#تكنولوجيا
زهرة الخليج - الأردن 25 يوليو 2024
لا يتوقف الفضاء الرقمي عن التوسع، فالمخيلة الابتكارية ما زالت واسعة، ويشحذ هممها التنافس المحموم بين كبرى الشركات التكنولوجية، للسيطرة على مقدرات الذكاء الاصطناعي، التي أصابت الناس بالهوس في آخر عامين، بعد أن أصبحوا يقيسون مدى سعادتهم بقدرة التقنيات الجديدة على إراحتهم من تعب العمل، فضلاً عن تقديم مغريات لا تنتهي من الألعاب التفاعلية.
وبعد أن كانت الشركة العملاقة «أوبن.إيه.آي»، صاحبة السبق قبل عامين، عندما أطلقت تقنية «تشات جي بي تي»، أعلنت الشركة العملاقة «ميتا»، التي تضم تحت جناحها أشهر المنصات التفاعلية: «فيسبوك»، و«إنستغرام»، و«ثريدز»، إضافة إلى «واتساب»، عن إطلاق أكبر نسخة من نماذجها للذكاء الاصطناعي «لاما 3»، محتوية على مميزات مجانية، أبرزها سهولة تقديم المحتوى، بعكس الشركات المنافسة التي تقدم نماذج محتوى مدفوعة. لكن الميزة الأهم، هي وجود «لاما 3» بثماني لغات عالمية، ما سيسهل وصولها إلى جميع أنحاء العالم، كما يتميز الإصدار الجديد بأنه سيلحقه إصداران محدثان مختصران له، أحدهما يضم ثمانية مليارات متغير، والثاني يضم 70 ملياراً، ويمكن للنماذج الثلاثة الجديدة، المتعددة اللغات، التعامل مع عدد أكبر من طلبات المستخدمين عبر «نافذة سياق» موسعة.
واختارت شركة «ميتا» اسم «لاما» على أحدث تقنياتها للذكاء الاصطناعي، نسبة إلى حيوان اللاما الشهير، اللطيف، والمبتسم دائماً، ويمكن للإنسان التعامل معه بلطف.
وبحسب ما صرحت «ميتا» لوكالة رويترز الإخبارية، تسمح شركة التكنولوجيا العملاقة إلى حد بعيد للمطورين باستخدام نماذج «لاما» مجاناً. وهي استراتيجية، يقول الرئيس التنفيذي للشركة، مارك زوكربيرغ عنها، إنها ستؤتي ثمارها في شكل منتجات مبتكرة، ومشاركة أكبر على شبكات التواصل الاجتماعي الأساسية للشركة. كما ستستفيد الشركة؛ إذا اختار المطورون استخدام نماذجها المجانية، بدلاً من النماذج المدفوعة، الأمر الذي من شأنه أن يحد من استخدام نماذج المنافسين.
وعلى الرغم من صعوبة قياس التقدم المحرز في تطوير الذكاء الاصطناعي، يبدو أن نتائج الاختبارات، التي قدمتها «ميتا»، تشير إلى أن أكبر نماذجها «لاما» مطابق تقريباً لنموذج «كلود 3.5 سونيت» لشركة «أنثروبك»، ونموذج «جي.بي.تي-O4» من «أوبن إيه.آي»، لكنه يتفوق عليهما في بعض الحالات.
ومعروف أن تقنيات وأنظمة الذكاء الاصطناعي تستهدف محركات البحث الشهيرة، لـ«مراقبة الاهتمامات» التي يفضلها الناس أثناء بحثهم، من حيث معرفة المواقع التي يزورونها بهواتفهم، لتُظهر إعلانات مُلائمة لهذه الاهتمامات، وتتوفر لدى منصات تفاعلية، مثل: «فيسبوك»، و«إنستغرام»، استراتيجيات مماثلة في ما يتعلق بظهور الإعلانات، ما يجعل تجربة تصفح هذه التطبيقات مخصصة لكل مستخدم، بحسب اهتماماته.