#أخبار الموضة
غانيا عزام 14 يوليو 2024
تركت مصممة الأزياء روكساندا إيلينسيتش Roksanda Ilincic بصمة فريدة في عالم التصميم، تتمثل في تصاميم حديثة مميزة، وأقمشة مبتكرة، وأشكال منحوتة، وتركيز على الألوان الجريئة، والأنوثة الواضحة. روكساندا صربية الأصل، درست الهندسة المعمارية والفنون التطبيقية في جامعة بلغراد، قبل أن تنتقل إلى لندن، لنيل درجة الماجستير في الأزياء النسائية ب«سنترال سانت مارتينز». وعلى مدى أكثر من عقد من الزمن، منذ تأسيس علامتها التجارية التي تحمل اسمها، طورت روكساندا تصميماً جمالياً فريداً يعبر عن امرأة تصمم للنساء. حصلت على العديد من الجوائز والترشيحات، وتم إدراجها في «Business of Fashion 500»، وهو مؤشر عالمي لأهم الأشخاص الذين يشكلون صناعة الأزياء اليوم.. في هذا الحوار، نتعرف عن قرب إلى هذه المصممة البارعة، وطموحها المستقبلي لعلامتها التجارية:
الانتقال من الهندسة المعمارية إلى تصميم الأزياء تحول كبير، فما تأثيرهما في أسلوبك بالتصميم؟
دراسة الهندسة المعمارية أثرت في أسلوبي في الموضة بشكل عميق، ومنحتني منظوراً فريداً. بالنسبة لي، كلاهما يعتبر شكلاً من أشكال التعبير الفني، ويولي البنية والتوازن والإبداع أهمية كبيرة. كما هي الحال في الهندسة المعمارية، تتمتع الموضة بالقدرة على إثارة المشاعر، ونقل رسالة من خلال التصميم، ما يجعل العلاقة بين المجالين الفنيين مستمرة.
ما الذي ألهمك مجموعة «SS24»، وكيف أثر تراثك الشخصي في هذه التصاميم؟
مجموعة «SS24» مستوحاة من الجمال الصارخ ل«باربيكان» في لندن، والتفاصيل المعقدة للأديرة الصربية، مثل: «غراتشانيكا»، و«ستودينيكا»؛ فهذه العناصر المتجذرة، بعمق، في تراثي الشخصي تُبرز القوام والألوان والجمالية الشاملة للمجموعة. تراثي يعتبر مصدر إلهام دائم، فهو يسمح لي بإبداع قطع تسد الفجوة بين التقليد والحداثة.
جرأة.. ودقة
لماذا اخترت هذه الألوان والأقمشة، تحديداً، لمجموعة ربيع وصيف 2024؟
عند اختيار الألوان والأقمشة، لمجموعة ربيع وصيف 2024، أردت تقديم لوحة تستحضر الحيوية والهدوء، فاخترت الساتان الحريري المغسول بالرمال، ومزيج الصوف الحريري؛ لملمسهما الفاخر، وقدرتهما على الارتقاء بالجمالية الشاملة للمجموعة، وتم اختيار ألوان، مثل: الوردي الفلوريسنت، والبرتقالي المغبّر؛ لصنع مزيج متناغم من الجرأة والدقة.
تستخدمين قماش التفتا المعاد تدويره، والرخام المصنوع يدوياً، فما أهمية هذه التقنيات لروح علامتك التجارية؟
أحب دمج المواد المعاد تدويرها، والعمليات الحرفية؛ لأنها تساهم في روح علامتنا التجارية، المتمثلة في الاستدامة والحرفية. ومن خلال القيام بذلك، فإننا لا نقلل من بصمتنا البيئية فحسب، بل نحتفي أيضاً بالبراعة الفنية والمهارة وراء كل قطعة، ما يضيف عمقاً ومعنى إلى المجموعة.
جوهر الأنوثة
تشتهر علامتك بنهج أنثوي جريء.. ماذا تعني الأنوثة بالنسبة لك، وكيف تُترجمينها في مجموعاتك؟
الأنوثة بالنسبة لي تحتفي بالقوة والنعمة والتفرد. في مجموعاتنا، نهدف إلى التقاط هذا الجوهر، من خلال الجمع بين الخطوط القوية المصممة خصيصاً، والأشكال الأكثر نعومة وانسيابية، ويتعلق الأمر بتمكين المرأة من احتضان شخصيتها بثقة وأسلوب خاص.
هل تلهمك الأشكال الفنية الأخرى عند تصميم الأزياء؟
النحت والعناصر المعمارية لها تأثير كبير في عملي؛ فالفن بجميع أشكاله، نحتاً أو هندسة معمارية أو رسماً، هو مصدر إلهام دائم بالنسبة لي. وأنجذب، دائماً، إلى التفاعل بين الشكل والملمس واللون، وغالباً أترجمه في تصاميمي.
تدعمين الفنانات والمصممات في مجتمعات الموضة والفن، ماذا تهدفين من وراء ذلك؟
دعمي للفنانات والمصممات مدفوع برغبتي في تعزيز الشمولية والتنوع، داخل مجتمعات الموضة والفن. هدفي من دعم المواهب النسائية، هو إلهام الجيل القادم من المبدعات؛ لمتابعة شغفهن بحرية، ودون خوف.
تحظى علامتك التجارية بشعبية كبيرة بين نساء دول الخليج، فما جوانب تصاميمك التي تلقى صدى كبيراً لديهن؟
أعتقد أن عميلاتي في دول الخليج يتفاعلن مع الألوان، والأشكال، وجودة تصاميمي. فالصور الظلية الانسيابية والزخارف المعقدة تلفت انتباههن، وأيضاً تلك العناصر التي تتناغم مع ذوقهن الرفيع، وأسلوبهن الراقي.
احتضان الإبداع
ما نصيحتك للمصممين الناشئين، الذين يطمحون إلى إحداث تأثير مماثل في عالم الموضة؟
نصيحتي للمصممين الناشئين هي أن يظلوا صادقين مع رؤيتهم، وأن يتبنوا الإبداع، وألا يتوقفوا أبداً عن التعلم والتطور، وقبل كل شيء: ثقوا بأنفسكم، وبصوتكم الفريد.
بعد مسيرتك الحافلة هذه في مجال التصميم، كيف ترين علامتك التجارية في السنوات العشر القادمة؟
على مدى العقد المقبل، أتصور أن تستمر «ROKSANDA» في تجاوز الحدود، واحتضان الإبداع والابتكار. وسنستكشف تقنيات وخامات وأوجه تعاون جديدة، مع الحفاظ على وفائنا لقيمنا الأساسية، وتقديم تصاميم خالدة، يتردد صداها عبر الأجيال.