حُرقة المعدة، بتناول أربع أو ست وجبات صغيرة على مدار اليوم بدلا من الوجبات الكبيرة قليلة العدد، وخاصة في وجبة العشاء؛ لأن الاستلقاء أثناء النوم يعزز من عملية الارتجاع، مع مراعاة ألا تقل الفترة الفاصلة بين وجبة العشاء والذهاب للنوم عن ثلاث ساعات قدر الإمكان، كما يلزم الابتعاد عن الأطعمة المقلية أو الأطعمة الغنية بالدهون.