#تغذية وريجيم
لاما عزت 16 مايو 2011
باتت الشبكات الاجتماعية مصدراً للتعارف لدى الكثير من الشباب والفتيات، وأحياناً تصل إلى قصص الحب والارتباط الرسمي. عن مدى صحة هذه العلاقات واستمرارية زواج مماثل، التقينا بعض الشباب والفتيات.
القرب يولد المشاعر
تقول رغدة السليماني: "لا أعتقد أنّ العلاقة الناشئة عن طريق الشبكة العنكبوتية صحيحة لأنّها لا تجسد حقيقة الرجل. لا بد من اللقاء والتقارب للتعرف أكثر إلى طباعه أكثر. أعتقد بأنّ القرب يولّد المشاعر ويكشف مدى عمق العلاقة. أما العلاقة عن طريق الشبكات الاجتماعية، فلا أعتقد أنّها تنجح بسبب عامل المسافة. قد تنجح لكن خارج محيطنا العربي".
طريقة التفكير وكيفية التعارف
محمد رضا، يعتبر أنّ الشبكات الاجتماعية وسيلة للتواصل. ويضيف: "بخصوص الزواج، أنا أرى أنّه ممكن طالما توافرت فيه الشروط الشرعية والدينية. فنجاح الزواج وفشله يرجع إلى الاختيار والعلاقة بين الطرفين. ويصعب الحكم بشكل عام على مدى نجاح أو فشل العلاقة لأنّ كل حالة تختلف عن الأخرى في طريقة التفكير وكيفية التعارف".
الانترنت "خطّابة" العصر
ترى خلود القاضي أنّ سلبيات الزواج عبر الانترنت أكثر من إيجابياته. وتضيف: "أعتقد أن الانترنت أصبح خطّابة القرن الواحد والعشرين. وكما نعلم، الخطابة وسيلة كذب أي أنّها تخفي الحقائق. لذلك، أنا أرفض ليس فقط الإنترنت كوسيلة تعارف وزواج, بل كوسيط في أي علاقة زواج".
صورة واقعية عن العالم
لا يمانع هاشم دغستاني الارتباط والزواج عن طريق الشبكات الالكترونية. هو يرى أنّ العالم الالكتروني أصبح صورة واقعية عن العالم الملموس. والزواج بمختلف أشكاله يعتمد دوماً على أساسيات حالما توافرت, يتحقق نجاح العلاقة.
أفضل من طول فترة الخطبة
يوافق محمد التركي على فكرة الارتباط عن طريق الشبكات الاجتماعية, بل يعتبره أفضل من الزواج التقليدي, لأنّ الشبكات الاجتماعية أصبحت تتسم بصدق معلومات مشتركيها بعض الشيء, وتسهّل على الشخص الباحث عن الزواج التعرّف إلى جميع المعلومات التي يحتاجها مثل العمر والعائلة والأصدقاء ومحيط هذا الشخص. ويقدّم للأشخاص المواصفات التي يبحثون عنها، فهو أفضل من الخطبة التي تستغرق وقتاً طويلاً كي يتعرّف خلالها العروسان إلى بعضهما. عبر مواقع التواصل، كل شيء واضح.
قرار الزواج مصيري
يوضح المستشار الأسري عبد الرحمن القراش عن مدى صحة الزواج عبر الانترنت. يقول: "قرار الزواج مصيري بل هو من أهم القرارات في حياة الفرد. ولما كان بهذا الحجم، لا بد قبل الإقبال عليه، من أخذ الحيطة والحذر والاستعداد النفسي والبدني لتكون الحياة سعيدة وجميلة. العامل الذي شجّع الزواج عبر الانترنت هو ازدياد نسبة العنوسة. لذلك، تلجأ الفتيات إلى تسجيل بياناتهن ومعلوماتهن. وقد يكون بعضها صحيحاً، والآخر مغلوطاً. ويلجأ أغلب الشباب إلى استغلال بعض الأمور وابتزاز الفتيات بها.
ومن هنا، يتبين لنا أنّ صورة الزواج عبر الإنترنت هي صورة هشَّة، وقد يتعثر منذ بدايته لما فيه من كذب وتدليس ووعود كاذبة. ومن أهم سلبيات تلك العلاقات, المشاعر والأحاسيس التي تبث عن طريق هذه الأجهزة التي لا تكون صادقة بسبب عدم توافر الأسس التي تقوّي هذه المشاعر. كذلك، فإنّ المعلومات التي يقدّمها الطرفان على الانترنت أو برامج المحادثة تكون في أغلب الأحيان غير صحيحة. إذ يحاول كل طرف أن يجمّل نفسه كي يعجب الطرف الآخر به, فتكون العلاقة منذ البداية مبنية على أسس خاطئة وتكون نهايتها مبكرة. والأهم أنّ الزواج عبر الانترنت يجعل الفتاة كسلعة تبحث عن شاري، باستثناء بعض الحالات كالفتيات اللواتي فاتهن قطار الزواج أو اللواتي لا يجدن العريس المناسب بسبب الكبت والضغط الذي يمارسه الأهل عليهن. في هذه الحالة، يجوز للفتاة أن تبحث عن وسيلة للزواج شرط أن يتدخّل الأهل لمعرفة العريس وأهله وظروفه الاجتماعية حتى لا تمر الفتاة التي انتظرت طويلاً بتجربة فاشلة. وقد يكون الزواج الالكتروني ناجحاً إذا كان الوسيط أميناً عُرِف عنه الديانة والأمانة، وليس مديراً مجهولاً لموقع مجهول, كما هي الحال في الكثير من مواقع الإنترنت. ويشترط بعدها أن يأخذ الزواج طريقه المعتاد من وجود الولي والإيجاب والقبول، ونحو ذلك من لوازم العقد الشرعي. وأخيراً نصيحتي للشباب الواعي بأن الانترنت سلاح ذو حدين. فيجب عليك أن لا تكون داعية للشر، فإن كنت عضواً فيه، فلا تلعب بأعراض المسلمين وكن صادقاً في طرحك وعملك".
للمزيد:
كايت موس: زواج موسيقي بلا... تدخين!