#عروض أزياء
سارة سمير اليوم
يواصل أليساندرو ميشيل، المدير الإبداعي لدار «فالنتينو» (Valentino)، في جذب الانتباه بأول مجموعة له مع علامة الأزياء الفاخرة «Valentino»، وتحديد هويتها بأسلوبه الفاخر، بفضل شخصيته التي لطالما كانت مُثيرة للجدل، إذ تنتظر محبات العلامة التجارية العريقة مشاهدة تأثير ميشيل في مسيرة «فالنتينو».
احتضن أليساندرو ميشيل أسلوب خرق الضوضاء، من خلال مجموعته الراقية لربيع وصيف 2025، التي حملت اسم «Vertigineux»، وأقيمت بقصر «برونجنيارت» في باريس، إذ شرع في التحديق في أعماق التاريخ المُذهل؛ متأثراً بالقوائم، وفلسفتها لأمبرتو إيكو (فيلسوف وناقد فني إيطالي)، حيث أعاد أرشيف الدار بطريقة معاصرة للغاية.
موديلات مقتبسة من أرشيف «فالنتينو»:
رغم غرابة موديلات مجموعة ربيع وصيف 2025، لـ«فالنتينو»، إلا أنها ليست غريبة على الدار العريقة، حيث إن ميشيل قرر أن يستوحي الإطلالات من أرشيف «Valentino»، مع إضافة بعض اللمسات الجديدة والخاصة جداً، حتى يظل تأثير اسم أليساندرو ميشيل.
وسارت العارضات أمام لوحة رقمية ضخمة، تعرض قائمة لا نهاية لها من الصفات والأسماء والأشياء، التي ألهمت بهذه الإطلالات، بما في ذلك: «الزرنيخ، وبولشينيلا، وماري أنطوانيت، والبرجوازية، والاستشراق، والتنجيم».
وتضمنت المجموعة الجديدة، من دار الأزياء الإيطالية، أجواء الكوتور بكل ما تعنيه الكلمة، إذ برزت الموديلات الخارجة عن المألوف، والأقمشة الفاخرة، والتصميم الذي يؤكد العمل اليدوي المستمر لساعات، وأيام طويلة. وأبرز ما لفت الانتباه إلى مجموعة ربيع وصيف 2025؛ الفساتين ذات الأحجام المبالغ فيها، المستوحاة من المجموعات القديمة للدار.
كان أول عرض لميشيل على مدارج أسبوع باريس للهوت كوتور، بمثابة رحلة إلى عالم العجائب، إذ تتوالى الملابس مثل صفحات موسوعة بصرية، تختلط فيها أرشيفات «فالنتينو ألتا مودا»، من الثمانينيات والتسعينيات، التي استلهم منها ميشيل العديد من لإطلالات، إذ ذكّرنا فستان المعطف المطرّز بالريش النادر بأزياء المسرح في العصر الجميل، بينما فستان المنحوتات ذو الستائر المذهلة، مستوحى من طيات رخام «برنيني». وانكسر إيقاع عرض الأزياء، من خلال انفجارات الأحجام، وتنافس الأهداب، والكشكشة، والكريستالات، والأعمال المحبوكة معاً في إطلالة واحدة، لتكون النتيجة حواراً بين النظام والفوضى.
قصة وراء كل إطلالة:
من ظلمة المسرح، ظهرت إطلالات خلابة مغطاة بالتفاصيل، من الرأس إلى أخمص القدمين. كانت الإطلالة الأولى، التي تم صنعها في 1300 ساعة من العمل، مجرد معاينة صغيرة لما سيأتي، إذ كان الفستان المصنوع من طبقات من التول بألوان مختلفة - مجمعة ومتشابكة ومتداخلة - يتميز بنفس الزخارف ذات النمط «الهارلوكين»، مثل زي أرليكينو من كرنفال البندقية، بينما كانت التنورة المدعومة بـ«كرينولين» دائري ضخم، تنبئ بالحجم المبالغ فيه لكل إطلالة. وتم الجمع بين السلال المستطيلة، والأكمام المنفوخة، والياقات المكشكشة؛ لإنشاء ملابس ثقيلة بدت كأنها تستهلك أجساد العارضات.
وفي الوقت نفسه، استعارت اللوحة، المستوحاة من علم النبات والعصور القديمة، ظلالاً من القرون الماضية، العاج والذهب والفضة وألوان الباستيل الأخرى؛ الألوان التي برزت في موديلات المجموعة. وفي البيان الصحافي المصاحب للمجموعة، أوضحت ميشيل أن كل إطلالة تتوافق مع قائمة لا نهاية لها من الصفات والمراجع الفنية، حيث تمت ترجمة هذا المفهوم إلى شكل مادي، من خلال الاستخدام المستمر للترقيع والتطريز.
إكسسوارات مميزة لمجموعة غير اعتيادية:
المجوهرات والأقنعة والإكسسوارات المزخرفة المصنوعة من الفضة، التي تتدلى من عيون العارضات، ومعاصمهن كالدروع الباذخة، كانت محل جذب لحضور العرض الاستثنائي، حيث برز ميل المصمم إلى استلهام الثقافات المختلفة، فقد عاد أليساندرو ميشيل ليقدم صوراً لا نهائية من دمج الفن بصناعة الأزياء، والموضة.