#سينما ومسلسلات
غيث التل 16 فبراير 2024
يناقش الموسم الثاني من مسلسل «مدرسة الروابي للبنات» أضرار وأخطار وحتى فوائد «السوشيال ميديا»، على المراهقين من طلاب المرحلة الثانوية، الساعين إلى الشهرة، ولفت الإنظار إليهم، في الوقت الذي تعيش فيه فتيات وشباب هذه المرحلة العمرية صراعاً بين الواجب والمفروض والعيب والصواب والخطأ، خاصة أنهم في أعمار نهاية الطفولة، وبداية مرحلة الشباب.
المسلسل الذي طرحته منصة «نتفليكس» يوم أمس الخميس، بحلقاته الست، يطرح قضية «السوشيال ميديا»، وكيفية تعامل بنات المرحلة الثانوية معها، وكيف يمكن أن تتفهم مديرة المدرسة رغبات الفتيات في تحقيق ذواتهن، على الرغم من أحلامهن الكبيرة التي تشطح عالياً.
المسلسل في جزئه الثاني، يعد امتداداً للنجاح الذي تحقق في الموسم الأول منه، الذي ناقش قضايا التنمر والعلاقات الأسرية والعلاقة مع الطرف الآخر، وهو من كتابة تيما الشوملي وشيرين كمال، بالاشتراك مع إسلام الشوملي، والإخراج مجدداً لتيما.
مفاجأة.. وبطلات جديدات:
يقدم الموسم الثاني من «مدرسة الروابي للبنات» مفاجأة سارة لمحبي الفنانة تيما الشوملي، إذ إنه يشكل عودة موفقة للنجمة الأردنية للتمثيل بعد فترة ابتعاد طويلة، وتقدم تيما دور المديرة الجديدة لمدرسة الروابي للبنات.
العمل من بطولة الفنانة تارا عبود، التي شاركت في عدة أفلام ومسلسلات من قبل، ويقدمها «مدرسة الروابي للبنات» في بؤرة ضوء الأحداث من خلال دور «سارة»، ومعها طالبات المدرسة من الممثلات الجديدات، لتمنحهن المخرجة فرص الظهور أمام الجمهور، وهن: سارة يوسف في دور «تسنيم»، وتارا عطا الله «نادين»، وكيرا يغنم «هبة»، وتاليا الأنصاري «شمس»، ورنيم هيثم «فرح»، ومعهم الشباب: ليث عبوة في «علي»، ومحمد نزار «عمر»، وكرم شامي «جواد»، إضافة إلى الفنانة القديرة ريم سعادة، التي تؤدي دور المعلمة «عبير»، ووجود الممثلة المصرية إنجي كيوان.
وبات جلياً للجميع أن «مدرسة الروابي للبنات» أصبح مدرسةً حقيقيةً لتخريج نجماتٍ جديداتٍ، يصدرهن للساحة العربية الفنية، وقد نراهن في الصف الأول خلال السنوات القادمة.
مخرجة ملهمة:
يحسب لمسلسل «مدرسة الروابي للبنات» أنه يُري الجمهور التطور والموهبة، اللذين تمتلكهما المخرجة تيما الشوملي، وقدرتها للموسم الثاني على التوالي، على أن تعكس صورة مهمة عن مقدار تطور الدراما الأردنية، وإمكانية منافستها لأهم الأعمال العربية، خاصة أن المسلسل يعرض في 190 دولة حول العالم، يشترك الناس فيها بمنصة «نتفليكس».
وكعادة تيما في أعمالها، لا تحرق الفكرة في البداية، إنما تشد الجمهور لمتابعة الحلقات، خاصة أن جمهور المسلسل ما زال متشوقاً لمعرفة مصير الطالبة «ليان»، التي انتهى الجزء الأول من المسلسل وهي تتعرض لإطلاق النار، فأعادت تيما في حلقة المسلسل الرابعة سيرتها، كاشفةً عن مصيرها، في استرجاع ذكريات «ليان» وزميلاتها، بطلات الجزء الأول، اللواتي ظهرن لدقائق في الجزء الجديد.
الجمهور العربي، الذي تتيح له منصة «نتفليكس» حضور الحلقات الست بشكل متتالٍ، سيكون أمام قصة جديدة، يعيشها مع الأبناء والبنات، في هذه المرحلة العمرية الحساسة التي تحتاج إلى احتواء.
أداء متميز:
تقدم الممثلات، سواء المتمرسات أو الجديدات اللواتي يظهرن في الموسم الثاني من «مدرسة الروابي للبنات» أداءً مذهلاً يحاكي واقعاً تعيشه طالبات كثيرات في عددٍ من المدارس المنتشرة بالوطن العربي على وجه العموم.
وتؤدي كل شابةٍ منهن شخصية إحدى الفتيات بطباعها المختلفة، خيرةً كانت أو شريرةً أو صاحبة تصرفات غريبة، بإقناع كبير للمشاهد الذي قد يقارن بين ما يراه في المسلسل وبين الواقع الذي يعيشه أو عاشه في فترات عمرية سابقةٍ من حياته.
وقد تكون تارا عبود صاحبة تجربة جيدة في التمثيل، لكن ظهورها في «مدرسة الروابي» يمنحها فرصة انتشار أكبر لدى الجمهور العربي، خاصةً أنها استطاعت الغوص في تفاصيل شخصية الطالبة «سارة»، فلم ُتشعر المشاهد أبداً بكونها تؤدي هذه الشخصية، بل جعلته يعيش معها لحظة بلحظة، بعد أن تقمصتها بكل جزئياتها الصغيرة؛ فصدقها الجمهور، واقتنع بها.
وأظهرت الشابة التي حملت نفس الاسم تارا عطا الله بشخصية «نادين» قدرات تمثيلية كبيرة، وبدت ملتصقة بالواقع، وهو ما لم يكن مستغرباً إذ إنها استطاعت تأدية واحدةٍ من أصعب الشخصيات وأكثرها انتشاراً في الحقيقة.
وقدمت بقية الممثلات أداءً لا يمكن وصفه إلا بالرائع، خاصةً أن أغلبهن يخضن تجربتهن الأولى أمام الكاميرا.