#مجوهرات وساعات
لبنى النعيمي السبت 8 فبراير 11:00
بحس فني، ومهارات استثنائية.. أوجدت الفنانة الإماراتية الشهيرة، عزة القبيسي، ارتباطاً سحرياً بين الحركة المتعرجة للثعبان، والمنحنيات الأنيقة لكثبان الرمال الإماراتية، وعبرت عنه في منحوتتها الفنية «بين السطور»، التي ابتكرتها منذ سنتين، بالتعاون مع دار «بولغري» (Bvlgari) الإيطالية العريقة، بوحي من الأفعى؛ احتفاءً بمرور 75 عاماً على ابتكار أول «سيربنتي»، وعُرِضت آنذاك في معرض احتفالي بدبي. وبعد مرور سنتين، خلال يناير 2025، حطّت قطعتها النحتية الشهيرة رحالها في معرض جديد نظمته «بولغري» (Bvlgari)؛ احتفاء برمزها الأيقوني، بالتزامن مع «عام الأفعى» في التقويم الصيني. فهناك استقرت تحفتها المصنوعة من الفولاذ، بجانب أعمال فنانين آخرين من الصين والعالم، عبروا عن فكرة التحول والتغير واللانهاية، التي يرمز إليها الثعبان من منظورهم الإبداعي الخاص.. نحاورها؛ لمعرفة المزيد عن مشاركتها، وتمثيلها لبلدها الإمارات في هذا المعرض المرموق:
-
عزة القبيسي: «بولغري» تمدّ جسوراً بين الثقافات
سياق مُتغير
ما الجديد بخصوص عملك الفني «بين السطور»؟
الجديد هو مكانه، فالعمل الفني يتغير سياقه، بحسب العرض. عندما صممت هذه القطعة؛ عُرِضَتْ خلال الاحتفال بـ75 عاماً على «سيربنتي» في دبي. وهنا، نحتفل بـ77 عاماً في شنغهاي بالصين، وبالتالي فإن السياق داخل العمل الفني يتطور، كقطعة مصممة للعيد الـ75، ويعني لي الكثير نقلها إلى دبي، وعرضها في شنغهاي، وبالتالي يعني أن «بولغري» تمد جسوراً بين الثقافات، وتفتح حوارات بينها. وهذا ما يحدث عندما تعرض أعمالي هنا في الصين كفنانة إماراتية، فتُظهر للعالم أن الثقافات لديها العديد من الجوانب المشتركة، التي تتجاوز ما نتصوره داخل الثقافة. وفي سياق معاصر، الثعبان مرتبط بالطبيعة، والتوازن. بالنسبة لي، قد أستمر في عرض العمل الفني نفسه، لكنَّ سياقه يتطور مع طريقة ومكان عرضه، كأن يقترن - على سبيل المثال - بخلفية عمل فنان آخر قام بـ«كاليغرافي»؛ فيبدو كأنه خط صيني مكتوب «إنجليزياً». وهذا يقودني إلى القول، مرة أخرى: «ليس ما تراه هو ما تراه»، وأكرره مع أعمالي الفنية، فالأمر يتعلق بإدراكك الشخصي.
-
عزة القبيسي: «بولغري» تمدّ جسوراً بين الثقافات
ما التحديات، التي واجهتك في ابتكار قطعة فنية مرتبطة بـ«بولغري»؟
في هذه القطعة، تحديداً، أمثل اليوم رؤية أكثر مُعَاصَرَةً في عملي كفنانة إماراتية. فالتقنيات التي أستخدمها، حتى لو كانت قديمة، أقوم بتنسيقها وجمعها معاً؛ لتمثيل السيولة، والتغير، والتطور السريع لبلدنا. لذا، أعتقد أنه عندما تتمعن في عملي، بقدر ما، ستشعر بجذور الثقافة والهوية الإماراتيتين، وستشعر بأن هذه هي الحال اليوم. أعتقد أنه ربما لديَّ واحدة من أكبر القطع هنا في المعرض، من حيث الثقل والوزن، ومع ذلك فهي سلسة وأنثوية للغاية، وأنا أحب هذه الثنائية داخل القطع التي أصنعها (أنثوية جميلة، وقوية)، وهذه هي الطريقة التي تربينا بها كنساء في الإمارات. وإظهار هذا الجانب من عملي، هنا، كان فرصة رائعة، وهذا هو ما أريده. لم تكن هناك تحديات، لأن «بولغري» (Bvlgari) تجعل التجربة فريدة، وسلسة للغاية؛ لهذا السبب أحب العمل مع هذه الدار. ورغم أننا واجهنا مشكلات تتعلق باللغة، إلا أنها جعلت الأمر سهلاً للغاية، وأعتقد أنه ليست العلامات التجارية كلها يمكنها القيام بذلك، وهذا ما جعلني أشعر كأنني أقيم المعرض في وطني (الإمارات).
-
عزة القبيسي: «بولغري» تمدّ جسوراً بين الثقافات
شعور بالفخر
عبر تحفتك الفنية.. ما الشعور الذي تودين نقله إلى زوار معرض شنغهاي؟
أريد، بالتأكيد، أن يتواصل الناس مع عملي، وأن يلتقطوا معه صوراً كثيرة؛ فهذه هي الطريقة، التي تجعل هذا العمل ينبض بالحياة.
-
عزة القبيسي: «بولغري» تمدّ جسوراً بين الثقافات
ما الذي ينتابك عند عرض الفن الإماراتي في شنغهاي (مدينة الفن والثقافة)؟
أفتخر وأعتز بهذا الأمر؛ فأنا أعرض عملي الفني، في شنغهاي، مع قطع فنية تعود إلى 15 فناناً، 12 منهم من الصين، ما يتيح أمامي فرصة تقديم ثقافتي كفنانة إماراتية، وامرأة إماراتية بالدرجة الأولى. وفي الوقت نفسه، أطلع على الثقافات العالمية المشاركة، خاصة الصينية.
-
عزة القبيسي: «بولغري» تمدّ جسوراً بين الثقافات
ما تأثير مشاركتك بالمعرض في نظرتك للفن والتصميم، وفي نظرة الغرب إلى المبدعات الإماراتيات؟
هذه التجربة تؤكد أن الفن لغة تتجاوز كل الثقافات، وهذا ما أعتقده، وعشته، خلال هذه التجربة، فصار مؤكداً لديَّ أن الفن يتجاوز الفروق الثقافية، ويجمعنا. وفي الوقت نفسه أثر فيَّ كثيراً، والجميل، في هذا المعرض، أنه يعرض قطعاً تربط الماضي بالحاضر. ونحن، في المستقبل، سنصبح جزءاً من هذه الثقافة، وأعتقد أن أعمالنا الفنية ستعيش لأجيال متعاقبة.
-
عزة القبيسي: «بولغري» تمدّ جسوراً بين الثقافات
هل من لمحة عن مشاريعك، للعام الجديد؟
هناك معارض، وقطع فنية كثيرة، سنشارك بها في السنة الجديدة. وأرى أن الفرص الفنية، التي أتيحت لنا مهمة وعديدة، وأعتبر أننا - كفنانين - نشهد فترة ذهبية في الإمارات.
-
عزة القبيسي: «بولغري» تمدّ جسوراً بين الثقافات