#مشاهير العالم
رحاب ضاهر - بيروت 1 أكتوبر 2011
مع بداية انطلاقته، استطاع البث الفضائي إفساح المجال أمام الكثير من الفتيات الجميلات اللواتي يحلمن بالشهرة والأضواء، فقدّمن برامج تسلية خفيفة تعتمد في الدرجة الأولى على شكل المذيعة ولبسها ومكياجها ودلعها. كانت تلك الطريقة لجذب المشاهد العربي الذي كان حديث العهد بهذا النوع من التقديم، وما زال الكلّ يتذكّر برامج "ما يطلبه المشاهدون" حيث أصبح في إمكان المشاهد الاتصال وفتح حديث مع المذيعة قبل أن يطلب أغنيته المفضّلة. وكانت قناة "أم. بي. سي" رائدة في تصدير هذا النموذج من المذيعات. إذ تبنت منذ عشرين عاماً المذيعة اللبنانية رانيا برغوت التي اعتمدت على الدلع في تحقيق قاعدة شعبية خليجية وشهرة واسعة من خلال برنامجها الخفيف "ما يطلبه المشاهدون". واستطاعت أن تنتزع لقب "دلوعة أم. بي. سي". لكنّ هذا الدلع لم يستمر طويلاً، إذ تعرّضت برغوت لظروف عائلية وواجهت بعض الخلافات مع المحطة السعودية التي استعانت حينها بالمذيعة رزان مغربي لتحلّ مكان رانيا. ثم غادرت الأخيرة المحطة إلى قناتي "قطر" و"أبوظبي". لكنّ الأمر لم يستمر طويلاً، فعادت الى "أم. بي. سي". لكنّها لم تظلّ الابنة "المدللة" كالسابق، بل صارت كأي مذيعة عادية، بل شاركت ثلاث مذيعات أخريات في تقديم برنامج "كلام نواعم". هكذا، انحسرت الأضواء عنها، ولم تعد حديث الصحافة كما السابق. وواصلت رانيا تقديم البرنامج لفترة طويلة، وكانت تصرّح دوماً أنّها تستعد لتقديم برنامج جديد تقدّمه وحدها. ثم جاء برنامج "هذا أنا" الذي جعلها تترك "كلام نواعم". لكنّ البرنامج لم يحقّق النجاح الذي توقّعته رانيا التي حاولت أن تعيش فيه على أطلال الماضي. إذ لم يعد يفلح الدلع والغنج خصوصاً أنّ رانيا بلغت منتصف الأربعين، في حين ظلّت تحاول استعادة الأيام الخوالي في البرنامج. لكنّها فشلت في جذب المشاهد، والصحافةـ وبقيت وحدها أسيرة الماضي الذي حاولت إحياءه من دون جدوى.
يمنى شري بين البوتوكس والاستيقاظ باكراً
من الظواهر التي سبّبها البث الفضائي انتشار ظاهرة المذيعة الأكثر غنجاً يمنى شري التي برزت في تلفزيون "المستقبل" حيث استطاعت أن تقدّم نموذجاً من الدلع و"الميوعة" لم يألفه المشاهد العربي قبلاً. مع ذلك، حظيت بالشهرة والجماهيرية العريضة، وأصبحت من نجمات "الزمن الفضائي"، وصارت تُدعى كضيفة شرف إلى العديد من المهرجانات، وخصوصاً في الكويت. إذ قدّمت برنامجاً خاصاً باحتفالات شهر شباط (فبراير) على الفضائية الكويتية حمل عنوان "هلا يمنى" على غرار "هلا فبراير". وقتها، استقبلت استقبال الفاتحين وتم حمل السيارة التي كانت بداخلها على الأكتاف، مما جعلها تتفاخر بذلك وتقارن نفسها بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي حملت سيارته على الأكتاف في سوريا.
