#ديكور
غانيا عزام 9 نوفمبر 2024
يقام أسبوع دبي للتصميم، بنسخته العاشرة، بين 6، و9 نوفمبر الحالي، ويعد معرض التصميم العالمي المعاصر «داون تاون ديزاين» حدثاً رئيسياً، خلال فعاليات هذا الأسبوع الناجح. ويعد الأخير الملتقى السنوي الأبرز للمجتمع الإبداعي، إذ إنه يجمع بين الأسماء الراسخة، والناشئة، في المشهد العالمي، ويعرض أحدث المجموعات، والحلول المبتكرة، من علامات تجارية ومصنعين من جميع أنحاء العالم، مع تسليط الضوء، بشكل خاص، على المواهب الصاعدة في المنطقة. وفي هذا السياق، يستضيف معرض «مصممون من الإمارات» في نسخته الخامسة، إبداعات 30 مصمماً؛ لاستكشاف مفهوم الراحة والعملية، تحت شعار «إلهام الناس للهدوء.. والاستمتاع بلحظاتهم». وسيكون المعرض بإشراف الفنان والمصمم الإماراتي عمر القرق، الذي خصّنا بحوار ممتع، ألقينا - خلاله - بالضوء على ابتكارات المواهب الناشئة، واتجاهات التصميم:
بصفتك أميناً لمعرض «مصممون من الإمارات».. كيف تعاملت مع موضوع هذا العام «الراحة والعملية»؟
حاولت التعامل مع الأمر من منظور أكثر مرحاً هذا العام؛ فأردت - في الأساس - طرح مزاج يذكرنا بغرفة الجلوس، أو أي مكان في المنزل. وبهذه الطريقة، سيتمكن الأشخاص من تجربة المشروع، وسيشعرون بالتشجيع على ذلك. من المهم، أيضاً هذا العام، أن تتحاور القطع معاً، بدلاً من أن تكون مستقلة، فهذا سيساعد المصممين على التواصل والتعلم أكثر، في المجتمع الإبداعي، الذي هم على وشك الانضمام إليه.
سرد متماسك
كيف وازنت بين عرض المواهب الناشئة، وتقديم سرد متماسك حول موضوع المعرض؟
لحسن الحظ، لدينا هذا العام مجموعة مثيرة من الأشخاص، الذين يتوافقون بالفعل مع الموضوع. لذا، تم بناء السرد بشكل طبيعي. وربما انسجمت الأشكال والألوان منذ مرحلة أولية جداً، وحيثما كان هناك مجال للتطوير، كان المصممون على تواصل دائم؛ للمساعدة في تحسين قطعهم من أجل العرض.
لماذا يحظى موضوع «الراحة والعملية» بشعبية كبيرة في مشهد التصميم اليوم، خاصة في دولة الإمارات؟
نعيش، حالياً، في بيئة سريعة الخطى للغاية، ومن السهل جداً أن ننسى كيفية التباطؤ، والجلوس بشكل مريح في مكاننا؛ خاصة أن مساحاتنا أصبحت أصغر، وأصغر. ولمعالجة هذا، أعتقد أنه من المهم التأثير في الاختيارات، التي يتخذها بعض المصممين بإدخال الراحة والعملية في الثيمة؛ فعندما نضع فكرة الموضوع في الاعتبار كمصممين، يساعدنا ذلك في التصميم، وفقاً لاحتياجٍ ما.
ما مدى أهمية رعاية المواهب الناشئة في مجال التصميم بالدولة، وما نصيحتك للمصممين الشباب؟
أعتقد أنه من المهم جداً رعاية المصممين الناشئين، فمن دون دعم مجتمع التصميم، سيكون من الصعب للغاية أن تنمو كمصمم، وكشخص؛ فالعديد من تجارب التعلم، تأتي عندما تقضي وقتاً أطول في الصناعة، ومن المهم أن يكون لدى هؤلاء المصممين مجتمع قوي؛ لمساعدتهم بتقديم المشورة، ولدعمهم بأفضل ما لديه. نصيحتي الرئيسية للموهوبين الناشئين، في مجال التصميم، هي أن يكونوا مثابرين، وثابتين على مبادئهم، وأن يبحثوا دائماً عن الدافع، الذي يساعدهم في الاستمرار، وليكونوا متماسكين، وألا يرهقوا أنفسهم أكثر من اللازم.
بين التقاليد والابتكار
كيف ترى التقاطع بين التقاليد والابتكار في مستقبل التصميم بالشرق الأوسط؟
ما دام الناس يبتكرون لهدفٍ ما، فإن تقاليدهم ستلعب دوراً في تصاميمهم. يصمم الجميع بناءً على الخبرة، وفي أغلب الأحيان ترتبط هذه الخبرة بثقافة شخصٍ ما. ومع ذلك، أعتقد أن التقاطع سيكون أكثر وضوحاً؛ كلما زاد حجم مجتمع التصميم هنا في المنطقة.
قد يلهم المعرض الناس الاستمتاع بلحظات الهدوء، في عالم سريع الخطى.. كيف ذلك؟
نأمل أن يرى المزيد من الناس مدى تفاعلية الأثاث، ولمسته في المعرض، وأن يتأثروا أكثر بقضاء المزيد من الوقت مع قطع الأثاث الخاصة بهم، في راحة منازلهم.
اذكر لنا أمثلة لأعمال معينة في المعرض، تجسد «ثيمته» بشكل مثالي!
