#تحقيقات وحوارات
ياسمين العطار السبت 11 مايو 09:15
الإماراتية منى العواني نموذج للمرأة الملهمة، التي تمكنت من أن تكتب قصة نجاحها بالجهد والعزيمة والإرادة؛ لتصبح في عمر الـ29 إعلامية واعدة، وصاحبة مشروع تجاري، وواحدة من رائدات الأعمال المجتمعية، وأماً لـ8 أبناء. لم تتوقف العواني عند هذا الحد، بل تسعى لمواصلة حلمها وهو أن تكمل دراستها، والاستمرار في تحقيق طموحاتها بتقديم صورة مشرفة لقدرة المرأة الإماراتية على النجاح والتميز، فضلاً عن جهودها الدؤوبة في خدمة مجتمعها. وأكدت منى العواني، خلال حديثها إلى «زهرة الخليج»، أن زوجها السند الأكبر لها، فقد آمن بأحلامها، وقدم إليها كل سبل الدعم، مشيرة إلى أنها، بفضل تشجيعه، استطاعت أن تُخرج أفضل ما لديها من طاقات لخدمة أسرتها ووطنها.. وتالياً نص الحوار:
كيف تمكنت من تحقيق كل هذه النجاحات، في مثل هذا العمر؟
رغم أنني تزوجت في عمر صغير نسبياً، فإنني لم أفقد شغفي بالتعليم، والعمل، ومتابعة حياتي المجتمعية؛ لذلك عملت على تنمية قدراتي، وقررت خوض تجربة الإعلام التلفزيوني والإذاعي، فحصلت - في البداية - على دورات إعلامية تلفزيونية وإذاعية، معتمدة من هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وعدد من الدورات في الإعلام الرقمي، والتعليق الصوتي، حتى تمكنت من العمل كمتعاونة مع قناتَي: «الشرقية»، و«الشارقة»، لتقديم برامج متنوعة، وتغطية الفعاليات، خاصة المناسبات الوطنية، كما قدمت عدداً من حلقات برنامج بودكاست.
ماذا عن عملك في المجال التجاري؟
بحكم شخصيتي المحبة للمعرفة وتعلم شيء جديد كلّ يوم، أقدمت على افتتاح شركة «اكاسيا لإدارة العلاقات العامة والتسويق»، التي أطلقت من خلالها «مجالس منى العواني» كأول مجلس نسائي بإمارة رأس الخيمة، في فكرة جديدة من نوعها بالإمارة. حاولت، من خلال المجالس النسائية، مواكبة جميع مناسبات واحتفالات دولة الإمارات، ودعوة الشخصيات النسائية القيادية بجميع المجالات، للتعارف وتبادل الخبرات والخدمات، وفتح آفاق الوعي الإعلامي لرائدات الأعمال، وصاحبات المشاريع.
خدمة مجتمعية
ما أهدافك، التي ترغبين في تحقيقها، من خلال «مجالس منى العواني»؟
لديَّ أهداف مجتمعية كثيرة، أريد تحقيقها من خلال هذه المبادرة، إذ أتمنى عن طريقها ردَّ الدين إلى دولتي الإمارات، إذ كان لكل مجلس نظمته هدف مجتمعي وخيري خاص، مثل دعم الأسر المتعففة، كما عملت من خلال «المجالس» على تسليط الضوء على أهم إنجازات المرأة الإماراتية في جميع القطاعات والمجالات، خاصة ما يتعلق بمجال الاستدامة، وأطلقنا في أحد المجالس جائزة «بركة وطن» لفئة كبار المواطنين، من قِبَل الدكتورة بدرية الظنحاني، وجمعية الإمارات لأصدقاء كبار المواطنين، إلى جانب الاهتمام بالجانب الثقافي والمعرفي، فضلاً عن الاهتمام بعرض منتجات الأسر المنتجة، لتعزيز قدرات الكوادر الوطنية النسائية، المتخصصة في الصناعات الحرفية والتراثية، ودعم جهود الدولة في الارتقاء بالحرف والصناعات اليدوية ذات الجدوى الاقتصادية، وجعلها عنصراً اقتصادياً مؤثراً.
هل يقتصر اهتمامك، من خلال «المجالس»، على المرأة فقط؟
أحاول التركيز، من خلال «المجالس»، على الموضوعات التي تهم المرأة بشكل أكبر. لكنني، كذلك، أعمل على طرح جلسات توعوية تخص الأسرة والطفل، منها جلسة توعوية بعنوان «صيف آمن»، بالتعاون مع الشرطة المجتمعية في رأس الخيمة؛ لنشر التوعية بين الأهل والأبناء بأهمية استغلال الإجازات الدراسية، وكذلك تعزيز الثقافة القانونية والإلكترونية.
فن إدارة الوقت
أنت أم لـ8 أبناء.. بناءً على تجربتك الأسرية، ما النصائح التي تقدمينها إلى الأمهات العاملات؟
أعتقد أن السر يكمن في فن إدارة الوقت، وقدرة المرأة على ترتيب أولوياتها وأدوارها، كونها أماً بالدرجة الأولى، ثم زوجة، وبعد ذلك موظفة أو عاملة. لذا، على المرأة العاملة أن توزع اهتماماتها وفقاً لهذه الأولويات، التي تمثل انطلاقة لنجاحاتها. وكلمتي لكل امرأة: «عليكِ أن تفخري بنفسك، وتصنعي في حياتك عالماً من التحديات والإنجازات، التي يحتذيها أبناؤك، وأقرانك، وكل من حولك».
ماذا عن أحلامك وطموحاتك المستقبلية؟
أطمح إلى تنظيم المزيد من المجالس النسائية؛ حتى أصل إلى المجلس رقم 100، إذ أجتهد لتقديم كل ما بوسعي لخدمة المجتمع، ومواكبة نهج القيادة الرشيدة لدولتنا الحبيبة. كما أعمل، حالياً، على استكمال دراستي، ومواصلة مسيرتي بالمجال الإعلامي.