يمنى التي صالت وجالت وأصبحت البرامج تُسمَّى باسمها مثل "يمنى القمر على الباب" الذي قدّمته على "المستقبل" لم يدم حبل الودّ بينها وبين قناتها طويلاً. ولأنّه لا قناة تتسع لدلع يمنى، فإنّها قبلت العمل في محطة أقل شهرة وانتشاراً من "المستقبل" ألا وهي "أن. بي. أن". لكن كان شرط القناة الأول أن تستغني يمنى عن دلعها الفائض، فوافقت في البداية من أجل أن تبقى محافظة على تواجدها على الشاشة. لكنها أيضاً لم تستمر طويلاً مع "أن. بي. أن"، ولم تستطع أن تبقى تحت الأضواء ليأفل نجم يمنى شري وتتحول من مذيعة ملأت الدنيا وشغلت الناس الى مقدّمة في إذاعة "مارينا أف أم" الكويتية تم قدمت برنامج "مسا مكس" على إذاعة "الراي" الكويتية. وبقيت يمنى لسنوات تمنّي النفس بعرض من فضائية ضخمة تعيد إليها أمجاد الماضي، وتطلق بين حين وآخر تصريحاً بأنّها تنتظر عرضاً "مرتباً" تطلّ عبره على الشاشة، وتقول في الوقت ذاته إنّ الكثير من المذيعات يحاولن تقليدها، لكنّها تبقى هي الأصل والباقي تقليد. ولأنّ الرياح تجري بما لا تشتهي السفن، فإنّ شري فقدت الأمل بالعودة كنجمة تلفزيونية متفردة ببرنامج مسائي، فقبلت فوراً عرضاً من قناة "الآن" لتقديم برنامج صباحي عبر شاشتها بعنوان "صباح النور" بمشاركة ساشا دحدوح والعراقي عمار السفار. يمنى التي ما زالت تعيش على أطلال "المستقبل"، كانت تكره كثيراً الاستيقاظ باكراً وكانت تصل دوماً متأخرة عندما كانت تشارك في تقديم برنامج "عالم الصباح" وكانت تصرّح أنّ تقديم البرامج الصباحية نوع من العقاب. لكنّها تبدو اليوم وقد رضخت للأمر الواقع، وفضلت الاستيقاظ باكراً بدلاً من أن تبقى قابعة خارج دائرة الضوء وخصوصاً أنّها أصبحت على أعتاب الأربعين، ولن يجدي نفعاً الدلع والغنج بعد اليوم.
يذكر أنّ يمنى فاجأت المشاهدين بالصورة التي ظهرت فيهاـ إذ بدا خدّاها منتفخين بشكل ملحوظ بسبب البوتوكس.
رزان خرجت ولم تعد!
من مقدّمات الدلع مذيعة "أم. بي. سي" السابقة رزان مغربي. عندما دخلت هذه الأخيرة المحطة السعودية، استطاعت أن تطيح بـ "نظيرتها" رانيا برغوت وتسحب البساط من تحت أقدامها، فأصبحت هي المذيعة المدللة في المحطة تربعت على عرشها وأصبحت سفيرتها في المهرجانات العالمية. إذ صارت تجري مقابلات مع نجوم هوليوود وغيرهم، ووصل بها الأمر مرة حدّ تقديم برنامجها الشهير من غرفة نومها. يومها، ظهرت بالبيجاما مستلقية على سريرها، وادعت أنّها مريضة ولا تستطيع الحضور الى الاستديو، فتم نقله الى غرفة نومها. ولأنه كما يقول المثل "ما طار طير وارتفع الا كما طار سقط"، استغنت المحطة عن مذيعتها المدللة منذ ثلاث سنوات من دون أي مقدمات أو خلافات، ولم يعد مرغوباً بها داخل المحطة السعودية. في هذا الوقت، نجحت رزان بفضل علاقاتها أن تحصل على عقد عمل لتقديم برنامج "ديل أور نو ديل" على قناة "الحياة" المصرية التي يشاهدها المصريون فقط، لتفقد بذلك كل بريقها وشهرتها. وجاءت الضربة القاضية عندما انتشر شريط فيديو لها مع صديقها ناجي، لكنّها ادعت أنّه زوجها. مما وضع "الحياة" في مأزق ففضلت الاستغناء عنها وعدم بث البرنامج الذي كانت قد صوّرته رزان لتنشيط السياحة في مصر.