لاما عزت 30 أغسطس 2013
مما لاشك فيه أن الرحلة السياحية إلى مدينة نيويورك الأميركية بأنها مُرهقة ومكلفة للغاية، حيث تزخر عاصمة المال والسياسية العالمية بالعديد من عوامل الجذب السياحي مثل المتاحف والمسارح والعديد من القاعات المخصصة للحفلات الموسيقية بمختلف أنواعها، فضلاً عن المتاجر التي تقدم أرقى المنتجات والماركات العالمية، وكلها أمور تدفع السائح إلى أن يظل دائم الحركة والتنقل مع عدم الاسترخاء في غرفة الفندق، حتى لا تضيع عليه فرصة التمتع بمشاهد المدينة الباهرة.
ولكن الإجازة في نيويورك يمكن أن تبدو مختلفة، فلماذا لا يتم الجمع بكل بساطة بين رحلة سياحية إلى منطقة البحر الكاريبي، ينعم فيها السائح بالهدوء والاسترخاء، والجولات المرهقة بمدينة نيويورك؟
حيث يمكن قضاء بضعة أيام في حي مانهاتن، ثم الانطلاق في رحلة بحرية إلى منطقة البحر الكاريبي لمدة أسبوع، ثم العودة مجدداً إلى الجولات السياحية بمدينة نيويورك لعدة أيام أخرى.
وبكل تأكيد سيسعد كثير من السياح عندما يعرفون بأنه يمكنهم القيام بكل ذلك نظير تكلفة تقل بكثير عن 2700 دولاراً أمريكياً. وهذا البرنامج السياحي منتشر في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ولكنه لا يزال غير معروفاً في كثير من البلدان الأخرى.
ولا تبعد منطقة البحر الكاريبي أكثر من ثلاثة أيام سفر عن مدينة نيويورك، على الرغم من أن الفنادق العائمة لا تبحر بسرعة تزيد عن سرعة راكبي الدراجات، ولذلك فإنها تواصل المسير بالليل والنهار. وبالطبع فإنه يتبقى يومان أو ثلاثة في الرحلة البحرية التي تستغرق أسبوعاً، لكي يتمتع السياح بالأجواء المشمسة بجزر البحر الكاريبي، ولكن كما هو معروف بالنسبة للسفن السياحية فإن الطريق نفسه هو الهدف المقصود من الرحلة البحرية.
وتعتبر الرحلة البحرية إلى الأجواء المشمسة في منطقة البحر الكاريبي هي الاختيار الأنسب، خاصة بعد قضاء بضعة أيام في جولات مجهدة بين المتاحف والمتاجر ومراكز التسوق بمدينة نيويورك.
وبعد الانطلاق من ميناء نيويورك تبحر السفينة السياحية ببطء قبالة حي مانهاتن الشهير، حيث تتوافر للسياح إطلالة رائعة على مبنى إمباير ستيت ومركز روكفلر، ومحطة بنسلفانيا وملعب ماديسون سكوير جاردن، وتمثال الحرية الشهير.
ويتضمن البرنامج السياحي التقليدي رحلات إلى ولاية أورلاندو التي تبعد مسافة 80 كيلومتراً، وذلك لزيارة حديقة ديزني وورلد واستوديوهات يونيفرسال لتصوير الأفلام السينمائية وكذلك حديقة سي وورلد للألعاب المائية أو حدائق بوش جاردنز، أو الذهاب إلى وكالة ناسا للفضاء بكل بساطة. ويمكن للسياح حجز هذه الرحلات على متن السفينة السياحية، غير أن الخدمة الشاملة تعتبر باهظة التكلفة. ومَن يرغب في توفير المال، فيمكنه استخدام الحافلات من الميناء إلى الأماكن السياحية القريبة نظير بضعة دولارات، كما تتاح إمكانية الدخول إلى الشاطئ مجاناً.
وفي اليوم التالي يصحو السياح في منطقة البحر الكاريبي. وتمتلك شركات الملاحة الأمريكية مثل نوريجان كروز لاين ورويال كاريبيان هنا العديد من الجزر الخاصة الصغيرة، ولا يتعدى هذا الأمر أكثر من الشواطئ وأشجار النخيل. ويتم نقل السياح إلى هذه الشواطئ بواسطة قوارب صغيرة. ومن المستحسن أن يستقل السائح أحد القوارب في الصباح الباكر لتنقله إلى الجزر الصغيرة التي يوجد بها عدد كافِ من الكراسي الشاطئية، غير أن معظمها يوجد تحت الشمس الحارقة. وبالتأكيد يتوافر بهذه الجزر ما يكفي من الأطعمة والمشروبات والتي يتم جلبها من السفن السياحية.
وعادة ما تتضمن الأسعار الثلاث وجبات أثناء الرحلة بأكملها، غير أن تكلفة المشروبات، باستثناء الماء والشاي المثلج، تكون إضافية ويتم تسجيلها على حساب الغرفة. وقد يتطلب تناول الطعام ارتداء الملابس الرسمية، كما هو متبع مثلاً على متن السفن السياحية بأسطول شركة رويال كاريبيان، حيث يوجد هناك أوقات محددة لتناول الطعام على طاولات معينة، أو يمكن تناول الطعام بالملابس الكاجوال كما هو معروف في الرحلات السياحية «Free Style Cruising» التي تنظمها شركة نوريجان كروز لاين الأمريكية.
وبالإضافة إلى ذلك لابد من دفع بقشيش للعاملين على متن السفينة السياحية، ويتم هذا الأمر على البواخر السياحية الأمريكية بشكل مؤسسي، حيث يدفع كل سائح مبلغ معين عن كل يوم يقضيه على السفينة، وغالباً ما يكون في حدود 10 دولارات أمريكية، حيث يتم جمعها من السياح وتوزيعها على العاملين بالسفينة. ولذلك ينبغي على الزوجين أن يضيفوا ما بين 150 و200 دولار لتكلفة الرحلة. ولذلك يختفي هنا السؤال :كم يتعين على المرء أن يدفع كبقشيش؟