دون اختيار المفضلات، لدينا بعض القطع اللافتة، التي تراوح بين أرفف الكتب الدوارة، والإضاءة المزاجية، والمقاعد التي تثير الحنين إلى الماضي، والمتعددة الاستخدامات بطرق شتى. لدينا، أيضاً، قطعة في المعرض يمكنها تشغيل الموسيقى؛ لذا سيكون من الرائع مراقبتها، وكل هذه القطع تنسجم، معاً، بشكل جيد.. في رأيي.
كيف وجهتَ المصممين إلى استكشاف مواد مختلفة، تبعث على الراحة، والصدى العاطفي؟
لقد تم إنجاز معظم هذا العمل من قِبَل المصممين أنفسهم، لكنني أعتقد أن موجز الموضوع ساعد في توجيههم بالبداية؛ فبعدما أرسلوا مقترحاتهم، تحدثنا عن كيفية تطوير تصاميمهم بطرق أكثر ودية للمستخدم النهائي، وكيف يمكن أن تتناسب مع المعرض. لقد عقدنا العديد من الاجتماعات، والأمر يستحق كل هذا العناء.
ما رؤيتك للعلاقة بين «الراحة والعملية»، التي يعالجها المصممون الثلاثون في معرض هذا العام؟
يتميز العديد من المصممين، هذا العام، بروح المغامرة في أشكالهم. ولهذا السبب؛ أصبحت «العملية» مثيرة للاهتمام أيضاً. ونجح العديدون منهم في تحويل قطعهم إلى شيء عملي للغاية؛ لذلك أرى أنه كلما بدت الأشياء أكثر إثارة، كلما زادت فرص استكشاف الوظائف المختلفة.
هل فاجأك أيٌّ من المصممين، بتفسيرهم للموضوع؟
بالتأكيد، لقد كانت تجربة تعليمية رائعة، بالنسبة لي أيضاً؛ فكلما تحدثت معهم لفهم طريقة تفكيرهم، كلما زادت سعادتي بطريقتهم في تفسير الموضوع. إنه لأمر ملهم أن نرى الكثير من المواهب في منطقتنا.
اتجاهات ناشئة
هل لاحظت أي اتجاهات تصميمية ناشئة بين الأعمال المعروضة؟
أرى الكثير من الأشكال المتعرجة في أعمال الناس، بدلاً من المستوية. منذ فترة، كان معظم الناس مهتمين بالأشكال العضوية، والآن أرى أننا أصبحنا أكثر جرأة في الأشكال، التي نختارها.
ما تأثير المعرض في المصممين المشاركين، ومجتمع التصميم الأوسع؟
آمل أن يتمكن المصممون من تكوين صداقات مع بعضهم بعضاً؛ وبناء شبكة علاقات مع آخرين يعملون مسبقاً في هذا المجال. إنهم يتمتعون، الآن، بالفرصة للمساعدة في بناء المجتمع بطريقة يمكنها التأثير في اتجاهات التصميم بالمستقبل. والأمر كله يتعلق بأخذ زمام المبادرة، واتخاذ الخطوات الصحيحة، وأنا متأكد من أن مجتمعنا سيساعدهم مرحباً، وسيساهم في توجيههم بأي طريقة يحتاجون إليها، وأنهم سيكونون واثقين بما يكفي لطرح الأسئلة الصحيحة.
كيف تؤثر جذورك العربية في تصاميمك، وما الدور الذي تلعبه القصص الثقافية بأعمالك؟
أعتقد أن جذوري العربية تؤثر، دائماً، في تصاميمي دون وعي. إنها شيء موجود دائماً، حتى عندما لا يكون ذلك مقصوداً؛ فعندما ننشأ في بيئة معينة، يؤثر ذلك في عملية اتخاذ القرار. إن القصص الثقافية موجودة، بشكل دائم أيضاً؛ لذلك أصمم من خلال معرفتي بها، وأحاول ربطها بتجاربي، التي تشمل خبرات اكتسبتها، خلال العيش والنشأة هنا.
كيف أثرت تجاربك الشخصية، بما في ذلك دراسة «الهندسة المعمارية» بالخارج، في أسلوبك بالتصميم؟
عندما يدرس شخص ما في الخارج، فإن ذلك يساعده على تجربة مجال آخر تماماً من التصميم. أعتقد أنني تمكنت من تعلم الكثير خلال دراستي في «بلفاست»، وأستطيع أن أقول بثقة: إن دراسة «الهندسة المعمارية» ساعدتني في حل العديد من المشكلات بطرق عدة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتفكير النقدي، وهو أمر بالغ الأهمية في عالم اليوم.
هل أثرت إدارة «Modu Method»، وأعمالك العائلية، في رحلتك الإبداعية؟
بالتأكيد، فـ«MODU Method» يسمح لي بممارسة جانبي الإبداعي بشكل أكبر. لكنني أعتقد أن الأعمال العائلية قد زودتني بالمعرفة، التي يمكنني تطبيقها في «MODU Method» أيضاً. لقد علمني العمل مع العائلة المثابرة والانضباط، وبناء الاستراتيجيات التي يمكنني تطبيقها في الاستوديو الخاص بي، كما أرشدني «MODU Method» إلى المواد الجديدة المثيرة، وممارسات التصميم التي يمكنني المساعدة في تطبيقها بشركة العائلة أيضاً، فهما يعملان معاً. لقد أطلقت «MODU Method»، خلال معرض المصممين بالإمارات قبل بضع سنوات، فساعدني ذلك، أيضاً، في تحديد موقع الاستوديو بالسوق.